بقلم : محمد أمين
المكان الذى تسمع فيه الزغاريد الآن.. مستشفيات العزل وتشييع جنازات الشهداء.. الأول لتعافى بعض الدكاترة أو الممرضين.. والثانى لأن الشهيد فاز بمقعده مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.. أمس الأول سمعنا الزغاريد فى جنازة الضابط الشهيد عبدالحميد الإمام.. وأمس سمعنا الزغاريد فى مستشفى عزل العجمى.. معناه أن إحساس الناس بالشهداء، والتمريض والأطباء أصبح له أثره الكبير فى النفوس.. وهو تقدير كبير لما قدمه شهداء مصر من أجل الوطن.. وثانيًا فإن الأطباء أصبح لهم نفس التقدير عند الرأى العام فهم يقدمون أرواحهم فداء للوطن فأطلقوا عليهم الجيش الأبيض، وطالبوا أيضاً بمعاملتهم معاملة شهداء الجيش والشرطة!
لم نعد نسمع الزغاريد إلا فى هاتين المناسبتين تقريباً.. فقد توقفت الأفراح منذ وباء كورونا.. وأغلقت صالات الأفراح.. وتفرغنا لمواجهة الفيروس القاتل.. وفرحة التعافى لا تخضع لقانون المنح والمنع.. فقد احتفل الفريق الطبى أمس فى مستشفى العجمى بالإسكندرية بتعافى أمل حامد، رئيس فريق التمريض، وتمام الشفاء بعد إصابتها بفيروس كورونا قبل ثلاثة أسابيع.. وقدموا لها الورود.. والاحتفاء بأمل يعطى الأمل لكل المحجوزين على ذمة العزل.. ويشعر المرضى بأن التعافى وارد، وأنهم سيخرجون بالسلامة!
وفى الحقيقة فقد احتفل الجميع بخروجها لبيتها، ليس لأنها مجرد مريضة كورونا، ولكن لأنها لم تغادر المستشفى منذ بداية تحويل المستشفى إلى حجر صحى فى 6 مارس الماضى، وتفرغت لخدمة المرضى كما قالت الدكتورة تيسير مجدى، نائب المدير العام.. مما يعكس أن الاحتفال كان نوعاً من التقدير لما قدمته أمل حامد عن طيب نفس، حتى أصيبت وأصبحت واحدة من المرضى، تتلقى العلاج مثلهم حتى تعافت بالسلامة!
مهم جداً رفع الروح المعنوية للفريق الطبى كله (الأطباء والتمريض والعاملين فى المستشفيات)، حتى نعبر الأزمة ويتشجع غيرهم على تقديم أفضل ما عندهم.. مهم أن يقوم الشعب أيضاً بهذا التكريم المعنوى والمادى.. فقد نجح الأطباء فى استعادة المجد القديم عبر هذه الجائحة، فرب ضارة نافعة.. قطعاً مستشفيات العزل تحتفل بكل مريض يتعافى.. ولكن حين يتعافى الطبيب أو الممرض تكون الفرحة أكبر لأنه سيعود للخدمة من جديد!
باختصار، مصر لا تحارب فيروس كورونا وحده، مثل كل بلاد العالم، ولكنها تحارب فيروس كورونا وفيروس الإرهاب معاً.. وسوف تنتصر بإذن الله.. ويومها نفرح وتنطلق الزغاريد وتفتح صالات الأفراح فى كل مكان، ونعلن مصر خالية من الإرهاب والكورونا، ما دام جيشنا العظيم بخير، وما دام الجيش الأبيض فى كامل لياقته ومعنوياته، والشعب فى ظهره!.