توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى سيكون العيد عيداً فى غزة؟

  مصر اليوم -

متى سيكون العيد عيداً فى غزة

بقلم : جيهان فوزى

يتساءل الغزيّون: كيف وصل الحال بهم إلى هذا المآل؟ فقر وبطالة وحصار ومرض مستمرة منذ سنوات دون أن تتغير ظروفهم، رغم مرورها بمحطات سياسية كثيرة وأربع حروب طاحنة، السياسة فشلت فى تحسين أحوالهم أو الالتفات إلى أوجاعهم على كثرتها، بينما الحروب دمرت ما تبقى من أمل فى خلاص قريب. تتوالى الأعياد عليهم لتشعرهم بالعجز والحاجة وقلة الحيلة، يتجولون فى الأسواق والتجهّم يكسو وجوههم اليائسة ولسان حالهم يقول من أين يأتى الفرج؟ من سلطة عباس، أم حكومة حماس؟ وكلاهما فقد شرعيته الوطنية، طوّقت الأحزان حياتهم بعد أن خذلتهم قياداتهم وفشلت فى صنع المستقبل الواعد الذى مُنوا به، مؤخراً بات الحديث عن تهدئة بين إسرائيل وحماس حديث الشارع، أملاً أن تسترد غزة عافيتها بإعادة الإعمار وإقامة مشاريع اقتصادية واستثمارية وبنى تحتية، ظاهر الأمر يبدو بارقة أمل للجانبين، خشية انجرارهما إلى معركة واسعة باهظة التكلفة، لكن المفاوضات حول التهدئة ووقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية مصرية وأممية يعترضه العديد من العقبات وعلى رأسها معارضة شديدة من اليمين الإسرائيلى والسلطة الفلسطينية. هناك شعور فى أوساط الإسرائيليين بأن حماس انتصرت واستطاعت إرضاخ القيادة السياسية فى إسرائيل من خلال مسيرات العودة والطائرات الورقية، فهى من تدير السياسة الإسرائيلية من حكومة وجيش، فمشاهد الحقول المحترقة أعطت درساً لمن أراد استخلاصه من الإسرائيليين تمهيداً لردعهم والانتقام منهم، وتقف السلطة الفلسطينية فى جبهة المعارضة الشديدة لاتفاق التهدئة، لأنه يتجاوز شرعيتها ويعطى شرعية واعترافاً واضح بحماس.

رغم معارضة غالبية الإسرائيليين لتوقيع اتفاق التهدئة فى قطاع غزة مع الفصائل الفلسطينية وتحذير رئيس الشاباك من مخاطرها على إسرائيل، غير أن ليبرمان ونتنياهو ماضيان فى تنفيذها، ومع ذلك فإن خيار التهدئة طويلة المدى لا يمكن تحقيقه فى ظل الظروف الحالية، حيث إن التهدئة ستتضمن رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها وإعادة السلطة الفلسطينية لتتصدر الحكم فى غزة، والتى ستتضمن أيضاً صفقة تبادل أسرى للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المعتقلين لدى حماس فى غزة والتى ستكون مشروطة بمنع استمرار تعاظم قوة حماس العسكرية. من هذا المنطلق يقف أمام التهدئة الطويلة مع حماس ثلاث عقبات، الأولى: «حماس»، التى لن تتنازل عن ذراعها العسكرية بما فى ذلك وقف تعزيز وتعاظم ترسانتها العسكرية، والثانية: السلطة الفلسطينية التى ترفض العودة لتصدّر الحكم فى غزة، أما الثالثة فإن حماس تضع شروطاً غير مقبولة لعقد صفقة تبادل أسرى مع «إسرائيل»، لذا يظل الخيار الثانى حاضراً، وإن كان مستبعداً، وهو خيار الحرب أو العملية العسكرية واسعة النطاق التى سيتخللها إطلاق الصواريخ طويلة وقصيرة المدى على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، وفى المقابل ستضرب إسرائيل مئات الأهداف التابعة لحماس والعودة لسياسة الاغتيالات، التى وافق عليها الكابينت قبيل الدخول فى مفاوضات حول التهدئة، بالإضافة إلى تنفيذ مناورات برية داخل أراضى القطاع بحجم أكبر مما كان عليه الحال خلال حرب 2014، وكلا الطرفين، إسرائيل وحماس، غير مستعدين للدخول فى مثل تلك المواجهة العسكرية، لذا فإن تعثّر المساعى للتوصل لتهدئة طويلة وفى ظل رغبة الطرفين بعدم الدخول فى حرب جديدة، فإن المناورة السياسية المقبلة بين إسرائيل وحماس ستدور بين ثلاثة خيارات تخيم عليها الضبابية، الأول وقف إطلاق النار، والثانى جولة تبادل رسائل نارية، والثالث تسوية جزئية. إن الحديث عن تهدئة حقيقية يظل من أحلام اليقظة التى يحلم بها الغزيّون، مثلما يحلمون بعيدٍ تهب نسماته عليهم، وهم يرفلون بالحرية والاستقرار.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سيكون العيد عيداً فى غزة متى سيكون العيد عيداً فى غزة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon