بقلم-جيهان فوزى
أغلقت إسرائيل مصلى باب الرحمة فى المسجد الأقصى بالقدس بحجة الترميم والصيانة، ومنعت المصلين من الوصول إليه، وبعدها قررت سلطات الاحتلال إغلاق باحات وأبواب الأقصى حتى إشعار آخر، بأمر من قائد شرطة الاحتلال، ليجد المقدسيون أنفسهم أمام تحدٍّ جديد لحماية المسجد الأقصى المبارك، فى حالة تتشابه إلى حد كبير مع حراك البوابات الإلكترونية (صيف 2017)، وذلك بعد أن أقدمت شرطة الاحتلال على إخلاء المسجد من جميع المصلين، ويبدو أن هذا القرار لن يقتصر على تلك الإجراءات المؤقتة بل يمهد لإجراءات أشد قسوة وأكثر عنفاً، لذا فإن مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى هى «مسئولية عربية إسلامية»، وليست حكراً على المصلين فيه وعلى الأوقاف الإسلامية فى مدينة القدس المحتلة، فما تتعرض له دائرة الأوقاف والمقدسيون من الاحتلال واعتقال موظفين مكلفين بعملهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى، طالت رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبدالعظيم سلهب و160 مبعداً من المقدسيين، تعكس خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى.
خاصة أن ما تلتزم به الأوقاف الإسلامية يؤكد أن المسجد الأقصى لا يخضع لإجراءات المحاكم الإسرائيلية والسلطة القائمة بالاحتلال، باعتباره مسجداً إسلامياً لا يشارك فيه أحد، وكل القرارات الصادرة عن محاكم الاحتلال بحق الأقصى لا تلزم الأوقاف.
تعلم إسرائيل أن سيادتها منقوصة طالما لم تستطع السيطرة على القدس الموحدة (الشرقية والغربية) فحتى الآن تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة، وبحسب القانون الدولى فإن ضم شرق القدس من قبل حكومة الاحتلال غير قانونى وغير معترف به.
وقد عملت حكومة الاحتلال طوال سنوات الاحتلال على تنفيذ سياسات وقوانين عنصرية من أجل تقليص الوجود الفلسطينى فى القدس الشرقية، فأعلنت عن سياسة حكومية واضحة حسب مخطط (2020) تسعى فيها للحفاظ على توازن سكانى بنسبة 60% من اليهود و40% من العرب الفلسطينيين داخل حدود بلدية القدس التى أعلنتها إسرائيل من جانب واحد على أنها عاصمة موحدة لإسرائيل عام 1980، وإغلاق باب الرحمة بدعوى الترميم أحد المبررات الواهية لتنفيذ مخطط أشمل يمنع وجود الفلسطينيين فى الأقصى تدريجياً، كما أن اتهام الفلسطينيين والوقف الإسلامى للحكومة الإسرائيلية بتصعيد تدخلها فى شئون الأقصى يجب أن يؤخذ على محمل الجدية ولا يجوز تجاهله، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بدليل منع وعرقلة ترميم وتحسين البيت الداخلى وإغلاق القاعات الأثرية الكبيرة الملاصقة للباب، أما خارج الباب فقد شهدت المنطقة ومقبرة باب الرحمة المحيطة به تزايداً فى أعداد اليهود المتشددين الذين قاموا بالصلاة عند البوابة. وتظهر تسجيلات مصورة تمائم فى أوراق بين ثقوب السور المحاذى وهى الطقوس التى يؤديها اليهود عادة عند الحائط الغربى أو حائط البراق.
وقد نشرت «مجموعة الهيكل» العديد من الدعوات للطواف حول أبواب الأقصى وقد طبعت فوق صورة لباب الرحمة الذى يؤمنون بأنه كان أحد مداخل الهيكل. لن تيأس حكومة الاحتلال من السعى لتدمير الأقصى طالما لم تجد من يردعها فعلاً وليس شجباً وإدانة.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع