توقيت القاهرة المحلي 09:23:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم.. ولكن

  مصر اليوم -

نعم ولكن

بقلم : جيهان فوزى

«نرحب بالورقة المصرية.. لكننا نعتبر تمكين الحكومة أولاً مدخلاً للخطوات اللاحقة».

ملخص ما أبلغه وفد حركة فتح إلى مصر، مشيراً إلى قلق السلطة الفلسطينية الشديد من الذهاب إلى التهدئة، وما يسمى بالمشاريع الإنسانية، قبل إنجاز ملف المصالحة، معتبراً ذلك «مدخلاً أمريكياً - إسرائيلياً لما يُسمى بصفقة القرن الرامية إلى اتخاذ قطاع غزة مركزاً للحل السياسى». وتعهّد وفد «فتح» بتقديم رد على الورقة المصرية سريعاً. وأن الرد سيكون «نعم ولكن».

منذ سنوات، وهذا الملف الشائك يستعصى على الحل، الآن وفى ظل التداخلات السياسية المتشعبة المصالح يدخل ملف المصالحة الفلسطينية منطقة الخطر، فإما الانفصال التام والطلاق البائن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإما حصول المعجزة والتئام الوحدة التى انتظرها الشعب الفلسطينى طويلاً. المؤشرات تؤكد أن هناك عقبات جمة تعترض طريق المصالحة، الرئيس محمود عباس يتمادى فى عناده، ويهدد بفرض العقوبات الأكثر حدة فيما لو وقعت «حماس» اتفاق التهدئة مع إسرائيل. والعقوبات الجديدة تتخطى وقف الرواتب المقتطع منها أصلاً، وتمويل الوزارات، إذ سيتقرر وقف عمل سلطة النقد فى غزة، وهو ما يعنى إقفال جميع البنوك والمصارف فى القطاع، الأمر الذى سيشل الحركة التجارية كلياً، ويوقف الحوالات المالية من غزة وإليها، بما سيؤثر أيضاً فى حركة الاستيراد، ويشل الاقتصاد فى القطاع بالكامل.

الرئيس محمود عباس غاضب من مصر، ويعتبر وساطتها بين حماس وإسرائيل تدخّل يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، ومن هنا يماطل ويسوف بين النعم ولكن! دوافع مصر تأتى فى سياق الدفاع عن الأمن القومى، وحماس تسابق الزمن لوضع اللمسات الأخيرة لإنجاز التهدئة، فهى مصلحة من شأنها إعطاؤها هدنة لالتقاط الأنفاس وترتيب أولوياتها، وقطر تدخل على خط الأزمة كوسيط سرى بين الطرفين محمّلة بوعود استثمارية بالمليارات، من خلال إنشاء ميناء يربط غزة بقبرص ومطار فى إيلات يخصّص لسفر سكان غزة إلى قطر وتركيا.

وبين النعم ولكن، الفصائل الفلسطينية غير متحمسة للتهدئة مع إسرائيل، لأنها تعتبرها خطأً استراتيجياً يهب الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الواقع وترميم وجهه القذر، ولأنها سبب فى ضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية واحدة، وأن المقاومة حق وطنى وشعبى، يُقرر بشأنها وطنياً.

إن التصريحات المتضاربة حول التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل أحدثت فوضى وبلبلة واتهامات متبادلة. فتح تتهم حماس بأن لديها كل المعلومات عن الوساطات غير العربية والمكلفة من قِبل قيادة حماس للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة فى المرحلة السابقة وموقفها الحالى الساعى لمشروع دويلة غزة، التى ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الموانئ والمعابر، أو عن طريق التنازل عن السيادة الفلسطينية من خلال القبول بمشروع ميناء أو مطار، وحماس ترد عليها بأن السلطة تسهم فى حصار غزة وترفض الإغاثة الإنسانية لسكانها المحاصرين، وبين هذا الاتهام وذاك، شعب محشور بين الحطام يأكل الحصرم الذى حصده من سياسات الطرفين البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية التى أدى الشقاق فيها لأن تعيش إسرائيل أزهى مراحل استقرارها، مما جعلها تغير من خططها الاستراتيجية التى كانت تعتمد على التطبيع مع الدول العربية من خلال البوابة الفلسطينية، لكن، وفى ظل ما يجرى من صراع، أصبح الوصول للمحيط العربى بعيداً عن الاهتمام بحل المعضلة الفلسطينية، أسهل وأفضل!..

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم ولكن نعم ولكن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon