بقلم - محمد أمين
من حق القاهرة أن تحتفى بزيارة وزير الخارجية الأمريكى «بومبيو».. ومن حقها أن تهتم بما قاله الوزير باعتباره «تحية أمريكية» وشهادة مهمة لها فى مجال الحريات الدينية، فقد أشاد بالرئيس السيسى وقال إنه «بطل وشجاع ومنح فرصة لحرية العبادة فى البلاد».. وليت «بومبيو» يقول هذا الكلام لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، فلا نرى وجهها القبيح ثانية!
وأظن أن الرئيس ترامب حين احتفى بافتتاح المسجد والكاتدرائية فى نفس اللحظة، كان يسجل موقفه مما يحدث على أرض مصر ليلة عيد الميلاد، بما فيه من «رمزية»، ثم جاء بعده «بومبيو» ليسجل موقفه الرسمى والشخصى أيضاً.. ولم نسمع عن موقف المنظمة المشبوهة، التى أراد مذيع «سى بى إس» أن يستشهد بتقاريرها عن الحريات والاعتقالات!
وأود أن أشير هنا إلى أن موقف الرئيس لم يتغير ليلة عيد الميلاد عنه قبل ذلك.. فهو الرئيس الذى يزور، منذ أول يوم، الإخوة الأقباط فى الكاتدرائية، ويلتقى بقداسة البابا، ويُكِنّ له تقديراً خاصاً، خصوصاً حين قال بعد تفجير الكنائس: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، بل ظل الرئيس يزور أشقاءنا فى كل مناسبة ويفتتح الكنائس مع المساجد فى كل مدينة!
فلا أحد يمكن أن يوجه مصر فى التعاطى مع الإخوة الأقباط.. ولم نكن ننتظر مَن يشجعنا فى هذا الملف.. بل لم نكن ننتظر هذه الشهادة.. لكنها تبقى شهادة مهمة، عندما تأتى من «ترامب».. لأنها بالتأكيد سوف تُخرِس الألسنة.. وسوف تُغلق الباب على منظمات وجمعيات مموّلة فى الداخل والخارج، تتحدث عن حريات الأقباط كأننا «دولتان» وليس دولة واحدة!
فقد نجح «السيسى» فى ضبط إيقاع الحريات الدينية باتخاذ خطوة جادة.. سواء بتأمين الكنائس أو الأقباط أو بناء وتوفيق أوضاع العديد منها فى مدن كثيرة، وتشير الأرقام إلى أنه تم توفيق أوضاع 80 كنيسة، وجارٍ اتخاذ «إجراءات أخرى».. فهذا كلام لا يمكن التقليل منه أو الطعن فيه.. وبالتالى تبقى حرية العبادة مصونة سواء للمسلمين أو المسيحيين أو «اليهود»!
وبلا شك فإن الحريات الدينية ملف انتهى، ولم يعد موضع نقاش الآن.. وأظن أنها واحدة من ثمار ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. ولكن تبقى أزمة الحريات السياسية.. وهذه النقطة تحتاج إلى جهد كبير من الدولة.. ولاسيما ونحن نحتفل بذكرى ثورة 25 يناير.. وأرجو أن يتم التعاطى مع هذا الملف بإشراف رئاسى مباشر لإنجازه، فهناك خلف الأسوار «مئات المظاليم»!
وأخيراً، لا ينبغى أن نترك فرصة للآخرين لكى يتكلموا عن الحريات فى مصر.. سواء الدينية أو السياسية.. نحن نستطيع أن نقول.. ونستطيع أن نطالب بعملية فرز حقيقية.. فليس مذيع «سى بى إس» هو وحده مَن يملك أن ينتقد.. نحن أيضاً ننتقد ولكن بدوافع وطنية.. وهذا هو الفرق!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع