توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضفة تنتفض

  مصر اليوم -

الضفة تنتفض

بقلم-جيهان فوزى

أخيراً انتفضت الضفة الغربية احتجاجاً على ما يجرى من عزل وحصار وعقوبات جائرة على قطاع غزة، أخيراً شعرت الجغرافيا بأنها مهما كانت بعيدة ومتفرقة وممزقة فهى قريبة ومتوغلة مثل شريان الحياة لا يمكن بتره أو اجتثاثه من جذوره، فلطالما كان الرهان على الانفصال التام بين الضفة وغزة انفصالاً جغرافياً واجتماعياً وسياسياً وكانت تلك مخططات الاحتلال الإسرائيلى منذ عقود لتشتيت الهمة والوحدة الفلسطينية، كى يصيبها الشلل ويغزوها العطب المعنوى والوجودى، فضلاً عن يقينه بأن التمييز والعنصرية وزرع الفتنة بين طرفى الوطن هو قوة ومكسب له وبحكم الجغرافيا المختلفة فى تفاصيلها بين الضفة والقطاع، لقد نكأت العقوبات التى فرضها الرئيس الفلسطينى محمود عباس على قطاع غزة ومن قبلها حصار الاحتلال الإسرائيلى الجائر الذى امتد لأكثر من عشر سنوات والعزلة المفروضة على السكان الجراح، وعاد أهالى القطاع بالذاكرة إلى جو الاحتلال الذى طالما مارس سياسة «فرق تسد» وحاول بكل الطرق زرع الفتنة والضغينة بين أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، بتوفير المناخ المستقر لسكان الضفة الغربية من اقتصاد وبنية تحتية ومشاريع تنموية، بينما يعانى القطاع من الإهمال المتعمد والجسيم الذى تراكم سنوات طويلة حتى بات قطاع غزة قنبلة موقوتة مهيأة للانفجار فى أى لحظة.

مخطط الفصل قديم استثمره الاحتلال فى سياسة التمييز بين الضفة والقطاع، معتمداً على صفات الجغرافيا التى دائماً ما تنصف مناطق الشمال وتظلم المناطق الجنوبية حتى تحولت إلى ظاهرة كونية استقرت فى وجدان الأنظمة الديكتاتورية واستسلمت لها الشعوب!! لكن للأراضى المحتلة شأن آخر فى ظل وجود احتلال شرس وعنيد وصراع على البقاء فى ماراثون المقاومة والبحث عن الحقوق وإثباتها وتحريرها من يد محتل طاغ متجبر، وللأسف استطاع الاحتلال أن ينجح قليلاً فى إشاعة الفرقة والتمييز العنصرى بين شقى الوطن، خاصة أنه كان يمنح الامتيازات لأهالى الضفة على حساب غزة ليس حباً فيه ولكن ضمن مخططاته القاضية بعزل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وللأسف أفلح الانقسام الفلسطينى منذ سيطرة حماس على قطاع غزة فى تمرير المخطط الصهيونى، فيما لم يستطع الاحتلال تمريره منذ سنوات طويلة! صحيح أنه فشل حينها بفضل الوعى لدى النشطاء السياسيين والمقاومة الفلسطينية لكنه كان يستحضر النعرات الاجتماعية من مخبئها حتى وإن لم تكن ظاهرة وتبرز على استحياء من حين لآخر، نظراً للوضع الاجتماعى الأفضل الذى يعيشه سكان الضفة، وبفعل الوصاية الأردنية أيضاً على كل ما يتعلق بها لسنوات طويلة كادت تتوج بمشروع الكونفيدرالية الذى رسمته وخططت له إسرائيل ويقوم على أثره الأردن بضم الضفة الغربية إليه فى اتحاد كونفيدرالى لكنه جوبه بالرفض من الفلسطينيين والأردن أيضاً.

بعد صمت طويل واحتجاجات متقطعة انتفضت الضفة الغربية نصرة لغزة، فقد طفح الكيل ولم يعد بمقدورها الصمت على ما تواجهه غزة من ظلم وفقر وعزلة، وخرجت المظاهرات رافضة فرض العقوبات على قطاع غزة وقيام السلطة الفلسطينية بتضييق الحصار عليه ومعاقبته على تمسكه بالثوابت الوطنية، وتحرض الأعداء على تشديد الحصار عليهم؟! لقد أتت المظاهرات تلبية لدعوات قوى وطنية ومنظمات مجتمع مدنى، إضافة لما يعرف بتجمع حراك رفع العقوبات عن غزة الذى يضم أكاديميين وصحفيين وكتاباً وفنانين وأسرى محررين، فى مبادرة لإنقاذ غزة ودعمها وليس إلى تجويع وإذلال أهلها، فتضحيات أبنائها تتجلى لنا كل يوم كالشمس الساطعة المفعمة بالحرية والكرامة، من أجل فلسطين ومن أجل الكرامة العربية الضائعة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضفة تنتفض الضفة تنتفض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon