توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا».. جائحة أم وباء؟

  مصر اليوم -

«كورونا» جائحة أم وباء

بقلم : جيهان فوزي

فيروس «كورونا» أو «covid 19» يجتاح العالم وشعور متنامٍ بالخطر المحدق، لم نتدارك خطورته إلا مع تصاعد وتيرة المرض وتسليط الضوء عليه بكثافة فى وسائل الإعلام العالمية، على قدر خطورة المرض يمكن تداركه، ولأنه مستجد ويتحور بسرعة، فهو فتاك عنيد يغدر بالفريسة فى وقت وجيز، لأن حامله يمكن ألا تظهر عليه الأعراض، كما أن فترة حضانة الفيروس 14 يوماً، وهى فترة طويلة قبل أن يكشف عن نفسه ويكشّر عن أنيابه، يمكن خلالها أن يتسبّب فى إصابة وقتل المئات. فى بداية انتشاره حذّرت منظمة الصحة العالمية من خطورته، ثم أعلنت حالة الطوارئ القصوى والاستعدادات لمواجهته، ثم اعتبرته جائحة تجوب بلاد العالم من شرقها إلى غربها بعد أن ضرب الفيروس أكثر من 58 دولة حول العالم قابلة للزيادة، لكنها ما زالت ترفض التعامل مع المرض كوباء يهدّد العالم، رغم انتشاره بسرعة فائقة وتفشيه فى عدد كبير من الدول، إلا أنها ترى أنه لم يرتقِ إلى مستوى الوباء، ويمكن احتواؤه! فحسب «مايكل ريان» مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، فإن الوباء يُعرّف على أنه مرض يكون العالم أجمع مهدداً بالإصابة به، وينتشر فى وقت واحد وفى دول مختلفة، ولا يكون له علاج فعال يساعد على الشفاء منه. تستند منظمة الصحة العالمية فى عدم إعلان كورونا وباءً عالمياً من منطلق أن هذا الإعلان يتطلب زيادات ملحوظة فى عدد الإصابات، وحالات الوفاة.

فهل هذا صحيح؟ أم أن منظمة الصحة العالمية لا تريد إثارة حالة من الذعر بين المجتمعات، لما يترتب على ذلك من ركود بالحالة الاقتصادية بشكل عالمى، وربما تتعرّض دول لانهيار اقتصادها بالكامل. لكن هل توازى تلك التحديات خطورة ما ينتظره العالم إذا ما تحول فيروس كورونا إلى وباء؟ سؤال مطروح لا إجابة له حتى الآن، لكن تزايد تسليط الضوء على المرض وتضارب المعلومات حول مدى انتشاره أو انحساره، بالإضافة إلى تسارع الأخبار المتعلقة به بشكل مخيف جعل من الصعوبة التحقّق، وأطلق العنان للتكهنات والاجتهادات، بل وصل الأمر ليصبح «تريند» على وسائل التواصل الاجتماعى وفى الأوساط الفنية، ومادة خصبة للتداول خبراً وصورة، مما أسهم فى ازدياد حالة القلق وانتشار الذعر من هذه الجائحة وإمكانية تحولها إلى وباء، دون استشراف لما سيكون عليه حال العالم فى هذه الحالة.

فى ظل الأزمات والكوارث تظهر الطرافة والفكاهة للتخفيف من شدة البأس وخطورة الحدث، فقد تحول التحذير من تبادل الأحضان والقبلات للحد من انتشار المرض إلى ظاهرة، حتى بين الدبلوماسيين والسياسيين ورؤساء الدول والمشاهير والفنانين على مستوى العالم، وتغيّرت عادة المصافحة بالأيدى إلى المصافحة بالأقدام، التى سرعان ما انتقلت إلى الأجواء العربية وتلقتها بشىء من الدعابة، غير أن هذا التطور يوحى فعلاً بخطورة المرض وإمكانية استبداله من جائحة إلى وباء، خاصة أنه لاقى اهتماماً عالمياً كبيراً وتحدث عنه رؤساء الدول، فالرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحدث عنه مازحاً، برفضه مصافحة أحد الأصدقاء بسبب كورونا، لكن حديثه لم يخلُ من جدية، الأمر نفسه تكرر حين رفض وزير الداخلية الألمانى مصافحة رئيسة الوزراء ميركل، ولم يكن ذلك على سبيل الدعابة، بل ينضوى تحت بند الحذر والقلق، فما زال المرض فى أوجه، ولم يكتشف له اللقاح الفعال حتى الآن، ولم يتأكد إذا ما بدأ فى الانحسار أم لا، خاصة أننا على أبواب فصل الربيع ولا دليل على إمكانية القضاء عليه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما حذّر علماء من أن الفيروس المستجد قد يصبح «دائماً» أو «موسمياً»، أى أنه لن يختفى على الإطلاق. إذ يعتقد العلماء أن فيروس «كورونا» المستجد قد يسير على نفس الخُطى، ويصبح مرضاً «موسمياً».

ليس أمامنا سوى الالتزام بالمعايير التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، والحرص على النظافة، فى انتظار الخروج من هذه الكبوة، نسأل الله السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» جائحة أم وباء «كورونا» جائحة أم وباء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon