توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

بقلم : جيهان فوزى

حرر الناصر صلاح الدين الأيوبى المدينة المقدسة «مدينة القدس» من أيدى الصليبيين فى الحرب الصليبية الثالثة.

و«الحروب الصليبية» التى استمرت ثلاثمائة عام من أواخر القرن الحادى عشر وحتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096- 1291)، هى مصطلح أُطلق على الحملاتِ العسكرية التى انطلقت من أوروبا إلى بلادِ المسلمين، بداعى تخليص الأرض المُقدَّسة (بيت المقدس) من أيدى المسلمين، أما هدف الحروب الصليبية فكان الاستيلاء على القدس والأراضى المقدسة التى كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت القاعدة التى أطلقت فى الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين السلاجقة فى الأناضول.

توالت الحروب والاستعمار على القدس حتى استقر بها المآل فى أيدى الاحتلال الإسرائيلى الذى قام باحتلالها فى حربى عامى 1948 و1967، لكن ظلت القدس الشرقية جزءاً من الأراضى الفلسطينية ولم تعترف الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولى بالقدس عاصمة لإسرائيل أو بضمها للدولة العبرية، حتى جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ليكسر بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية التى حافظت طوال تلك السنوات على هوية القدس من مخططات الاحتلال، الأمر الذى أدى إلى انهيار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وقطع العلاقات مع أمريكا، الغريب أن رد الفعل العربى والإقليمى لم يكن على مستوى الحدث، باستثناء استنكار هنا وشجب هناك وتصريحات رنانة للمسئولين السياسيين، أما تركيا التى تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية منذ عقود بإسرائيل وعلاقات طيبة مع «حماس» فلم يصدر منها موقف يسترجع أمجاد «صلاح الدين»! لذا استوقفتنى كلمة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى ألقاها فى وقف «توركن» فى نيويورك التى وصلها للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة الثالثة والسبعين للأمم المتحدة بأنه سيدافع عن «القدس» من الغزاة الإسرائيليين!! وأكد «أردوغان» أنه سيقاتل ضد الذين يمارسون إرهاب الدولة على الفلسطينيين، وقال: «إننا عازمون على عدم ترك قبلتنا الأولى (القدس) تحت رحمة المحتلين.. ولن نضحى بالقدس مدينة السلام من أجل مطامع إسرائيل، وسنواصل حماية عزة القدس وكرامة الحرم الشريف». وتابع قائلاً: «حسب معتقدنا فإنّ قبول الظلم ظلم بحد ذاته، وعليه فإننا نضع أرواحنا على أكفنا إن استلزم الأمر لتضميد جراح نازفة»، وذلك بعد أسبوع من تقارير لوسائل إعلام عبرية تحدثت عن مصالحة بين البلدين وأن إسرائيل وتركيا تجريان اتصالات سرية بهدف إزالة التوتر وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد مرور 4 أشهر على الأزمة الدبلوماسية التى نشبت بين الطرفين فى أعقاب الأحداث الدموية فى قطاع غزة.

يحاول «أردوغان» منذ توليه رئاسة الحكومة ثم الرئاسة فى تركيا تقمص دور خليفة الله على الأرض، يمارس الشىء ونقيضه يهدد ويتوعد إسرائيل ويقطع العلاقات معها صورياً ثم يعود لاستئنافها بعد أن تهدأ الزوبعة والمواقف المشابهة عديدة، الغريب أن «أردوغان» الذى يريد أن يطهر القدس من الغزاة الإسرائيليين هو نفس الشخص الذى وقّع على وثيقة مصالحة مع إسرائيل بعد القطيعة الدبلوماسية على خلفية حادث سفينة مرمرة الشهيرة، والاتفاقية التى جرى التوقيع عليها عام 2016 تضمنت كلمة «أنقرة» فى مقابل «القدس»، ما يعنى اعتراف تركيا بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك قبل أن يقر «ترامب» بهذا الاعتراف، والآن يطل علينا «أردوغان» بمزايداته التى دأب عليها ليشبه نفسه بصلاح الدين الأيوبى طارد الغزاة ومحرر القدس.. لكن شتان بين الثَرى والثُريا!.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح الدين «أردوغان» صلاح الدين «أردوغان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon