بقلم - محمد أمين
لا أغنى على طريقة فهد بلان، فى أغنيته الشهيرة، ولكننا نحتاج إلى شرح عن الأوضاع فى بداية 2019.. ونحتاج إلى شرح عن خريطة الشرق الأوسط بعد 50 يوماً.. ونحتاج إلى شرح عن اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن الكهرباء فى 2021.. ونحتاج إلى شرح بشأن تحرير أسعار الوقود.. واشرحوا لنا إن كانت هناك تعديلات دستورية حول مدد الرئاسة أم لا؟!.
وفكرة الإفصاح مهمة للغاية.. وهذا الإفصاح لا نجده إلا فى مرفقين اثنين حتى الآن.. الأول: الجهاز المصرفى، فهو يخبرك كم دولارًا دخل، وكم دولاراً خرج؟.. يخبرك عن كل مليم تم ادخاره، وكل مليم تم سحبه من البنوك.. الثانى: قناة السويس.. تعرف كم سفينة دخلت، وكم تحمل من الأطنان؟.. هذا هو الإفصاح الذى نطالب به الحكومة كل يوم، فالصمت جريمة!.
مهم أن نجد من يشرح لنا.. فلا تتركوا الرئيس وحده فى وش المدفع.. ولا تجعلوا الناس تأخذ معلوماتها من قنوات معادية أو صحف مغرضة.. قرأت منذ أيام كلاماً منسوباً لـ«فورين بوليسى» يقول إن خريطة الشرق الأوسط سوف تتغير تماماً خلال 55 يوماً وستحدث مفاجآت وسينقلب العدو إلى صديق، وتتغير جميع المواقف.. وللأسف لم يعلق أحد أو يشرح!.
وقد تفهم، مما قيل، أن الأمور سوف تتغير على مستوى الخليج، وأن قطر قد تعود وتغير سياستها العدوانية بعد أن تحدث مصالحة عربية.. فقد أدت مهمتها والسلام باعتبارها «دولة ذات وظيفة».. وتكتشف بعد قليل أن الكلام عن إسرائيل وليس قطر.. واقترحت المجلة على دول الجوار لإسرائيل، تمهيد الأرض أمام الشعوب لفهم «طبيعة الأمور».. وأظنها تقصد مصر!.
ومعناه أن استدعاء «فهد بلان» فى هذه اللحظة مهم جداً.. حيث يغنى «واشرح لها عن حالتى».. فيشرح الأوضاع السياسية والاقتصادية.. ويشرح ما قد يحدث لدول الجوار الإسرائيلى.. ويشرح لماذا أشادت كريستين لاجارد بسياسة الإصلاح الاقتصادى، وكيف تحولت «لاجارد» من التربص إلى الإشادة؟.. ومن كان وراء هذا التغيير فى مواقف صندوق النقد؟!.
فلا تتركوا الناس نهباً للشائعات.. ولا تتركوهم عرضة لأخبار كاذبة.. اشرحوا لهم عن أحوالهم.. اشرحوا لهم عن أى قرار قبل حدوثه.. اشرحوا لهم ماذا يجرى من تفاهمات فى المنطقة.. لا تتركوا الأخبار تنزل على رؤوسنا كالصاعقة.. فمن الجائز أن هناك ترتيبات فلا ينبغى أن تغيب عنا.. ومن الجائز أنهم فشلوا فى تحريك ثورة، فيحتالون فى «أمر آخر» لتفجير البلاد!.
وأخيراً، هناك ضغوط اقتصادية «يمارسها» صندوق النقد.. وبالتأكيد هناك خطوط دفاع و«متاريس» ضد هذه الضغوط المؤلمة.. وبالتأكيد هناك ضغوط سياسية إقليمية.. فما هى؟.. هل الحل أن نتجاهل هذه الضغوط؟.. هل الحل أن نترك الرئيس فى وش المدفع؟.. اشرحوا للناس من فضلكم!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع