بقلم : محمد أمين
قبل أن أدخل فى الموضوع الأصلى أقول: فى لحظات معينة ينبغى أن يكون لك دور وطنى.. ومن هذا المنطلق وجَّهت نداءً إلى الدولة والأجهزة وحزب الوفد.. فلا ينبغى أن تُجرى «الانتخابات بمَنْ حضر».. ولا ينبغى أن يُغلَق الباب على المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى وحده.. وما إنْ ظهر المقال مساء الأربعاء حتى تلقَّفته الأيدى، وبدأ اللهاث لإنهاء الإجراءات قبل غلق باب الكشف الطبى!
وأعلن الجميع «حالة الطوارئ»: حزب الوفد، وأجهزة الدولة، والهيئة الوطنية، والصحة.. «الوفد» ليبحث مَنْ يترشَّح.. هل توافق الدولة على البدوى؟.. هل هو نفسه جاهز؟.. سمعنا عن عدة أسماء، ثم استقر الرأى أن رئيس «الوفد» هو مَنْ يترشَّح أمام الرئيس.. غير كده عبث.. إذن هناك «مسائل قانونية» يمكن تداركها.. يعنى إنت جيت فى جمل.. وراح «العباقرة» يرون أنها حاجات بسيطة!
فلم يكن العباقرة يدركون أن الأحزاب السياسية لها أهميتها فى اللعبة السياسية.. حاولوا كثيراً تكسير عظام رجالها.. لاحقوهم بالقضايا أحياناً، وحرَّضوا عليهم فى أحيان أخرى.. أصبح كل واحد يملك صحيفة جنائية قادرة على «إعدامه» وليس سجنه.. لم يدركوا أنهم سيحتاجونه فى يوم أسود.. الآن كل شىء أصبح سهلاً.. التوكيلات والكشف الطبى و«الفيش والتشبيه» والتمويل أيضاً!
ومن المؤكد أنهم سيدافعون عن المرشح الرئاسى، ويتغزَّلون فى حزب الوفد، ويكتبون القصائد فى «البدوى».. ويقولون إنه واجهة مشرفة وعبقرى سياسة، ويقولون إنه يرأس أهم حزب فى الشرق الأوسط.. كل هذا وأكثر.. و«يضحك الرجل فى عبّه».. آه يا ولاد الأرندلى!.. أين الملاحقات والتشويه؟.. أين قناة الحياة التى أجبرتموه على بيعها بتراب الفلوس، وقلتم «أغلى صفقة»؟!
فحين وجَّهت النداء لـ«الوفد» كنت صادقاً مع نفسى.. فالأحزاب لم تُخلَق لكى تتفرَّج على الانتخابات.. فلم أتلق تعليمات أمنيَّة بالكتابة!.. ولم أستقبل «البوستات» التى وزَّعوها منتصف ليل الخميس.. كانت دوافعى غير دوافعهم.. أجريت اتصالات بالدكتور البدوى.. تكلَّمنا فى الأمر.. كان يقول: «مش هيرضوا».. تخيَّل.. الآن يصبح هو من يملك «العصا السحرية» لتكون عندنا «شبه ديمقراطية»!
وبقدرة قادر تغيَّرت لغة العباقرة تجاه رجال الوفد.. وبقدرة قادر انعقدت الاجتماعات وانفضَّت وانتهت لترشيح د. البدوى.. فلا هو يتخيَّل ولا الوفديون.. بعضهم جُنَّ جنونه.. رفضوا اللعبة.. ملأوا الفضاء الإلكترونى صراخاً.. بعضهم هدَّد بالاستقالة.. بعضهم كان وقَّع توكيلات.. الهيئة البرلمانية التى وقَّعت للسيسى وقَّعت من جديد للبدوى.. حدث هذا فى إجازة 25 يناير.. لا أدرى كيف؟!
وأخيراً، أيها العباقرة.. لا تفسدوا المناخ العام، ولا تفسدوا الإعلام.. سيأتى يومٌ تحتاجون فيه إلى الأحزاب فلا تحرقوها، وإلى الإعلام فلا تُعكِّروه، مضى زمن «تمام يافندم».. الوطن يحتاج إلى عقول.. ولو تركنا لكم الأمر لكانت فضيحة مُدوية، فلا تصنعوا الأزمات.. أيها العباقرة عودوا إلى أماكنكم يرحمكم الله!
نقلا عن المصري اليوم