توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحكم لبنان؟

  مصر اليوم -

من يحكم لبنان

بقلم : جيهان فوزي

لبنان بلد يئن بالتناقضات.. يعيش على صفيح ساخن، لبنان العاشق للحياة يبحث أهله عن علبة حليب مدعمة، وكسرة خبز جافة! لبنان الذى خاض أقسى أنواع الحروب الأهلية وتجاوزها بإيمانه وتمسكه بالحياة، انتصر على الموت الساكن فى طرقاته المظلمة، ونجا من فخ الطائفية وصراع السلطة السياسية المتهافتة على اقتسام خيراته وسرقة أحلام سكانه، لبنان الذى يعطينا درساً فى التفاؤل رغم الأزمات التى يتعرض لها، بات على وشك الانفجار بفعل الفساد الذى أطاح بكل مكوناته.

لبنان يُسرق ويُخطف بأيدى السياسيين معدومى الضمير، على حد تعبير الفنان اللبنانى «راغب علامة»، الذى استنكر دفاع رجال الدين عن الظالمين والطغمة السياسية الفاسدة.

لبنان على شفا أن يصبح «دولة فاشلة»، لم يعد لحكامها مصداقية لدى الشعب اللبنانى، أو احترام يتكئون عليه، أو ثقة تطمئنهم على مستقبل بات مظلماً وشديد السوداوية، رغم الوعود التى قطعتها القيادات السياسية بإيجاد حل للأزمة الاقتصادية والسياسية العاصفة، من هنا جاءت المبادرة الفرنسية بهدف الوساطة وكانت فى طليعة البحث عن حل للأزمة، لكنها فشلت نتيجة تصلب الرئاسة اللبنانية، لبلد ينهار فى ظل الفراغ الحكومى والانقسام السياسى بين أطراف السلطة وقواها والسياسية والطائفية، لبنان يقع على مفترق تحولات إقليمية ودولية، وهو يدعو المجتمع الدولى إلى مساعدته مالياً وسياسياً لعبور أزمته الأشد فى تاريخه والأكثر خطورة. لكن الترنح يجتاح كل شىء حتى وصل إلى قوت المواطن والفتات الذى تلقيه له الحكومة، ووصل الأمر إلى نشوب مشاجرات حادة فى أحد مراكز التسوق بسبب علبة حليب! الفقراء ضاق بهم الحال وتغلب على تفاؤلهم اليأس، وتبدلت أصوات حناجرهم التى تصدح بأغانى فيروز «صوت الضمير والأيقونة الملهمة»، إلى صيحات هادرة تخرج من أعماق القلب فى مظاهرات احتجاجية غاضبة، تندد بالفساد والفاسدين الذين التفوا على مقدراته، ونهبوا خيراته وتركوا اللبنانيين فى عراء العوز والحاجة.

وإذا كان للتدخل الدولى لدى البعض مبرراته، مثلما طالب البطريرك المارونى «بشار الراعى» وبعض القوى السياسية، فإن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد التدويل ويهدد بأنه سيؤدى إلى الحرب! محاولاً قطع الطريق على الاصطفاف الذى قد يحدث بين القوى السياسية المؤيدة للتدخل الدولى، لأن هذا المطلب يفقد حزب الله الكثير من عناصر قوته والإمساك بمفاصل أساسية فى لبنان وفى القرار السياسى والتأثير.

لبنان يشبه سفينة بلا قائد تعطلت محركاتها، تحاول النجاة من الغرق، ولا يوجد من ينقذها من الأمواج العاتية التى تضربها بقوة، من كل الاتجاهات، حمولتها من الأزمات السياسية والمعيشية تفوق قدرتها الاستيعابية، وركابها يترنحون يميناً ويساراً محاولين التماسك حتى لا يسقطوا فريسة الأمواج الهادرة لتلتهمهم الأسماك السامة.

اللبنانيون أصبحوا تحت خط الفقر بعد أن انسحقت الليرة اللبنانية تحت أقدام الدولار، ووصل بهم الحال أنهم لا يجدون لفة الخبز أو كيس حليب يطعمون به أطفالهم الجوعى، وهم الذين يتميزون دون غيرهم بأشهى أنواع الطعام فى موائدهم السخية العامرة بالخيرات، أصبحوا الآن يبحثون عن الفتات ولا يجدونه، ما دام تعاطى المسئولين مع قضايا الوطن والمواطن مبنياً على جشع وطمع ورغبة جامحة فى الاستئثار والسلطة، والغوص فى مستنقعات الصراعات الإقليمية، التى ساهمت فى تنامى موجات النهب والقتل والتهريب والتخريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحكم لبنان من يحكم لبنان



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon