توقيت القاهرة المحلي 09:55:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كورونا».. جائحة أم وباء؟

  مصر اليوم -

«كورونا» جائحة أم وباء

بقلم : جيهان فوزي

فيروس «كورونا» أو «covid 19» يجتاح العالم وشعور متنامٍ بالخطر المحدق، لم نتدارك خطورته إلا مع تصاعد وتيرة المرض وتسليط الضوء عليه بكثافة فى وسائل الإعلام العالمية، على قدر خطورة المرض يمكن تداركه، ولأنه مستجد ويتحور بسرعة، فهو فتاك عنيد يغدر بالفريسة فى وقت وجيز، لأن حامله يمكن ألا تظهر عليه الأعراض، كما أن فترة حضانة الفيروس 14 يوماً، وهى فترة طويلة قبل أن يكشف عن نفسه ويكشّر عن أنيابه، يمكن خلالها أن يتسبّب فى إصابة وقتل المئات. فى بداية انتشاره حذّرت منظمة الصحة العالمية من خطورته، ثم أعلنت حالة الطوارئ القصوى والاستعدادات لمواجهته، ثم اعتبرته جائحة تجوب بلاد العالم من شرقها إلى غربها بعد أن ضرب الفيروس أكثر من 58 دولة حول العالم قابلة للزيادة، لكنها ما زالت ترفض التعامل مع المرض كوباء يهدّد العالم، رغم انتشاره بسرعة فائقة وتفشيه فى عدد كبير من الدول، إلا أنها ترى أنه لم يرتقِ إلى مستوى الوباء، ويمكن احتواؤه! فحسب «مايكل ريان» مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، فإن الوباء يُعرّف على أنه مرض يكون العالم أجمع مهدداً بالإصابة به، وينتشر فى وقت واحد وفى دول مختلفة، ولا يكون له علاج فعال يساعد على الشفاء منه. تستند منظمة الصحة العالمية فى عدم إعلان كورونا وباءً عالمياً من منطلق أن هذا الإعلان يتطلب زيادات ملحوظة فى عدد الإصابات، وحالات الوفاة.

فهل هذا صحيح؟ أم أن منظمة الصحة العالمية لا تريد إثارة حالة من الذعر بين المجتمعات، لما يترتب على ذلك من ركود بالحالة الاقتصادية بشكل عالمى، وربما تتعرّض دول لانهيار اقتصادها بالكامل. لكن هل توازى تلك التحديات خطورة ما ينتظره العالم إذا ما تحول فيروس كورونا إلى وباء؟ سؤال مطروح لا إجابة له حتى الآن، لكن تزايد تسليط الضوء على المرض وتضارب المعلومات حول مدى انتشاره أو انحساره، بالإضافة إلى تسارع الأخبار المتعلقة به بشكل مخيف جعل من الصعوبة التحقّق، وأطلق العنان للتكهنات والاجتهادات، بل وصل الأمر ليصبح «تريند» على وسائل التواصل الاجتماعى وفى الأوساط الفنية، ومادة خصبة للتداول خبراً وصورة، مما أسهم فى ازدياد حالة القلق وانتشار الذعر من هذه الجائحة وإمكانية تحولها إلى وباء، دون استشراف لما سيكون عليه حال العالم فى هذه الحالة.

فى ظل الأزمات والكوارث تظهر الطرافة والفكاهة للتخفيف من شدة البأس وخطورة الحدث، فقد تحول التحذير من تبادل الأحضان والقبلات للحد من انتشار المرض إلى ظاهرة، حتى بين الدبلوماسيين والسياسيين ورؤساء الدول والمشاهير والفنانين على مستوى العالم، وتغيّرت عادة المصافحة بالأيدى إلى المصافحة بالأقدام، التى سرعان ما انتقلت إلى الأجواء العربية وتلقتها بشىء من الدعابة، غير أن هذا التطور يوحى فعلاً بخطورة المرض وإمكانية استبداله من جائحة إلى وباء، خاصة أنه لاقى اهتماماً عالمياً كبيراً وتحدث عنه رؤساء الدول، فالرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحدث عنه مازحاً، برفضه مصافحة أحد الأصدقاء بسبب كورونا، لكن حديثه لم يخلُ من جدية، الأمر نفسه تكرر حين رفض وزير الداخلية الألمانى مصافحة رئيسة الوزراء ميركل، ولم يكن ذلك على سبيل الدعابة، بل ينضوى تحت بند الحذر والقلق، فما زال المرض فى أوجه، ولم يكتشف له اللقاح الفعال حتى الآن، ولم يتأكد إذا ما بدأ فى الانحسار أم لا، خاصة أننا على أبواب فصل الربيع ولا دليل على إمكانية القضاء عليه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما حذّر علماء من أن الفيروس المستجد قد يصبح «دائماً» أو «موسمياً»، أى أنه لن يختفى على الإطلاق. إذ يعتقد العلماء أن فيروس «كورونا» المستجد قد يسير على نفس الخُطى، ويصبح مرضاً «موسمياً».

ليس أمامنا سوى الالتزام بالمعايير التى وضعتها منظمة الصحة العالمية، والحرص على النظافة، فى انتظار الخروج من هذه الكبوة، نسأل الله السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» جائحة أم وباء «كورونا» جائحة أم وباء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon