توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

بقلم : جيهان فوزى

كم حرباً تحتاج غزة لسحق صمودها؟ منذ أقل من عقد تعرضت غزة لأربع حروب إبادة إسرائيلية، لكنها ما زالت صامدة. محاصرة ومعزولة وتحارب من كل الأطراف، مؤخراً نذير الحرب على غزة يتصاعد بإطلاق الصواريخ المتقطعة ترهيباً لسكانها وإثارة الفزع فى نفوس أطفالها، قالت لى صديقة من غزة، ساخرة أنها أثناء صلاتها سمعت دوى انفجار صاروخ بالقرب من منزلها اهتزت الأرض من تحت قدميها وتمايلت الجدران كأنه زلزال فوجدت نفسها خارج المنزل بمسافة كبيرة فى مشهد دراماتيكى مأساوى، مقاطع فيديو تداولتها مواقع عديدة أظهرت أطفالاً يلهون فى منزلهم، حتى سمع دوى انفجار الصواريخ، فتحولت ضحكاتهم إلى صراخ وعويل، وخرجوا من الكادر مهرولين للاحتماء فى حضن أمهم. هذا هو حال السكان فى قطاع غزة الآن، لم تعد الصورة المعتادة التى يراها العالم فى كل حرب على القطاع هى السائدة، استبدلتها فيديوهات المصورين، الذين ينقلون الأحداث ما بعد القصف الإسرائيلى، وما بعد انفجار صاروخ أو لحظة انفجاره بحرفية نادرة لترصد اللحظة بتفاصيلها المرعبة، فالتقدم التكنولوجى كسر الصورة النمطية للأحداث.

ويقر الكنيست الإسرائيلى قانوناً يمنع التعاطف مع الفلسطينيين، أطلق عليه اسم تشريع «كسر الصمت»، فى إشارة إلى جماعة إسرائيلية تحمل نفس الاسم وتعمل على جمع ونشر شهادات محاربين قدامى بشأن معاملة الجيش الإسرائيلى للفلسطينيين، ويعتبر القانون جزءاً من مساعى الحكومة الإسرائيلية لنزع الشرعية عن الجماعات الحقوقية والمنظمات غير الحكومية فى دولة تتباهى بأنها الأكثر ديمقراطية فى الشرق الأوسط، وفى الوقت ذاته تحارب كل من يشكك فى الهولوكوست! هذا القانون قد يؤدى إلى حظر الجماعات التى تنتقد سياسات الحكومة من دخول المدارس الابتدائية والحديث مع الطلاب، بمعنى آخر إخراس كل الأصوات التى تنادى بالنظر بعين العدل والإنصاف إلى الفلسطينيين وبالتزامن مع استعداد الحكومة اليمينية بالتحضير لشن هجوم شامل على قطاع غزة إذا لم تتوقف الطائرات الورقية الحارقة من الانطلاق نحو الأراضى المحاذية للحدود مع غزة، مستخدمة سياسة التلويح بالعصا والجزرة.

فى السابق كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعارض سياسة المساس بالمساعدات الإنسانية التى تدخل للقطاع التى ستؤدى إلى مزيد من التدهور المعيشى لأهالى غزة وتكون عاملاً أساسياً للتصعيد وتعزيز فرص المواجهة، أما اليوم فتطالب قيادات الجيش الحكومة الإسرائيلية بالشروع فى إجراءات تضييق إضافية للضغط من خلالها على سكان غزة استعداداً لسيناريوهات مختلفة فيما يتعلق بالتصعيد العسكرى، بدءاً من عملية عسكرية تستمر لأيام تستهدف خلالها مواقع استراتيجية لحماس وانتهاءً باحتلال شامل للقطاع، وشن العملية العسكرية يأتى تحت وطأة الضغوط الجماهيرية الإسرائيلية، التى دفعت بالمؤسسة الأمنية إلى تغيير استراتيجيتها والمطالبة بالاستفادة القصوى من الحصار والتضييق على سكان القطاع وإغلاق المعابر والحواجز وتقليص مساحات الصيد فى محاولة للحد من الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التى يتم إطلاقها من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

«العصا والجزرة» الإسرائيليتان تلاحقان أحلام الفلسطينيين، وفى الجهة الأخرى من العالم يدور النقاش حول تطبيق «صفقة القرن» شئنا أم أبينا، «ترامب» يتفق مع «بوتين» ويشيد به ويتراجع عن تصريحاته بعد سويعات من النفى المستمر حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية. هذا رئيس يليق بأكبر دولة فى العالم! أما بوتين فيستعد للتساهل وغض النظر عن التجاوزات الإسرائيلية فى سوريا والتخفيف من سياسات بلاده تجاه إيران وحزب الله والمساهمة فى إنجاز صفقة القرن إرضاءً لأمريكا وإسرائيل، فى مقابل عدم التدخل فى ملف أوكرانيا، أما الفلسطينيون، فهم فى متاهة الصراع غائبون يتنازعون فى جنون.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى «الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon