توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة عهد «المأجورة»!!

  مصر اليوم -

صفعة عهد «المأجورة»

بقلم : جيهان فوزى

خرجت عهد التميمى من سجنها الصغير، لتطل بوجهها الطفولى البرىء على سجن كبير من عالم مشوه لا يعجبه سوى التقزيم والتحقير من شأن أى زهرة تنبت وسط الأشواك، تحدت «عهد» جنود الاحتلال بشجاعة وصلابة وسُجنت على فعلتها لثمانية أشهر بدعوى إهانة أحد جنوده، ولكن كيف لنا أن نفرح بفتاة فلسطين وأيقونتها ونشيد بجسارتها التى جبّت كل عبارات الشجاعة والنضال، فما كان للبعض إلا أن ينال منها ويشكك فى مصداقيتها ويصفها بالتمثيلية رديئة الإخراج! ويذهب البعض إلى أكثر من ذلك ليشوه سيرة أسرتها ويتهم أباها بالمتاجرة بابنته لأهداف شخصية؟! وخرج علينا فيصل القاسم، مذيع قناة الجزيرة (الإسرائيلية) الذى يحل على برنامجه المشبوه ضيوف من أصدقائه الإسرائيليين، وكأنهم أصحاب البيت أكثر من حرصه على إبراز رأى الطرف الآخر، فاعتبر اعتقال «عهد» ثمانية أشهر مسرحية رديئة! كيف لا وقناته تمجد بإسرائيل وأفعالها ليل نهار وتدفن الحقيقة مقابل رسم صورة إسرائيل بالضحية، وتمادت وسائل التواصل الاجتماعى فى تشويه صورتها التى أضاءت سماء الرأى العام فى العالم كله إعجاباً وتقديراً فى محاولة لإطفاء بريق نجمها الساطع بنشر صورة لها وهى طفلة فى حضور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ويا للعجب أصبحت «أيقونة فلسطين» بين ليلة وضحاها مشروع مؤامرة كبرى واستكثروا عليها أن تكون أيقونة للشجاعة والمقاومة والجمال، ولم يفت على الدعاة الظلاميين من انتقاد سفورها وتبرجها داعين لها بالهداية والستر وارتداء الحجاب! مثل الداعشية «الغرابيب السود» المستباحة لأنها أمَة يحق لكل عابر سبيل أن تكون من سباياه فى زمن النخاسة والإرهاب.

«عهد التميمى» بهجة فلسطين التى غابت عنها الفرحة لسنوات طوال، حظيت قضيتها باهتمام تجاوز حدود المتعاطفين، وشيد وسم باسمها على تويتر ووسائل السوشيال ميديا «الحرية لعهد التميمى»، وتصدرت صورها شاشات التليفزيون العالمية بلا استثناء، مطالبةً بالحرية لـ«عهد»، تواجه هجمة شرسة منظمة ومقصودة!! لقد نسينا معنى المقاومة والتضحية والإيثار منذ كان للشهادة والمقاومة معنى يزلزل أركان العالم، ويعمل له ألف حساب، صفعة «عهد» لجندى الاحتلال كانت صفعة الشعب الفلسطينى رفضاً لما وصل إليه حال قضيتهم من تدهور وتراجع وخنوع لسلام بائس ومفاوضات هزيلة ونتائج مزرية استباحت الشرف العربى والفلسطينى بالتنازل تلو الآخر دون مقابل يذكر انتهى بعزلة الفلسطينيين وتراجع قضيتهم التى كانت تتصدر الاهتمام العربى والعالمى إلى ذيل القضايا العربية والدولية، لتوقظ الضمير الذى مات فى زمن العجز والتواطؤ مع الاحتلال وحماية أمنه وأمانه بالتنسيق الأمنى الفاضح معه.

«عهد التميمى» كشفت عن عورات الزمن الردىء، الذى نعيشه وسيطرة خفافيش الظلام ودعاة الجهل والتخلف والإرهاب على عقولنا وأفكارنا وأفعالنا الذين يبذلون كل الجهد لفرض أوهامهم والتكيف مع الممكن أفضل من التمسك بالمستحيل، أعادت إلى الأذهان أن شرف المقاومة التى خذلتها مفاوضات السلام الزائف لا يسقط بالتقادم أو يمسح من ذاكرة النضال طالما هناك محتل غاصب وسلطة واهنة عرجاء وأيديولوجيات تحاول السيطرة وفرض واقع جديد على الأرض بعيداً عن الأهداف الحقيقية لوطن موحّد سطرها الشهداء بدمائهم طوال مسيرة النضال والكفاح الفلسطينى ضد الاحتلال حتى يتوهم الجميع ويصدق بأن الفلسطينيين تغيروا واستسلموا لواقعهم الأسير تحت نير الاحتلال، فكان لا بد من صفعة توقظ المارد النائم داخلهم وتبدد الوهم الذى سيطر عليهم لسنوات بأن «السلام» أو بمعنى أدق «الاستسلام» هو السبيل الوحيد للحصول على حقوقهم. لم تكن الصفعة بحد ذاتها هى الهدف بقدر تأثيرها فى رد الفعل العالمى لفتاة صغيرة ترفض الانسياق وراء وهم السلام، فقدمت للعالم الوجه الإنسانى الآخر المقاوم الرافض للذل والمهانة ما جعلها أيقونة فلسطينية للشجاعة والكرامة التى أهدرها القيادات العظام.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة عهد «المأجورة» صفعة عهد «المأجورة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon