توقيت القاهرة المحلي 10:08:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سحر الإذاعة!

  مصر اليوم -

سحر الإذاعة

بقلم : محمد أمين

عندما تدخل إلى مبنى ماسبيرو فسوف تلقى معاملتين مختلفتين.. إذا كنت تتجه يميناً، فأنت فى طريقك إلى التليفزيون، وستتلقى أكثر من اتصال قبلها للاطمئنان على وصولك، ثم يستقبك أحد موظفى العلاقات العامة، ويسبقك إلى الاستديو.. أما إذا كنت تتجه يساراً فأنت إلى الإذاعة.. لا يتصل بك أحد غير المذيع للترتيب أول مرة، ثم لا يستقبلك أحد، ولا تعرف أين تمضى إلى وجهتك.. ولكن حين تصل، لن تحتاج إلى أى شىء بعدها.. فليس عندك شعور بالتوتر والقلق، ولا يشغلك أحد بتركيب المايك أو الجلوس مشدوداً أمام الكاميرات!.

المذيعة التى تعرفها هى نفس المذيعة التى تقابلك، لا تجلس أمام المرآة ولا تضع ميكاب.. ولا تراها برموش غير رموشها، ولا عيون غير عيونها.. مذيعة الإذاعة تهتم بالمضمون قبل الشكل.. ومذيعة التليفزيون تهتم بالشكل قبل المضمون.. ربما طبيعة الوسيلة هى السبب!.

على أى حال، فقد ذهبت إلى ماسبيرو مرتين.. مرة مع الإعلامية الكبيرة نادية صالح، رحمها الله، لتسجيل حلقة من برنامج «زيارة لمكتبة فلان».. وكنت مشفقاً على نفسى وأنا أجلس أمامها.. فقد حاورت قامات أدبية وعلمية رفيعة، مثل عباس العقاد وزكى نجيب محمود وأنيس منصور وغير هؤلاء!.

والمرة الثانية ذهبت إلى الدكتور لمياء محمود، رئيس صوت العرب، لتسجيل حلقة لبرنامج «برّة المجرة».. ورغم أن أحداً لا يراك فى الإذاعة، فإن هذا الميكروفون فاضح للحالة المزاجية والنفسية التى تكون عليها.. فهو ناقل حساس لمشاعر الضيف وإحساسه بالمتعة أو الضيق وغير ذلك.. وفى الحالتين كنت أحلق وأنا أمام ميكروفون الإذاعة التى تربينا عليه.. وكنت سعيداً بصاحبة الدعوة، وكنت سعيداً بأننى مشغول بالفكرة أكثر من اهتمامى بالكرافتة!.

وفى التليفزيون، ينصرف جزء كبير من اهتمامك إلى مظهرك، وفى الإذاعة تكون الفكرة هى الأصل.. ومذيعة الراديو محترفة لتحويل «الميكروفون» إلى حالة يعيشها المستمع بكل ما يملك.. وأكتب اليوم عن تجربة صوت العرب مع لمياء محمود وعبدالرحمن بسيونى.. قمة فى الاحتراف والالتزام بالقيم الإذاعية.. يعرفان متى يسألان ومتى يصمتان!.. وقد حلقنا فى السماء بفكرة خيالية، وقمنا بنزهة فضائية «برّة المجرة»، وتركا لى حق تشكيل الكوكب على راحتى.. من أول تسميته، وأسماء الميادين والشوارع، والأدوات والأشخاص وحتى الأغانى التى آخذها معى!.

وأطلقت على الشوارع أسماء علماء مصر وأدبائها وفنانيها العظام من أول الدكتور زويل إلى نجيب محفوظ وعباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ومجدى يعقوب وأم كلثوم.. ولكنى سميت الكوكب الجديد باسم «مصر الجديدة».. فهى التى تعيش فينا، مهما ذهبنا لا ننساها ابداً!

وبحكم التخصص، فقد أطلقت على أحد الشوارع شارع الصحافة، وأسماء مصطفى أمين وهيكل وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وسلامة أحمد سلامة، وغير هؤلاء.. كانت ساعة رائعة لا تقل عن برنامج «زيارة لمكتبة فلان».. وهكذا هى الإذاعة ساحرة، تشكل وجدانك وتستفز خيالك!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الإذاعة سحر الإذاعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon