توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة طارق عامر!

  مصر اليوم -

ثورة طارق عامر

بقلم-محمد أمين

السؤال الذى طرحه طارق عامر فى إندونيسيا، بلغ صداه جميع العالم، خاصة حين قال بأعلى صوته: أين ثرواتنا؟.. أين أموالنا المهربة من القارة الأفريقية إلى أوروبا وأمريكا؟.. من سرق هذه الأموال بالضبط؟.. كان محافظ البنك المركزى المصرى يصرخ فى وجوه مسؤولى صندوق النقد والبنك الدوليين.. هل كان يقصد أنهم من تستروا عليها؟.. هل كان «يعنيها»؟!

وكأن صرخة طارق عامر لا تختلف كثيراً عن صرخة الرئيس السيسى فى الأمم المتحدة.. فقد قال الرئيس ما معناه: كيف يثق الأفريقى فى النظام العالمى، وهو لا يجد أى عدالة، ولا يشعر بأى مساواة؟.. كل شىء ينهار أمامه.. بالضبط هى نفسها صرخة طارق عامر.. من سرق الأموال؟.. أين ثرواتنا؟.. كيف لنا أن ننمى بلادنا فى حين «تتسرب» الأموال والموارد للخارج؟!

ويدهشنى أن طارق عامر لم يحضر كأى خبير مالى.. ولم يقل ما قاله بعيداً عن موقعه الرسمى.. لكنه قاله وهو محافظ البنك المركزى.. وقال ما قال وهو يترأس جلسة محافظى المجموعة الاستشارية الأفريقية، فى حضور مدير عام صندوق النقد الدولى.. فتحدث عن استنزاف الأموال.. وتحدث عن ضرورة عودتها إلى بيئتها «الأصلية» لاستكمال عملية التنمية!

والآن نحن فى حاجة إلى هذا الخطاب السياسى والاقتصادى المهم.. فلم يعد الأمر يحتاج إلى أى مواربة.. نحتاج إلى هذه القوة.. يتحدث الرئيس عن ضرورة هيكلة الأمم المتحدة.. ويتحدث المحافظ عن ضرورة إعادة هيكلة النظام المالى العالمى.. ويصرخ بأعلى صوته: أين ثرواتنا؟.. لماذا تستنزفوننا؟.. كيف نصنع التنمية بينما أموالنا تتسرب للخارج بغطاء «دولى»؟!

لقد فاجأنى طارق عامر بهذا الخطاب القوى.. قرأت تفاصيله فى «المصرى اليوم».. تلقيت بعضاً منه من مصدر رفيع.. تخيلت «لاجارد» وهى تنظر حولها وخلفها.. من يقصد المحافظ بأنهم استنزفوا ثرواتنا؟.. هل يقصد العالم المتقدم؟.. هل يقصد أنهم لصوص؟.. هل كانت فرصة ليقول ما عنده؟.. هل هم يأخذون الأموال منا، ثم يتم إقراضها لنا بفوائد «تركيعية»؟!

ولو لم يقل «المحافظ» غير هذا لكان يكفيه.. وستبقى صيحته مدوية فى وجه النظام المالى العالمى.. سيمتد أثرها مستقبلاً.. ربما يغيرون بعض السياسات.. هو نفسه قدم الروشتة، ومنها مواجهة المخاطر الجسيمة، واتخاذ تدابير تحوطية وبناء مؤسسات أقوى وأكثر مصداقية وتعزيز القدرة على التكيف مع الصدمات.. هكذا كانت خارطة الطريق، وهكذا كانت روشتة الإصلاح!

وبعد، فإذا كان الرئيس قد فجر قضية هيكلة الأمم المتحدة، فإن «المحافظ الاشتراكى» قد فجر أيضاً قضية النظام المالى العالمى، فطالب بتضييق الفجوة بين المواطنين هنا، مقارنةً بالدول المتقدمة.. وبدأ بالسؤال الكبير: أين ثرواتنا؟.. وطالب بعودة الأموال الأفريقية المهربة.. هكذا دون أدنى مواربة!

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة طارق عامر ثورة طارق عامر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon