توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البديل المجهول

  مصر اليوم -

البديل المجهول

بقلم : جيهان فوزى

  ماذا ستفعل إسرائيل بعد أبومازن؟ هل تبدأ بالبحث عن البديل الذى يكمل ما بدأه الرئيس الفلسطينى محمود عباس؟ ما زالت إسرائيل بحاجة لمن يخدم مصالحها سواء فى التنسيق الأمنى أو تسهيل تقديم المعلومات الاستخبارية واللوجيستية كون الرئيس الفلسطينى من وجهة نظر الإعلام والمحللين السياسيين الإسرائيليين «حارس التنسيق الأمنى مع إسرائيل»، ومن هنا من يخلف الرئيس عباس يجب أن يكون بمواصفات محددة ترقى لطموحات إسرائيل وأهدافها الاستراتيجية ووفق مقاسات دقيقة تحقق مصالحها ولا تمس القواعد التى يعمل وفقها الرئيس أبومازن وعلى رأسها التنسيق الأمنى؟.

بعض التعليقات لأبرز المحللين السياسيين الإسرائيليين تكشف توجهات إسرائيل وخطوط البحث عن البديل المفصل على قياس مصالحها الذى لا يحيد عن مشروعها الذى رسمته أو يتخطى المهام المنوطة به. فمثلاً عاموس هرئيل، الكاتب فى صحيفة هآرتس، كبرى الصحف الإسرائيلية يقول: «إن إسرائيل تعتقد أن الوقت الذى يستغرقه الرئيس البالغ من العمر 82 عاماً قد انتهى» ووفق هرئيل فإن المخابرات ترى أن الوضع الحالى مع السلطة سوف يستخدم لإجراء تغييرات من جانب واحد فى العلاقات معها فى الضفة الغربية، فى حين أن رؤساء أجهزة أمن الاحتلال يعتقدون أن العكس صحيح، وينظرون إلى التنسيق الأمنى مع عباس كأصل استراتيجى، وهو أمر مهم للحفاظ عليه حتى بعد رحيله وفى عهد وريثه المقبل! ويطرح هرئيل وجهة «النظر العقلانية» فى التصور المخابراتى الإسرائيلى غير القلق كون الوريث المقبل لعباس سيكون ضمن الإطار القيادى الفتحاوى أو ضمن القيادة فى أجهزة السلطة.

نعلم أن أجهزة السلطة فى الضفة الغربية تدار وفق قواعد وبرامج تُرضى القيادة الإسرائيلية وهو ما تعترف به قيادة السلطة برام الله ولا تخفيه وقد صرحت به مراراً وتكراراً، كما أن التلويح الإسرائيلى الواضح من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن وريث عباس يجب أن يضع «التنسيق الأمنى» تاجاً فوق كرسيه، ويكون سلوكاً يومياً لأجهزته الأمنية يؤكد أن العقلية الصهيونية لن ترضى بأى حال من الأحوال وصول شخصية ضعيفة لتكون وريثة عباس، فهذا من شأنه أن ينهار فى أى لحظة، وحينها تصبح العناصر المعتدلة فى فتح هى المسيطرة، وبالتالى تنتعش قوة حماس النائمة فى الضفة الغربية، فما تشهده الأحداث اليومية فى الضفة الغربية دليل على أن العقدة الأمنية للطرفين «إسرائيل والسلطة» يصب فى هذه البوتقة.

التدخل الإسرائيلى فى قضية خلافة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، هو نتيجة حتمية للفكر والنهج الذى قامت عليه السلطة وتسير عليه ووضعت نفسها بداخله وهو الأمر الذى سيحدد ضمناً أن أى حلول مستقبلية مع أى شريك فى السلطة يجب أن يقبل بالإملاءات الصهيونية سياسية كانت أم أمنية؟ وهو فى نفس الوقت تلويح من أجهزة الأمن الإسرائيلى بعصا غليظة بوجه قيادة السلطة وفتح أن من سيرث أبومازن يجب أن يرضى بأجندة إسرائيل.

وهناك أسماء مرشحة لخلافة أبومازن تتردد بقوة فى الكواليس مثل اللواء ماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية، والدكتور صائب عريقات، مسئول ملف المفاوضات مع إسرائيل، وجبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وتبدو المقارنة التى عرضتها مجلة «ديفنس نيوز» الأمريكية قبل عامين، فى مواقف كل من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ومسئول مخابرات السلطة اللواء ماجد فرج، جزءاً من خطة تسويقية فى مشروع خلافة رئاسة السلطة تبارى فيها الجانبان لتقديم المواقف والإشارات حول صلاحيته وكفاءته لهذا الموقع، واستعداده لتقديم فروض الطاعة «الإسرائيلية» مما أغضب الفلسطينيين على مختلف توجهاتهم! أما جبريل الرجوب فقد فتح النار على القيادات العليا فى حركة فتح منذ عامين وأقر بوجود أزمة حقيقية وحالة من الغليان فى قواعد الحركة وطالب بشكل مبطن بالكف عن الكذب فى خطابات أبومازن وقيادات الحركة ملوحاً بوجود أزمة قيادة وأزمة بوصلة وحالة من الإحباط والغليان عند الجيلين الأول والثانى، ما جعل الأمر يفسر على أن هذا النقد غير المسبوق يأتى فى ظل السباق على السلطة وخلافة عباس، ومع ذلك ما زالت الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت؟!.

نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البديل المجهول البديل المجهول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon