توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة عهد «المأجورة»!!

  مصر اليوم -

صفعة عهد «المأجورة»

بقلم : جيهان فوزى

خرجت عهد التميمى من سجنها الصغير، لتطل بوجهها الطفولى البرىء على سجن كبير من عالم مشوه لا يعجبه سوى التقزيم والتحقير من شأن أى زهرة تنبت وسط الأشواك، تحدت «عهد» جنود الاحتلال بشجاعة وصلابة وسُجنت على فعلتها لثمانية أشهر بدعوى إهانة أحد جنوده، ولكن كيف لنا أن نفرح بفتاة فلسطين وأيقونتها ونشيد بجسارتها التى جبّت كل عبارات الشجاعة والنضال، فما كان للبعض إلا أن ينال منها ويشكك فى مصداقيتها ويصفها بالتمثيلية رديئة الإخراج! ويذهب البعض إلى أكثر من ذلك ليشوه سيرة أسرتها ويتهم أباها بالمتاجرة بابنته لأهداف شخصية؟! وخرج علينا فيصل القاسم، مذيع قناة الجزيرة (الإسرائيلية) الذى يحل على برنامجه المشبوه ضيوف من أصدقائه الإسرائيليين، وكأنهم أصحاب البيت أكثر من حرصه على إبراز رأى الطرف الآخر، فاعتبر اعتقال «عهد» ثمانية أشهر مسرحية رديئة! كيف لا وقناته تمجد بإسرائيل وأفعالها ليل نهار وتدفن الحقيقة مقابل رسم صورة إسرائيل بالضحية، وتمادت وسائل التواصل الاجتماعى فى تشويه صورتها التى أضاءت سماء الرأى العام فى العالم كله إعجاباً وتقديراً فى محاولة لإطفاء بريق نجمها الساطع بنشر صورة لها وهى طفلة فى حضور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ويا للعجب أصبحت «أيقونة فلسطين» بين ليلة وضحاها مشروع مؤامرة كبرى واستكثروا عليها أن تكون أيقونة للشجاعة والمقاومة والجمال، ولم يفت على الدعاة الظلاميين من انتقاد سفورها وتبرجها داعين لها بالهداية والستر وارتداء الحجاب! مثل الداعشية «الغرابيب السود» المستباحة لأنها أمَة يحق لكل عابر سبيل أن تكون من سباياه فى زمن النخاسة والإرهاب.

«عهد التميمى» بهجة فلسطين التى غابت عنها الفرحة لسنوات طوال، حظيت قضيتها باهتمام تجاوز حدود المتعاطفين، وشيد وسم باسمها على تويتر ووسائل السوشيال ميديا «الحرية لعهد التميمى»، وتصدرت صورها شاشات التليفزيون العالمية بلا استثناء، مطالبةً بالحرية لـ«عهد»، تواجه هجمة شرسة منظمة ومقصودة!! لقد نسينا معنى المقاومة والتضحية والإيثار منذ كان للشهادة والمقاومة معنى يزلزل أركان العالم، ويعمل له ألف حساب، صفعة «عهد» لجندى الاحتلال كانت صفعة الشعب الفلسطينى رفضاً لما وصل إليه حال قضيتهم من تدهور وتراجع وخنوع لسلام بائس ومفاوضات هزيلة ونتائج مزرية استباحت الشرف العربى والفلسطينى بالتنازل تلو الآخر دون مقابل يذكر انتهى بعزلة الفلسطينيين وتراجع قضيتهم التى كانت تتصدر الاهتمام العربى والعالمى إلى ذيل القضايا العربية والدولية، لتوقظ الضمير الذى مات فى زمن العجز والتواطؤ مع الاحتلال وحماية أمنه وأمانه بالتنسيق الأمنى الفاضح معه.

«عهد التميمى» كشفت عن عورات الزمن الردىء، الذى نعيشه وسيطرة خفافيش الظلام ودعاة الجهل والتخلف والإرهاب على عقولنا وأفكارنا وأفعالنا الذين يبذلون كل الجهد لفرض أوهامهم والتكيف مع الممكن أفضل من التمسك بالمستحيل، أعادت إلى الأذهان أن شرف المقاومة التى خذلتها مفاوضات السلام الزائف لا يسقط بالتقادم أو يمسح من ذاكرة النضال طالما هناك محتل غاصب وسلطة واهنة عرجاء وأيديولوجيات تحاول السيطرة وفرض واقع جديد على الأرض بعيداً عن الأهداف الحقيقية لوطن موحّد سطرها الشهداء بدمائهم طوال مسيرة النضال والكفاح الفلسطينى ضد الاحتلال حتى يتوهم الجميع ويصدق بأن الفلسطينيين تغيروا واستسلموا لواقعهم الأسير تحت نير الاحتلال، فكان لا بد من صفعة توقظ المارد النائم داخلهم وتبدد الوهم الذى سيطر عليهم لسنوات بأن «السلام» أو بمعنى أدق «الاستسلام» هو السبيل الوحيد للحصول على حقوقهم. لم تكن الصفعة بحد ذاتها هى الهدف بقدر تأثيرها فى رد الفعل العالمى لفتاة صغيرة ترفض الانسياق وراء وهم السلام، فقدمت للعالم الوجه الإنسانى الآخر المقاوم الرافض للذل والمهانة ما جعلها أيقونة فلسطينية للشجاعة والكرامة التى أهدرها القيادات العظام.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة عهد «المأجورة» صفعة عهد «المأجورة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon