بقلم - محمد أمين
هل كان مطلوباً من الرئيس أن يبنى وحدات سكنية، ثم يسلمها مفروشة؟.. الإجابة لا.. فلماذا فعل الرئيس ذلك، وقام بتسليم الوحدات بالأجهزة الكهربائية؟.. أظن أنه كان معنياً وهو يتكلم عن بناء الإنسان أن يغير الثقافة أولاً.. من أول الثقافة الصحية وثقافة السكن إلى تغيير مناهج التعليم.. ونجح فى طرح الفكرة عالمياً ليغير مفهوم ثقافة حقوق الإنسان أيضاً!.
وعندما وضع مفهوم بناء الإنسان، استعد مع فريقه الرئاسى لنقل الناس من العشوائيات والمناطق الخطرة إلى مساكن حضارية رائعة، فيها ماء نظيف وصرف صحى وملاعب خضراء ومكتبات وشوارع واسعة ومجمعات استهلاكية.. ثم توسع فى مفهوم الصحة ليجعل التربية الرياضية مادة أساسية.. وليس فقط علاج الأمراض «المزمنة» مثل «فيروس سى»!.
وظن البعض أن الرئيس حين يتقدم أى ماراثون إنما هى مرة والسلام، فاكتشفوا أنه يمارسه فى كل مكان وفى الإجازات.. ثم يمارسه بدون سبب كجزء من حياته اليومية.. معناه أنه مشغول ببناء الإنسان.. وحين تحدث أمس عن السمنة، وأن 25% من المصريين يشكون من البدانة، كان يقول «كل مواطن يطمن على نفسه ويشوف وزنه ويعرف رايح فين؟»!.
إذن هى دعوة لتغيير الثقافة، ودعوة لبناء الإنساء من خلال تغيير مفاهيم صحية وتعليمية، ومفاهيم تتعلق بالسكن والنظافة وتغيير السلوك العام.. وهو لا ييأس.. ويكرر هذه المعانى.. ولم يكن الرئيس فى حاجة لكى يفرش البيوت.. كأنه يعلم هؤلاء المهمشين الذين عاشوا فى غرفة واحدة، أن الحياة حلوة.. وأنهم يمكن أن يبدأوا الحياة فى جو آدمى وصحى أيضاً!.
حقوق الإنسان أصبح من ضمنها الحق فى سكن آدمى.. بدأناه دون أن يطلب أحد.. غيرنا شكل خريطة مصر.. بدأنا علاج ملايين المصابين بفيروس سى.. دون أن يطلب أحد.. بدأنا تطوير المناهج دون أن يطلب أحد.. تم تسليم الشقق بالفرش دون أن ينتظر أحد.. ولا أحد فى العالم كله يفعل ذلك أصلاً.. وهكذا يجرى تغيير الثقافة الصحية والتعليمية وتغيير مفهوم السكن!.
وكان هناك أحد سيناريوهين أمام الرئيس.. الأول أن يعطى الناس الأرض بالمرافق، ليتولوا هم عملية البناء.. وبالتالى نصبح أمام عشوائيات جديدة، بعد سنوات محدودة.. الثانى أن يبنى لهم مساكن حضارية مخططة مزودة بكل شىء دون أن يدفعوا أى شىء.. واستجاب الرئيس للفكرة الثانية.. ثم زودهم بعلماء النفس والاجتماع ليدربوهم على «الحياة الجديدة»!.
تغيير ثقافة الناس الحل الأصعب.. وهكذا سلك الرئيس الطريق الأصعب.. فهو يتكلم مع الناس، ويوفر لهم «جودة الحياة».. يبنى ويفرش ويعلم ويعالج دون طلب.. ثم يقول: «كل ما تخسر من وزنك، كل ما تكسب فى صحتك».. أليست هذه مهمة رئاسية لتغيير الثقافة؟!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع