توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الموت البطىء

  مصر اليوم -

الموت البطىء

بقلم-جيهان فوزى

بين النفى والتأكيد تعيش غزة على صفيح ساخن، أجواء ملبدة بغيوم حرب شاملة تهدد بها إسرائيل بين حين وآخر، فيما يلوح بعض قادتها المتطرفين باغتيالات ميدانية لقيادات من حماس، على رأسها يحيى السنوار رئيس الحركة فى غزة، ويبدو أن سعى الدبلوماسية الأممية لم تأت بأُكلها نظراً للفجوة الكبيرة بين الآراء بشأن وضع غزة وظروفها المضطربة، هناك تلويح من بعض الوزراء الإسرائيليين بإعادة احتلال غزة عبر حرب عسكرية واسعة ستشنها إسرائيل فى الوقت المناسب، إلا أن هذه التصريحات لاقت تحفظاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مطالباً وزراءه عدم الإدلاء بتصريحات منفلتة والالتزام بما جاء فى مجلس الوزراء المصغر «الكابينت» من قرارات وعدم إطلاق التهديدات أو التلويح باغتيالات محتملة، وبالذات بعد أن بدأت العملية العسكرية السرية التى نفذتها إسرائيل قبل أسبوع التى قتل على أثرها ضابط كبير من وحدة النخبة الإسرائيلية وستة من عناصر حماس، تتكشف خيوطها والهدف منها عبر تسريبات من الإعلام والجيش الإسرائيلى، فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من بيت السنوار، بما يعنى أن السنوار كان مستهدفاً وربما جاءت لاغتياله!.

حالة التأهب الحذر والاستعدادات الميدانية لأجنحة الفصائل الفلسطينية العسكرية على أشدها، وسط مخاوف من مواجهة حرب محتملة تستعد لها إسرائيل فى أى وقت رغم التهدئة، حتى لا يباغتهم العدوان مثلما حدث أواخر عام 2008، وهذه عادة بنيامين نتنياهو عندما يفقد الدعم السياسى يقوم بصرف الأنظار عن المطالبات بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بشن حرب عدوانية على قطاع غزة، حتى يكتسب التعاطف الشعبى والدعم السياسى، فاستقالة وزير الأمن أفيجدور ليبرمان وتعالى أصوات الأحزاب المتطرفة بإجراء انتخابات مبكرة، أشعرت نتنياهو بالهزيمة وربما يخسر ائتلافه الحاكم، ورغم المحاولات الحثيثة التى مارسها للضغط على الحكومة بعدم اللجوء إلى انتخابات مبكرة ونجاحه فى ذلك، إلا أن مستقبله السياسى على المحك، ولا ننس أن وزير الأمن الإسرائيلى السابق أفيجدور ليبرمان قد دأب قبل توليه هذا المنصب على التوعد باغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، فى حال لم تعد حماس جثتى جنديين ومواطنين إسرائيليين خلال 48 ساعة. وفى أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الأسبوع الماضى واستقالة ليبرمان، قال أعضاء كنيست من المعارضة إن هنية أطاح بليبرمان فى أقل من 48 ساعة، فى هذه الجولة القتالية التى دامت 44 ساعة. لكن كانت النتيجة استقالة ليبرمان لرفضه وقف إطلاق النار واستئناف محادثات التهدئة بين إسرائيل وحماس بوساطة جهات إقليمية ودولية، حتى الآن ليس واضحاً سبب هذه التهديدات الإسرائيلية لحماس ورئيسها يحيى السنوار، إلا أن المؤكد أن العملية العسكرية الأخيرة نشبت بعد اعتراض كتائب القسام لقوة إسرائيلية خاصة كانت توشك على تنفيذ عملية سرية فى منطقة خان يونس وقتلت قائد الوحدة. فيما رجحت تقارير إسرائيلية أن الوحدة الخاصة كانت تعتزم زرع أجهزة تنصت فى تلك المنطقة، وهو ما أكده المحلل العسكرى «رونى دانييل»، الذى قال إن الوحدة الخاصة كانت تعمل بجوار بيت السنوار، فى تلميح إلى أنه ربما يكون منزل رئيس حماس فى غزة المستهدف فى هذه العملية، وفى كل الأحوال فإن الخلاصة مما حدث وما زال يؤكد أن إسرائيل تأخذ فى حساباتها السياسية والعسكرية الحرب الشاملة والحاسمة على محمل الجد.

غزة تدور فى حلقة مفرغة من الشد والجذب، المد والجزر بين حماس وإسرائيل من جهة والسلطة الفلسطينية وحماس من جهة أخرى، سكانها رهائن تخضع للمزاج السياسى للقيادات السياسية سواء فى السلطة أو حماس أو إسرائيل، ينتظرون الفرج ويطوقهم شبح الحرب، وظلام الدمار ورائحة الموت، قابعون على صفيح ساخن يترقبون قرار حسابات المصالح سواء الحرب الحاسمة أو الاستمرار فى الموت البطىء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت البطىء الموت البطىء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon