توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى سيكون العيد عيداً فى غزة؟

  مصر اليوم -

متى سيكون العيد عيداً فى غزة

بقلم : جيهان فوزى

يتساءل الغزيّون: كيف وصل الحال بهم إلى هذا المآل؟ فقر وبطالة وحصار ومرض مستمرة منذ سنوات دون أن تتغير ظروفهم، رغم مرورها بمحطات سياسية كثيرة وأربع حروب طاحنة، السياسة فشلت فى تحسين أحوالهم أو الالتفات إلى أوجاعهم على كثرتها، بينما الحروب دمرت ما تبقى من أمل فى خلاص قريب. تتوالى الأعياد عليهم لتشعرهم بالعجز والحاجة وقلة الحيلة، يتجولون فى الأسواق والتجهّم يكسو وجوههم اليائسة ولسان حالهم يقول من أين يأتى الفرج؟ من سلطة عباس، أم حكومة حماس؟ وكلاهما فقد شرعيته الوطنية، طوّقت الأحزان حياتهم بعد أن خذلتهم قياداتهم وفشلت فى صنع المستقبل الواعد الذى مُنوا به، مؤخراً بات الحديث عن تهدئة بين إسرائيل وحماس حديث الشارع، أملاً أن تسترد غزة عافيتها بإعادة الإعمار وإقامة مشاريع اقتصادية واستثمارية وبنى تحتية، ظاهر الأمر يبدو بارقة أمل للجانبين، خشية انجرارهما إلى معركة واسعة باهظة التكلفة، لكن المفاوضات حول التهدئة ووقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية مصرية وأممية يعترضه العديد من العقبات وعلى رأسها معارضة شديدة من اليمين الإسرائيلى والسلطة الفلسطينية. هناك شعور فى أوساط الإسرائيليين بأن حماس انتصرت واستطاعت إرضاخ القيادة السياسية فى إسرائيل من خلال مسيرات العودة والطائرات الورقية، فهى من تدير السياسة الإسرائيلية من حكومة وجيش، فمشاهد الحقول المحترقة أعطت درساً لمن أراد استخلاصه من الإسرائيليين تمهيداً لردعهم والانتقام منهم، وتقف السلطة الفلسطينية فى جبهة المعارضة الشديدة لاتفاق التهدئة، لأنه يتجاوز شرعيتها ويعطى شرعية واعترافاً واضح بحماس.

رغم معارضة غالبية الإسرائيليين لتوقيع اتفاق التهدئة فى قطاع غزة مع الفصائل الفلسطينية وتحذير رئيس الشاباك من مخاطرها على إسرائيل، غير أن ليبرمان ونتنياهو ماضيان فى تنفيذها، ومع ذلك فإن خيار التهدئة طويلة المدى لا يمكن تحقيقه فى ظل الظروف الحالية، حيث إن التهدئة ستتضمن رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها وإعادة السلطة الفلسطينية لتتصدر الحكم فى غزة، والتى ستتضمن أيضاً صفقة تبادل أسرى للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المعتقلين لدى حماس فى غزة والتى ستكون مشروطة بمنع استمرار تعاظم قوة حماس العسكرية. من هذا المنطلق يقف أمام التهدئة الطويلة مع حماس ثلاث عقبات، الأولى: «حماس»، التى لن تتنازل عن ذراعها العسكرية بما فى ذلك وقف تعزيز وتعاظم ترسانتها العسكرية، والثانية: السلطة الفلسطينية التى ترفض العودة لتصدّر الحكم فى غزة، أما الثالثة فإن حماس تضع شروطاً غير مقبولة لعقد صفقة تبادل أسرى مع «إسرائيل»، لذا يظل الخيار الثانى حاضراً، وإن كان مستبعداً، وهو خيار الحرب أو العملية العسكرية واسعة النطاق التى سيتخللها إطلاق الصواريخ طويلة وقصيرة المدى على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، وفى المقابل ستضرب إسرائيل مئات الأهداف التابعة لحماس والعودة لسياسة الاغتيالات، التى وافق عليها الكابينت قبيل الدخول فى مفاوضات حول التهدئة، بالإضافة إلى تنفيذ مناورات برية داخل أراضى القطاع بحجم أكبر مما كان عليه الحال خلال حرب 2014، وكلا الطرفين، إسرائيل وحماس، غير مستعدين للدخول فى مثل تلك المواجهة العسكرية، لذا فإن تعثّر المساعى للتوصل لتهدئة طويلة وفى ظل رغبة الطرفين بعدم الدخول فى حرب جديدة، فإن المناورة السياسية المقبلة بين إسرائيل وحماس ستدور بين ثلاثة خيارات تخيم عليها الضبابية، الأول وقف إطلاق النار، والثانى جولة تبادل رسائل نارية، والثالث تسوية جزئية. إن الحديث عن تهدئة حقيقية يظل من أحلام اليقظة التى يحلم بها الغزيّون، مثلما يحلمون بعيدٍ تهب نسماته عليهم، وهم يرفلون بالحرية والاستقرار.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سيكون العيد عيداً فى غزة متى سيكون العيد عيداً فى غزة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon