توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

بقلم : جيهان فوزى

حرر الناصر صلاح الدين الأيوبى المدينة المقدسة «مدينة القدس» من أيدى الصليبيين فى الحرب الصليبية الثالثة.

و«الحروب الصليبية» التى استمرت ثلاثمائة عام من أواخر القرن الحادى عشر وحتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096- 1291)، هى مصطلح أُطلق على الحملاتِ العسكرية التى انطلقت من أوروبا إلى بلادِ المسلمين، بداعى تخليص الأرض المُقدَّسة (بيت المقدس) من أيدى المسلمين، أما هدف الحروب الصليبية فكان الاستيلاء على القدس والأراضى المقدسة التى كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت القاعدة التى أطلقت فى الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين السلاجقة فى الأناضول.

توالت الحروب والاستعمار على القدس حتى استقر بها المآل فى أيدى الاحتلال الإسرائيلى الذى قام باحتلالها فى حربى عامى 1948 و1967، لكن ظلت القدس الشرقية جزءاً من الأراضى الفلسطينية ولم تعترف الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولى بالقدس عاصمة لإسرائيل أو بضمها للدولة العبرية، حتى جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ليكسر بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية التى حافظت طوال تلك السنوات على هوية القدس من مخططات الاحتلال، الأمر الذى أدى إلى انهيار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وقطع العلاقات مع أمريكا، الغريب أن رد الفعل العربى والإقليمى لم يكن على مستوى الحدث، باستثناء استنكار هنا وشجب هناك وتصريحات رنانة للمسئولين السياسيين، أما تركيا التى تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية منذ عقود بإسرائيل وعلاقات طيبة مع «حماس» فلم يصدر منها موقف يسترجع أمجاد «صلاح الدين»! لذا استوقفتنى كلمة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى ألقاها فى وقف «توركن» فى نيويورك التى وصلها للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة الثالثة والسبعين للأمم المتحدة بأنه سيدافع عن «القدس» من الغزاة الإسرائيليين!! وأكد «أردوغان» أنه سيقاتل ضد الذين يمارسون إرهاب الدولة على الفلسطينيين، وقال: «إننا عازمون على عدم ترك قبلتنا الأولى (القدس) تحت رحمة المحتلين.. ولن نضحى بالقدس مدينة السلام من أجل مطامع إسرائيل، وسنواصل حماية عزة القدس وكرامة الحرم الشريف». وتابع قائلاً: «حسب معتقدنا فإنّ قبول الظلم ظلم بحد ذاته، وعليه فإننا نضع أرواحنا على أكفنا إن استلزم الأمر لتضميد جراح نازفة»، وذلك بعد أسبوع من تقارير لوسائل إعلام عبرية تحدثت عن مصالحة بين البلدين وأن إسرائيل وتركيا تجريان اتصالات سرية بهدف إزالة التوتر وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد مرور 4 أشهر على الأزمة الدبلوماسية التى نشبت بين الطرفين فى أعقاب الأحداث الدموية فى قطاع غزة.

يحاول «أردوغان» منذ توليه رئاسة الحكومة ثم الرئاسة فى تركيا تقمص دور خليفة الله على الأرض، يمارس الشىء ونقيضه يهدد ويتوعد إسرائيل ويقطع العلاقات معها صورياً ثم يعود لاستئنافها بعد أن تهدأ الزوبعة والمواقف المشابهة عديدة، الغريب أن «أردوغان» الذى يريد أن يطهر القدس من الغزاة الإسرائيليين هو نفس الشخص الذى وقّع على وثيقة مصالحة مع إسرائيل بعد القطيعة الدبلوماسية على خلفية حادث سفينة مرمرة الشهيرة، والاتفاقية التى جرى التوقيع عليها عام 2016 تضمنت كلمة «أنقرة» فى مقابل «القدس»، ما يعنى اعتراف تركيا بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك قبل أن يقر «ترامب» بهذا الاعتراف، والآن يطل علينا «أردوغان» بمزايداته التى دأب عليها ليشبه نفسه بصلاح الدين الأيوبى طارد الغزاة ومحرر القدس.. لكن شتان بين الثَرى والثُريا!.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح الدين «أردوغان» صلاح الدين «أردوغان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon