بقلم : محمد أمين
برغم حالة الصمت الوبائى فى العالم وتوقف حركة العمل فى جميع دواوين الحكومات الغربية والشرقية، فإن العمل فى المشروعات القومية لم يتوقف فى أزمة كورونا.. وبرغم أن معظم الشائعات كان هدفها الحصول على معلومات مؤكدة بشأن استمرار الحظر وتأجيل الدراسة فإن الدولة كانت تثبت وتؤكد أنها لن تؤجل الدراسة، ولن توقف مشاريع مصر، كما أن معدل العمل فى المشروعات يسير بشكل كبير دون توقف!. فالحكومة كانت تعرف أن توقف المشروعات يعنى تكلفة إضافية على ميزانية المشروعات، وإهدارا للمليارات التى تم صرفها، وتعطيلا للعمالة غير المنتظمة عن الكسب اليومى للحياة والإعاشة، فتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والمضى فى العمل بنفس الروح لتحقيق جدول الأعمال المتفق عليه.. وبالتالى فلم يتوقف أى من مشروعات مصر القومية فى الصعيد أو غيرها، كما أكد مركز المعلومات بمجلس الوزراء!.
ومعناه أن مصر تعمل وتحارب الفيروس فى الوقت نفسه.. وهذا ليس غريبا على مصر فإن معظم المشروعات التى ظهرت كانت وهى تحارب فيروس الإرهاب، وهو أخطر من كورونا.. فلم يتأثر أى مشروع بالإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا.. وكانت المشروعات تسير وفق الجدول الزمنى، فقد تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية العاملين بكافة مواقع المشروعات.. وثبت أن كل ما يقال شائعات إما هدفها إشاعة الإحباط أو الاستفسار عن مستقبل المشروعات!.
وربما من ضمن هذه الشائعات الكلام عن تأجيل الدراسة لأجل غير مسمى، وتأثر الملاحة فى قناة السويس بالفيروس، وهى شائعات لا تعكس الخوف على العملية التعليمية ولا قناة السويس، بقدر ما تعكس رغبة فى استهداف هذه المرافق.. والسؤال: ما الذى يجعل الحكومة تؤجل الدراسة، مع أن العالم بدأ فك إجراءات الحظر والموسم الدراسى يبدأ العودة فى بعض البلاد الغربية المصابة أصلًا؟!.
ولماذا تتراجع الملاحة فى القناة مع أن حركة البحر هى الحركة الآمنة، والباقية بعد غلق حركة الطيران العالمى، كما أن قناة السويس هى الأقرب والأرخص.. وقد أكد الفريق أسامة ربيع أن حركة الملاحة فى إبريل الماضى أعلى من مثيلتها فى إبريل من العام الأسبق بنسبة تقترب من 10%.. وأن الحركة فى الثلث الأول من العام الحالى تزيد على مثيلتها فى الماضى بنسبة 8%!.
ومن سياق ردود الحكومة علمت أن مواعيد التسليم هى نفسها مواعيد تسليم المشروعات المخططة أصلًا، دون أن تتأثر فى ظل ظروف الأزمة.. فالمصريون يتحدون أنفسهم، ويتحدون التحدى كما قال الرئيس فى مناسبة سابقة.. ومعناه أن الجداول الزمنية للمشروعات كما هى بلا تأُثر!. فالمصريون بناة الأهرامات فى الماضى هم أيضًا بناة المستقبل.. ليس بالكلام ولكن بالفعل.. وسوف نشاهد ذلك فى العاصمة الإدارية الجديدة والمشروعات العملاقة فى الدلتا والصعيد بلا توقف.. فنحن نؤمن بمقولة «يد تبنى ويد تحمل السلاح»!.