توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية فى مهب الريح

  مصر اليوم -

قضية فى مهب الريح

بقلم : جيهان فوزى

بعد سنوات طويلة من الحصار وأحداث عاصفة اجتاحت قطاع غزة وحروب أربع أتت على بنيانها ومعمارها، وتقليص خدمات ملحة وخصم رواتب موظفيها أو إحالتهم للتقاعد المبكر، ما زالت غزة تتنفس، لكن تنفسها بربع رئة هو ما يبقيها على قيد الحياة، تتكئ على أوجاعها وصمودها المعنوى وبقايا أمل فى انتظار الفرج، تتأرجح غزة بين خيارين، حرب عسكرية محتملة تلوح بها إسرائيل كلما ضاقت بها السبل فى التعامل مع ما يجرى من أحداث فى غلاف غزة، والثانى استمرار الحال بكل مخاطره، انقسام ومصالحة فاشلة وصراع بين سلطة غزة ورام الله، وفى الرحى الدائر يطحن سكانها دون مقاومة، وضع أصبح مملاً وسخيفاً على كل المستويات لا توجد حلول ممكنة ولا بشائر انفراجة فى الأفق القريب أو البعيد، ما يشغل إسرائيل تأمين حدودها واستقرارها وتنفيذ مخططاتها التهويدية الماضية فى طريقها بسرعة الريح لوأد مشروع حل الدولتين أو أى أمل فى دولة فلسطينية مهما كانت مقوماتها، وتلُوح بحرب قاسية تغير ملامح التاريخ، لم يعد فى وارد الأجندة الإسرائيلية حلول من هذا النوع، ففى نظرها هى أفكار عفا عليها الزمن ولم تعد ذات قيمة، السلطة الفلسطينية تعاقب حماس من خلال سكان غزة وتضيق عليهم الخناق فى كل الاتجاهات، أما حماس فهى اللاعب الرئيسى فى مرحلة الانهيار التام للقضية بكل مقوماتها تحاول فك الحصار بشروطها دون أن تخسر وجودها وسيطرتها، ولن تتنازل عن هذا المبدأ فى كل مفاوضاتها التى تخوضها عبر الوسيط المصرى أو التركى أو القطرى، والفصائل الفلسطينية ضعيفة لا تملك التأثير أو القاعدة الجماهيرية التى تؤهلها لانتزاع حلول تخرج غزة من أزمتها المستعصية.

تطورات الموقف الميدانى هى المتحكمة فى سير الأمور، فهى الجبهة المشحونة بالتوتر والأحداث المتصاعدة التى تحمل أجواء حرب حقيقية بين حماس وإسرائيل، المفارقة أن إسرائيل تريد حرباً ضد حماس لكن لا تقضى عليها وأن تُبقى على الانقسام وانفصال غزة، فالبديل مخيف بالنسبة لها وهو الفوضى، ورغم أن حماس تدرك أن الفارق كبير فى موازين القوى بينها وبين إسرائيل وأن المواجهة ستكلفها الكثير إلا أنها تهدد بأخذ زمام مبادرة الحرب المقبلة من أجل تحقيق إنجازات لكن دون أن تخوضها فعلياً، لأنها تدرك أن الاستراتيجية الإسرائيلية فى أى حرب مقبلة ستكون معنية بالحفاظ على سلطة حماس فى غزة، ويبدو أن حماس ترى أن المواجهة ضرورية لأنها ستخرجها من حالة الحصار المستمر ضدها من السلطة ومصر وإسرائيل.

وسط هذا المشهد السوداوى فإن الأصوات الداعية للذهاب إلى الانتخابات العامة كحل وحيد للخروج من عنق الزجاجة فى الأزمة الفلسطينية المتفاقمة، ربما لن يكون مناسباً لحماس ولا لسلطة رام الله، لأنها مجازفة فى أوضاع فوضوية ملتبسة، رغم أن الانقسام أفسد ودمّر الحياة السياسيّة والدستوريّة، وسمح بتحويل النظام السياسى لنظام رئاسى ديكتاتورى يتحكّم فى مفاصل السلطات ويشيع الفوضى فى مفاصلها، كما أن حالة التدهور امتّدت إلى منظمة التحرير، حيث التفرّد والتنكر لمبادئ القيادة الجماعية والشراكة الوطنية، وإلحاق الشلل المتعمد بمؤسسات المنظمة والاستهتار بقراراتها وتعطيل تنفيذها، لكن يظل لدى الفلسطينيين الآن فرصة استثنائية للتحرر من قيود أوسلو المُذلّة، والتحرر من جميع التفاهمات مع الإدارة الأمريكية، فالحالة الفلسطينية بحاجة لمعالجة حتى تتمكّن من الصمود فى وجه السياسة الإسرائيلية، حيث الاستيطان المُتصاعد وتهويد القدس والقوانين العنصرية، ولمواجهة صفقة القرن التى يجرى تنفيذها خطوة خطوة، بتعاون كامل بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، فقد كانت ملامح هذه الصفقة واضحة منذ سنوات.


نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية فى مهب الريح قضية فى مهب الريح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon