توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مبارك".. التجربة والعبرة

  مصر اليوم -

مبارك التجربة والعبرة

بقلم : جيهان فوزي

رحل «مبارك»، انتهت معركته مع الجدل حول حقيقة مسئوليته عن الفساد السياسى والاقتصادى الذى لحق بالبلاد خلال فترة حكمه، أم أنه كان محارباً عنيداً محافظاً على البلاد من الطامعين والمتآمرين، رافضاً التنازل عن ذرة رمل من تراب مصر، اختلفنا واتفقنا على مدار تسع سنوات حول سياساته ومدى تأثيراتها على البلاد سلباً كانت أو بالإيجاب، لكن الرحيل حسم هذا الجدل البيزنطى، الذى لم يعد له قيمة ولا يعيد الرجل إلى الحياة، غير أن موته أعاد إلى الحياة السياسية زخمها بعد ركود وتململ، وكانت المفاجأة فى توحّد قطاعات كبيرة من المجتمع على إخراج عواطفها المدفونة تجاه رئيسها الأسبق، بذكر مناقبه والتغاضى عن أخطائه، باستثناء قلة عبّرت عن موقفها الساخط على فترة حكمه.

كان لافتاً هذا الإجماع حول مبارك العسكرى، صاحب الضربة الجوية الأولى ضد إسرائيل فى حرب أكتوبر 73، تصدّر خبر وفاة مبارك الإعلام العالمى، وترك العنان للحديث فى سيرته الذاتية وتاريخه السياسى وتقييم ثلاثين عاماً هى مدة حكمه، تباين فى الآراء والتوجهات وزوايا التناول، ما بين مبارك العسكرى، ومبارك الرئيس، ومبارك السياسى، ومبارك الإنسان، ومبارك السجين، تباين وصف الإعلام العالمى له بين البطل القومى، والحليف للولايات المتحدة، والديكتاتور، واللاعب البارز فى المفاوضات والصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، ورغم تعدّد المراحل وثراء السيرة، لكن النهاية واحدة، ويبقى فى الموت عظة وعبرة.

«مبارك» مهما اتفقنا أو اختلفنا معه فى النهاية، غادر دنيانا، وورى الثرى فى وطنه كما أراد، رفض الخروج الآمن، وآثر المحاكمة والسجن على اللجوء السياسى والنفى الاختيارى، وإغراءات الإقامة خارج الوطن، وهذا يُحسب له، كان موقفه واضحاً من زيارة إسرائيل خلال سنوات حكمه، مما كان يثير تحفّظ إسرائيل، لكن حين نعاه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وصفه بالصديق، مع أن الراحل لم يذهب إليها خلال فترة حكمه إلا قليلاً، ورغم ما أثير حول زياراته السرية إلى إسرائيل. وأشاد إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، فى حديثه عن الرئيس الراحل بفترة حكمه، قائلاً: «لقد استعاد موقع القيادة بشكل تدريجى، وأعاد مقر جامعة الدول العربية إلى القاهرة، وكان يعرف كيف يفاوض، رغم أن دولته كانت الأضعف اقتصادياً، كان يعرف كيف يفاوض اللاعبين الآخرين، السعوديين والسوريين بالدرجة الأولى، لقد كان دبلوماسياً مؤثراً».

لقد عكست الآراء المختلفة مسيرة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك السياسية الطويلة، التى بدأت بسجل عسكرى، إلى أن أطاحت به ثورة 25 يناير، ما بين من نعى الرئيس الراحل مبارك واحتفل بوطنيته وإنجازاته، ومن أشار إلى ثورة 25 يناير وأسباب الإطاحة به، تفاعل الآلاف من المغردين على صفحات السوشيال ميديا. تركة ثقيلة وتاريخ حافل، إنجازات وإخفاقات، نقاش وجدل، أبواب فتحتها وفاة الرئيس الأسبق، خاصة فى ما يتعلق بالتركة السياسية التى خلفها الرجل، وهو جدل لم يتوقف منذ تنحيه عن الحكم، فهل تحسم وفاته هذا الجدل وتغلق النقاش حول تلك الحقبة من التاريخ، بالنظر إلى المستقبل واستخلاص العبر؟. رحم الله الرئيس مبارك وغفر له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبارك التجربة والعبرة مبارك التجربة والعبرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon