توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية المصالح!

  مصر اليوم -

دبلوماسية المصالح

بقلم - محمد أمين

ينبغى أن نعترف بأن الطريقة التى يتكلم بها الرئيس السيسى فى المحافل الدولية تتميز بالصراحة والشياكة فى وقت واحد.. وينبغى أن نؤمن بأننا لا نأخذ فقط، وإنما نعطى أيضاً.. وقد نعطى فى أحوال كثيرة أكثر مما نأخذ.. وهذه مسألة واضحة فى علاقتنا مع موسكو.. فقد أخذوا الضبعة بما يعادل عائدات السياحة فى عامين، ولم تحصل شرم الشيخ على شىء حتى الآن!

وإذا كانت مصر شريكاً رئيسياً لموسكو فى الشرق الأوسط وأفريقيا، كما قال رئيس الوزراء ميدفيدف، فأرجو ألا يكون فهمه للشريك فى إطار أنه يعطى ولا يأخذ.. كما أتمنى ألا يكون الشريك الرئيسى بالنسبة لهم هو الوكيل الذى يجمع «الغلة» لشريكه، ويقوم بتوريدها.. مصر أكبر من هذا طبعاً.. لكن ما معنى الشريك الرئيسى إن لم يكن هذا المعنى بصورة من الصور؟!

فهناك قضايا يمكن مناقشتها مرة أخرى مع الجانب الروسى.. أولاها: لماذا لم تعد الطائرات حتى الآن للمدن المصرية؟.. أليست هذه واحدة من القضايا الملحة جداً بالنسبة لنا؟.. فما هى القضايا ذات الاهتمام المشترك على جدول أعمال قمة (السيسى- بوتين)؟.. ربما أشار السيسى بهدوء إلى عودة الطيران بين مدن البلدين.. فهل كان ذلك «طلباً» أم «خبراً» من الأخبار؟!

لقد قال الرئيس إن الجهود «المصرية- الروسية» تُوّجت بالنجاح فى استئناف حركة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، عقب زيارة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، لمصر فى ديسمبر عام 2017، وأكد ثقته فى عودة الطيران بين مدن البلدين الأخرى قريبًا.. فهكذا يذكرهم الرئيس.. ولو أنه طلب عدة مطالب قبل السفر، لكان قد استجيب إليها، لكنه لم يفعل!

إننا ونحن نحتفل بمرور 75 عاماً على العلاقات «المصرية- الروسية»، نود أن نشير إلى أن تميز العلاقات الثنائية ليس بالكلام، كما أن «الخصوصية» ليست نوعاً من الرومانسية.. فقد قدم الروس مساعدات فى بناء السد العالى.. كما ساعدوا فى استعادة الأراضى المحتلة بعد 67، وساعدوا أيضاً فى دعم الدولة عقب ثورة 30 يونيو.. فهل جاء الوقت لكى «يحصد» الروس؟!

فلا يكفى أن يكون طلب الرئيس بعودة الطيران من خلال «إشارة عابرة».. نعم بالتأكيد سيتم تدوينها ورفعها للرئيس بوتين.. ولكن لا غضاضة أن يتحدث الرئيس عن «دبلوماسية المصالح».. ولا غضاضة أن يشير إلى «الضبعة».. ولا ينبغى أن يعود الرئيس إلا وفى يده قرار حاسم.. إما أن يكون بمناسبة الزيارة، وإما أن يكون بمناسبة «العيد الماسى» للعلاقات الثنائية!

باختصار.. أنتظر أن يكرر الرئيس مطالبه فى لقاء القمة بعودة «الطيران».. وأنتظر منه أن يكون أكثر حسماً.. فالكلام عن المصالح ليس فيه أى إهانة.. والكلام عن المصالح يحافظ على العلاقات ولا يضرها أبداً.. ذكروا الروس بالضبعة.. وذكروهم فى المقابل بالغردقة وشرم الشيخ!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية المصالح دبلوماسية المصالح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon