توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ترامب» ينهى خرافة قضية العصر

  مصر اليوم -

«ترامب» ينهى خرافة قضية العصر

بقلم : جيهان فوزى

ما هو سقف الضغوطات والعقوبات الأمريكية ضد الفلسطينيين والرئيس محمود عباس؟ وإلى أى مدى يمكن أن يأخذ الشطط بقرارات الرئيس الأمريكى تجاه تدمير ما تبقى من القضية الفلسطينية حتى يستطيع تنفيذ خطته المسماة بـ«صفقة القرن»؟ إدارة «ترامب» بالإجراءات العقابية غير المسبوقة التى تمارسها بحق الفلسطينيين والسلطة والتى بدأت بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ثم تبعها قطع المساهمة المالية للأونروا المسئولة عن غوث وتشغيل وتعليم الفلسطينيين فى أماكن وجودهم، ثم إغلاق مكتب منظمة التحرير فى واشنطن، بما يعنى أن واشنطن حسمت أمرها بممارسة الضغط على المنظمة، إنما تسعى إلى تحقيق واحد من أمرين أو كليهما: الأول جر منظمة التحرير إلى المفاوضات مع إسرائيل الذى انقطع لأكثر من أربع سنوات على أسس جديدة مختلفة كلياً عن الأسس التى بنيت عليها المفاوضات طوال العقدين الماضيين، والثانى أن تساهم فى تعزيز التحرك الإسرائيلى نحو فرض الحل النهائى بقوة الأمر الواقع بغض النظر عما إذا كان الفلسطينيون سيوافقون أو سيشاركون فيه.

بالنسبة للفلسطينيين فإن الاستراتيجية للتحرك السياسى منذ تولى محمود عباس السلطة تستند على محور واحد وهو اللجوء إلى المجتمع الدولى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الملحقة بها، وهو محور ضعيف عديم التأثير، لأنه إذا لم يترافق هذا التحرك الدبلوماسى مع حركة جماهيرية سلمية تتخذ من المقاومة الشعبية أسلوب عمل كفاحى يومى فإن التحرك الدبلوماسى لن يثمر شيئاً ولن يقود لأى نتيجة، أما التهديدات التى لطالما أطلقها «أبومازن» بحل السلطة الفلسطينية وتسليم مفاتيحها إلى إسرائيل وقطع العلاقات والتنسيق الأمنى معها، فمن الواضح أنها غير واردة على الإطلاق، بدليل صدور قرارات عديدة من المجلس الوطنى والمجلس المركزى ومؤتمرات حركة فتح واجتماعات الفصائل الداعية لوقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل وتوسيع المقاومة الشعبية التى لم يأبه بها «أبومازن» ولم ينفذ أى قرار منها. فما يحدث على الأرض أن التنسيق ما زال مستمراً بدليل تصريحات للجيش الإسرائيلى قبل أيام تؤكد إحباط أكثر من ثلاثة آلاف عملية بالتنسيق مع أجهزة أمن السلطة! فما زالت سلطة «عباس» تعرقل أى تحرك جماهيرى واسع ضد الاحتلال.

دولياً وإقليمياً لا أمل. فإذا كان أصحاب القضية صامتين فلماذا يتحرك المجتمع الدولى؟! ولماذا نتوقع من العرب أن يكونوا أكثر حرصاً وإيماناً من الفلسطينيين بقضيتهم؟! هذه الحقائق فى جوهرها صادمة. إذ باستطاعة الرئيس الفلسطينى خداع شعبه باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن وهو يعرف يقيناً أن الأمل معدوم تماماً فى قدرة هذه المنظمات على إرغام إسرائيل على تغيير سياساتها أو ردعها أو حتى الزامها بقرارات الشرعية الدولية التى صدرت بشأن القضية الفلسطينية وهو أضعف الإيمان.

أما قطاع غزة فغالباً ستوقع «حماس» هدنة طويلة الأجل مع إسرائيل رغم فشلها الراهن بسبب موقف «أبومازن»، لكن تقاطع المصالح بين «حماس» ومصر سيعطى دفعة قوية للجهود الخاصة للوصول إلى هدنة طويلة الأجل رغم التلويح الإسرائيلى المستمر بشن حرب تدميرية على غزة ستغير وجه التاريخ! خلاصة القول فإن القضية القومية الفلسطينية تمر بمرحلة مخاض عسير شديد الصعوبة والتعقيد، حيث إن كل المفاهيم القديمة المتعلقة بحل الدولتين يجرى تدميرها الآن دون طرح حل بديل، فقد أطلقت الولايات المتحدة بالونات اختبار بفكرة الكونفيدرالية الفلسطينية - الأردنية وواجهت هذه الفكرة رفضاً فورياً ونهائياً من الأردن والفلسطينيين، وبالتالى فلا فرصة أمام هذه المبادرة للنجاح، لأنها غير واقعية فلا توجد دولة فلسطينية ذات سيادة لتنشئ اتحاداً كونفيدرالياً مع الأردن، فضلاً عن أن الأردن لا ينوى التورط بأى حال فى مشروع يحمله أعباء القضية الفلسطينية ويجعل منه وطناً بديلاً.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ترامب» ينهى خرافة قضية العصر «ترامب» ينهى خرافة قضية العصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon