توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زغاريد فى العزاء!

  مصر اليوم -

زغاريد فى العزاء

بقلم - محمد أمين

قطعاً هو مشهد مهيب.. وقطعاً هناك خصوصية يتميز بها مشهد وداع البطل.. فلا تستغربوا أن تسمعوا الزغاريد، ولا تندهشوا أن تسمعوا الهتافات مع صيحات البكاء.. أم ثكلى تبكى وتزغرد فى الوقت نفسه.. تبكى على فقد ابنها وفلذة كبدها، وتزغرد لأنه سوف يزف إلى الجنة.. ومئات الآلاف يبكون لأنه ضحى بنفسه كى نعيش.. والآن يزفونه فى علم مصر!

الكل يتسابق كى يلمس جثمان الشهيد.. يحاول أن ينال شرف حمله والسير فى جنازته.. إنه الابن والأخ والبطل.. كان «مشروع شهيد».. عاش ودوداً جميلاً يخدم أهله.. ويرتبط معهم برباط جميل.. حين تتفحص صوره تعرف أنه فعلاً «ابن موت».. فكيف كان عند أمه وأبيه وزوجته وبنيه؟.. كيف كان عند أصحابه؟.. هكذا كان «مصطفى» ينتظر لحظة الشهادة!

الآن يبكيه الرجال.. والآن تبكيه النساء ويزغردن فى وداعه.. من أين جاء هؤلاء بكل هذا الصبر؟.. إنه اليقين بأنه لم يمت.. اليقين بأنه حى يرزق.. يسمعهم ويراهم.. وسيمضى إلى حياة أفضل ألف مرة.. إنه قد حجز مقعده فى الجنة.. أصبح شفيعاً لأمه وأبيه.. تكريم كبير، فوق تكريمنا له بجنازة رسمية يتقدمها المحافظ وجنازة شعبية «كبرى» يسير فيها الآلاف!

لقد أنقذ الشهيد مصطفى عبيد مئات المصلين من الأقباط.. وانقذ مئات مثلهم من المسلمين.. فلم تكن هذه القنابل لتختار المسيحيين فقط فى كنائسهم.. كانت ستنسف كل من يقابلها، واختار مصطفى أن يكون هو الشهيد.. دفع حياته بكل الرضا.. عاش كريماً ومات كريماً فانتفضنا جميعاً لتكريمه.. فأراد أن يوجه لنا رسالة بالوحدة فى آخر لحظة من لحظات حياته!

إنها رسالة موجهة.. قوتنا فى وحدتنا، قوتنا فى التفافنا حول الوطن، قوتنا فى مواجهة الإرهاب الأسود.. هذا إمام المسجد والمؤذن، وهؤلاء هم طلاب الأزهر أول من طاردوا الإرهابى للفتك به.. وهم أول من أبلغوا عن العبوات الناسفة.. وتم إبلاغ الشرطة لتفكيك القنابل.. إلا أن إرادة الله كانت وراء سقوط «مصطفى» شهيداً فى «ليلة عيد الميلاد»، وهى ليست كأى ليلة!

إنها فرصة لنجدد العهد معاً على الثأر للشهداء.. ونجدد العهد لمطاردة الإرهابيين الظلاميين.. وكانت الجنازة إشارة ورمزاً لهذا العهد.. وكانت الهتافات تندد بالجناة.. هكذا أصبحنا على قلب رجل واحد للدفاع عن الوطن والثأر للشهداء.. نبكى نعم.. ونزغرد نعم.. لكننا لا ننسى أن نتوحد لحماية الوطن.. نهتف فى وجه الإرهاب الأسود.. فليسقط الإرهاب والإرهابيون!

بالتأكيد فإن كل ضابط «مشروع شهيد».. هو وحده من يستحق الزغاريد.. فلا تنسوا شهداءكم الأبطال.. ولا تخافوا أبداً وفيكم رجال مثل مصطفى وغيره من أبناء جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زغاريد فى العزاء زغاريد فى العزاء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon