بقلم - محمد أمين
ليس بالبوكليت وحده يمكن أن نحل مشكلة التعليم فى مصر.. ولا بالآى باد ولا التابلت.. عندنا أشياء كثيرة يمكن أن تحدد منظومة تعليم متطورة.. وأترك المجال هنا ليشرحها واحد من أساتذة الجامعات الكبار ببساطة للرأى العام.. وهى لا تتعارض مع فكرة التطوير، وإنما تساندها من زوايا مختلفة للرؤية.. ولا مانع أن تختلف مع أى فكرة، ولكن من منطق الحرص على نجاحها.. وبالتالى كان هذا الخطاب من «أهل مكة»، وهم أدرى بشعابها!
فلا يمكن أن نقف فى وجه تطوير التعليم بأى حال.. لكن القصة كلها ليست البوكليت.. كما قال لى أحد المحافظين.. وكما يقول الآن الدكتور مصطفى بدر، الأستاذ المتفرغ بجامعة الإسكندرية.. يقول فى رسالته: «إن منظومة التعليم تعتمد على تضافر عدة عوامل أهمها ما يلى:
1- المدرسون والإداريون ومستواهم العلمى والتدريبى والاجتماعى.
2- المبانى التعليمية ومدى كفايتها وإمكانياتها.
3- المناهج التعليمية ومدى تقدمها واعتمادها على البحث والسعى إلى المعلومات وليس على الحفظ والتلقين.
4- التلاميذ ومدى التزامهم وانتظامهم فى الدراسة.
5- أولياء الأمور ومدى حرصهم على مصلحة أبنائهم وتعليمهم وليس فقط حصولهم على مجاميع عالية فى الشهادات.
وإذا نظرنا إلى توافر هذه العوامل، نجد أن الوزير طارق شوقى يتكلم عن الكتيب (Booklet) واللوحة الإلكترونية (Tablet) والفصل الدراسى (Term) وأولى حضانة (KG1) وثانية حضانة (KG2) ولا يستطيع أن يجد كلمات عربية لهذه المصطلحات ثم يتكلم عن العناية باللغة العربية وضرورة الالتزام بها.. كما أنه لم يستطع توفير اللوحات الإلكترونية للطلاب حتى الآن، ولا أن يدرب كل المدرسين عليها.
أما عن المبانى التعليمية فغير كافية وحالتها سيئة، والسيد الوزير يصرح بأن 100 طالب فى الفصل ليس بالعدد الكبير.
أما عن المناهج التعليمية فهى حائرة بين اتجاهات علمية مختلفة، ولم يتم الاتفاق عليها على المدى الطويل، وعلى ألا تتغير بتغير الوزير.. أما التلاميذ فإن مستواهم الأخلاقى قد تأثر كثيرا بالبيئة غير الصحية والإعلام غير المسؤول.. أما أولياء الأمور فكل ما يعنيهم هو حصول أبنائهم على درجات عالية، سواء عن طريق الدروس الخصوصية أو الغش أو أى وسيلة أخرى.
وهكذا نجد أنفسنا نحرث فى البحر ونتأخر فى مستوى التعليم، رغم كل المبالغات الرسمية التى تشير إلى أننا على الطريق الصحيح، وليس أدل على خطأ ذلك من أننا مازلنا خارج منظومة التعليم العالمية منذ 2017.
والله أدعو أن يوفق المسؤولين إلى الاعتراف بالحقيقة، ووضع البرامج التى تساعد فعليا وعلى المدى الطويل على إصلاح التعليم فى مصر!.
** الباب مفتوح لأى تعقيب.. فالتعليم مسألة حياة أو موت.. ولا نطعن فى رؤية الوزير، إنما نريد الإصلاح أولاً وأخيراً!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع