بقلم - محمد أمين
شاركتُ واستمعت إلى أشياء كثيرة فى مؤتمر «مصر تستطيع».. التقطنا بعض الصور التذكارية.. ومع هذا قليل من سجل صورة أخرى كانت رسالة للعالم.. إنها صورة المحافظ يجلس فى الشارع، أمام الزميل محمد علوى فى برنامج «استديو الشارع».. التقط الصورة بعض السياح.. استغرب أحدهم أن المحافظ فى الشارع هكذا.. قلت لهم إنها «رسالة الأمن» للعالم!.
فحين صعدتُ إلى غرفتى بعد يوم طويل وقفت فى الشرفة فوجدت اللواء أحمد عبد الله يصور فى الشارع.. نزلتُ من جديد لتهنئته بنجاح المؤتمر، وتهنئته بالرسالة التى يرسلها.. اصطف بعض الأطفال على الجانبين ليلتقطوا صورة تذكارية معه.. واصطف بعض السياح، لا يعرفون ماذا يقول، لكنهم استحسنوا الأمر والتقطوا الصورة، ثم مضى كل إلى حال سبيله سعيداً!.
وكانت هذه هى رسالة الأمن.. فلا يكفى أن نقول عندنا أمن.. إنما يجب أن نمارسه باطمئنان، وعندها سوف ينتقل الشعور بالأمان إلى الناس.. كثير من السياح يخرجون إلى الممشى الشهير.. لا أحد يضايقهم ولا أحد «يغلّس» عليهم.. هناك ثقافة سياحية.. أبناء الغردقة والعاملون يعرفون أن الاهتمام بالسائح سيجعله يعود.. فلم أسمع «كلاكس» أبداً طوال وجودى فى الغردقة!.
هذه هى الثقافة التى أركز عليها بجدية على مدى أيام.. الثقافة التى يهتم الرئيس بتغييرها.. وبالتالى صارت لافتة للوزراء فى وزارات كثيرة مثل السياحة والتعليم والصحة والهجرة.. ومن الأشياء التى يجب أن نؤكد عليها مرة أخرى «فكرة الفريق».. أيضاً فكرة الاستفادة بالعلم.. فحين يقول العلماء إن وظائف كثيرة قد تختفى، معناه أننا لا ينبغى أن نستثمر فيها حالياً!.
فالسياحة أصبحت مهمة مجتمع، والتعليم مهمة مجتمع.. ليست مهمة حكومة ولا وزارة.. ليست مسؤولية وزير واحد.. لكن قبل هذا ينبغى أن نهيئ المجتمع للفكرة.. ينبغى أن يكون هناك حوار مجتمعى.. نريد أن يسفر التعليم عن طلاب مبدعين، يعملون بروح الفريق.. أى التعاون بينهم، لا التنافس، ولا التنابذ، ولا الأنانية.. هذا هو الدرس الذى يعلمنا إياه علماؤنا بالخارج!.
مهم جداً الاهتمام بورش العمل والرسائل التى أرسلها علماء مصر.. مهم جداً دعم العملية التعليمية والتأكيد على أننا جميعاً سنقف وراء نجاح المنظومة.. ونحن أيضاً كنا نتناقش.. نريد وزيراً يعنى بمرحلة رياض الأطفال، وآخر لمرحلة التعليم الأساسى، وآخر للثانوى، وغيره للتعليم الجامعى.. كأننا نتعلّق بالأمل.. نرى أن التعليم حياة أو موت.. وساعتها «مصر تستطيع»!.
وأخيراً لا يفوتنى التأكيد على صورة المحافظ فى الشارع.. إنها بألف كلمة.. لكننا نهتم بصورة شخصية.. تحكمنا التوازنات وننشر الصورة فى حالة استعداد.. مع أن الصورة فى الشارع رسالة أمن.. حين نفعل ذلك لا نقصد تلميع المحافظ.. فالإعلام الحقيقى يخدم مصر دون تعليمات!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع