توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم.. ولكن

  مصر اليوم -

نعم ولكن

بقلم : جيهان فوزى

«نرحب بالورقة المصرية.. لكننا نعتبر تمكين الحكومة أولاً مدخلاً للخطوات اللاحقة».

ملخص ما أبلغه وفد حركة فتح إلى مصر، مشيراً إلى قلق السلطة الفلسطينية الشديد من الذهاب إلى التهدئة، وما يسمى بالمشاريع الإنسانية، قبل إنجاز ملف المصالحة، معتبراً ذلك «مدخلاً أمريكياً - إسرائيلياً لما يُسمى بصفقة القرن الرامية إلى اتخاذ قطاع غزة مركزاً للحل السياسى». وتعهّد وفد «فتح» بتقديم رد على الورقة المصرية سريعاً. وأن الرد سيكون «نعم ولكن».

منذ سنوات، وهذا الملف الشائك يستعصى على الحل، الآن وفى ظل التداخلات السياسية المتشعبة المصالح يدخل ملف المصالحة الفلسطينية منطقة الخطر، فإما الانفصال التام والطلاق البائن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإما حصول المعجزة والتئام الوحدة التى انتظرها الشعب الفلسطينى طويلاً. المؤشرات تؤكد أن هناك عقبات جمة تعترض طريق المصالحة، الرئيس محمود عباس يتمادى فى عناده، ويهدد بفرض العقوبات الأكثر حدة فيما لو وقعت «حماس» اتفاق التهدئة مع إسرائيل. والعقوبات الجديدة تتخطى وقف الرواتب المقتطع منها أصلاً، وتمويل الوزارات، إذ سيتقرر وقف عمل سلطة النقد فى غزة، وهو ما يعنى إقفال جميع البنوك والمصارف فى القطاع، الأمر الذى سيشل الحركة التجارية كلياً، ويوقف الحوالات المالية من غزة وإليها، بما سيؤثر أيضاً فى حركة الاستيراد، ويشل الاقتصاد فى القطاع بالكامل.

الرئيس محمود عباس غاضب من مصر، ويعتبر وساطتها بين حماس وإسرائيل تدخّل يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، ومن هنا يماطل ويسوف بين النعم ولكن! دوافع مصر تأتى فى سياق الدفاع عن الأمن القومى، وحماس تسابق الزمن لوضع اللمسات الأخيرة لإنجاز التهدئة، فهى مصلحة من شأنها إعطاؤها هدنة لالتقاط الأنفاس وترتيب أولوياتها، وقطر تدخل على خط الأزمة كوسيط سرى بين الطرفين محمّلة بوعود استثمارية بالمليارات، من خلال إنشاء ميناء يربط غزة بقبرص ومطار فى إيلات يخصّص لسفر سكان غزة إلى قطر وتركيا.

وبين النعم ولكن، الفصائل الفلسطينية غير متحمسة للتهدئة مع إسرائيل، لأنها تعتبرها خطأً استراتيجياً يهب الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الواقع وترميم وجهه القذر، ولأنها سبب فى ضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية واحدة، وأن المقاومة حق وطنى وشعبى، يُقرر بشأنها وطنياً.

إن التصريحات المتضاربة حول التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل أحدثت فوضى وبلبلة واتهامات متبادلة. فتح تتهم حماس بأن لديها كل المعلومات عن الوساطات غير العربية والمكلفة من قِبل قيادة حماس للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة فى المرحلة السابقة وموقفها الحالى الساعى لمشروع دويلة غزة، التى ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الموانئ والمعابر، أو عن طريق التنازل عن السيادة الفلسطينية من خلال القبول بمشروع ميناء أو مطار، وحماس ترد عليها بأن السلطة تسهم فى حصار غزة وترفض الإغاثة الإنسانية لسكانها المحاصرين، وبين هذا الاتهام وذاك، شعب محشور بين الحطام يأكل الحصرم الذى حصده من سياسات الطرفين البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية التى أدى الشقاق فيها لأن تعيش إسرائيل أزهى مراحل استقرارها، مما جعلها تغير من خططها الاستراتيجية التى كانت تعتمد على التطبيع مع الدول العربية من خلال البوابة الفلسطينية، لكن، وفى ظل ما يجرى من صراع، أصبح الوصول للمحيط العربى بعيداً عن الاهتمام بحل المعضلة الفلسطينية، أسهل وأفضل!..

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم ولكن نعم ولكن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon