توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد القدس واللاجئين.. عن أى فلسطين تتحدثون؟!

  مصر اليوم -

بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون

بقلم - خالد أبو بكر

تلهث وسائل الإعلام العربية وغيرها منذ أن اعتلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقعده فى البيت الأبيض بالنبش عن تفاصيل جديدة فيما يخص «صفقة القرن» وهو الاسم الذى اصطلح عليه لمشروع الرئيس الأمريكى لتصفية القضية الفلسطينية، وهى الصفقة التى يجرى تسريب أجزاء منها على مراحل بعناية شديدة وتوقيتات محسوبة؛ لتهيئة الرأى العام الفلسطينى والعربى لتقبل ما ستحتويه عندما يتم الإعلان الرسمى عنها عبر الرئيس الأمريكى منتصف العام الجارى، بحسب تصريحات منسوبة لمسئولين أمريكيين.

لكن ما يفوت الكثير من وسائل الإعلام العربية الإشارة إليه هو أن الخطوات التنفيذية لهذه الصفقة المشبوهة ــ التى ستلحق العار بكل عربى يشارك فيها حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة ــ قد بدأت بالفعل، بنسف قضايا الحل النهائى للصراع العربى ــ الإسرائيلى، والمتمثلة فى قضيتى القدس واللاجئين؛ وبالتالى تصبح مسألة حدود «الكانتون الفلسطينى» ذى الحكم الذاتى المزمع إنشاؤه على رقع متفرقة فى الضفة وقطاع غزة وربما أماكن أخرى خارج حدود فلسطين التاريخية، مجرد تفاصيل سيتم تحديدها بدقة على الخرائط تبعا لمزاج المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، وبما يخدم رؤيتهم لأمن الدولة العبرية، من دون أى اعتبار آخر.

التمهيد النيرانى لهذه الخطوات التنفيذية لـ«صفقة القرن» بدأ بتصفية قضية القدس، عندما أصدرت الإدارة الأمريكية قرارا فى 6 ديسمبر الماضى بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ما يعنى اعترافها بالمدينة المقدسة كاملة (بشرقها وغربها) عاصمة أبدية لإسرائيل، وهو ما يعنى أيضا نسف أى حق عربى فيها إلى الأبد.

الإدانات العربية الخجولة رسميا وشعبيا على السواء للاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى ظل حالة انكشاف واضح للعالم العربى الذى جرى تفتيته وتقليم أظافر القوى الفاعلة فيه، جعل الأمريكان يطبقون بحرفية الحكمة الاستراتيجية الشهيرة التى يقول فحواها «عزز الاتجاه الناجح»؛ فاندفعوا بقوة نحو تصفية القضية الثانية فى قضايا الحل النهائى وهى «قضية اللاجئين» عبر إعلان إدارة ترامب فى 16 يناير الماضى أنها ستتوقف عن تقديم 65 مليون دولار من شريحة مساعدات تبلغ قيمتها 125 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وانتقد ترامب أثناء كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس أواخر الشهر الماضى القيادة الفلسطينية لرفضها لقاء مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى خلال زيارته للمنطقة، وأشار إلى أن مثل هذا التصرف يوفر سببا لخفض المساعدات. وقال ترامب: «الفلسطينيون لم يحترمونا قبل أسبوع بالامتناع عن لقاء نائبنا العظيم، ونحن نمنحهم مئات الملايين من الدولارات كمساعدات ودعم... المال لن يذهب إليهم ما لم يجلسوا مع إسرائيل ويتفاوضوا على السلام».

الحقيقة أن رفض القيادة الفلسطينية لقاء بنس ليس هو السبب فى وقف الدعم الأمريكى لـ«الأنروا»، بل إن السبب الحقيقى هو اعتزام الإدارة الأمريكية نسف قضية اللاجئين بالكلية، واتضح ذلك من خلال المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، ــ وهو أهم مساعد لعراب «صفقة القرن»، جاريد كوشنر صهر ومستشار ترمب ــ قبل عدة أيام خلال لقاء جمعة مع قناصل دول أوروبية معتمدين فى القدس المحتلة إذ قال «إن أحفاد اللاجئين ليسوا لاجئين فهم يولدون فى أراض جديدة. وعليه تسعى إدارة ترامب لتحديد تاريخ ملزم لوقف عمل الأونروا وإغلاق جميع مؤسساتها» مما يعنى ضمنيا تصفية قضية اللاجئين. وهو ما يجعلنا نتساءل فى حسرة وألم: ماذا يتبقى من القضية الفلسطينية بعد تصفية قضيتى القدس واللاجئين؟!

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon