توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحروب المستباحة

  مصر اليوم -

الحروب المستباحة

بقلم - جيهان فوزى

الحديث عن شن حرب رابعة على قطاع غزة عاد ليفرض نفسه من جديد وسط التشكيك الفلسطينى والنفى الإسرائيلى، لكن المعطيات تشير إلى وجود قرار إسرائيلى لشن حرب أخيرة على قطاع غزة، ليس لخلط الأوراق وإنما لفرض خريطة جغرافية جديدة تتسق مع «صفقة القرن»، فهناك مناورات على غلاف غزة تشارك فيها قوات مارينز أمريكية وتصريحات لمسئولين إسرائيليين توحى بأن الحرب اقتربت وستكون قاسية وسريعة وبكل الاتجاهات لشل قدرة المقاومة الفلسطينية على النهوض فى مواجهة الاحتلال، وإذا ما أضيف إليها تصريحات وزير أركان الجيش الإسرائيلى «غادى ايزنكوت» التى تشير إلى أن فرص الحرب عام 2018 ترتفع يوماً بعد يوم بسبب الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، فقد بدأت رائحة الحرب المقبلة على غزة تفوح وتخرج من فم إسرائيل بكثافة، رغم تلويحها بش حرب على لبنان وسوريا لا تتمناها، لأنها تدرك أن 300 ألف صاروخ فى لبنان وسوريا ستوجه ضدها.

تطمح إسرائيل إلى إنجاز أهدافها السياسية بالدرجة الأولى التى تأتى ضمن «صفقة ترامب»، من حيث ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى سيادتها، وبالتالى فإن عبر هذه الحرب ستحاول إسرائيل أن ترسم خارطة جغرافية وأمنية وسياسية لقطاع غزة، بعد أن أخذت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، وفى الوقت ذاته إحداث ردع حقيقى لحزب الله عبر ردع حركة حماس، وستحاول أن تكون الحرب قصيرة وخاطفة، لكن الخوف أن تشارك أمريكا رسمياً فى الحرب على القطاع، بعد أن وضعت وزارة خارجيتها إسماعيل هنية على قائمة الإرهاب، وهنا تبدأ إسرائيل بالاغتيالات سواء لهنية أو لغيره من القيادات، ولأنها تعتقد أن الحرب ستحقق لها أهدافاً كبيرة فى مدة قصيرة خلال وجود ترامب فى الحكم ستحاول تحقيق بطولات وإنجازات فى الفترة المقبلة، سواء فيما يتعلق بالقدس أو اللاجئين أو قطاع غزة أو قضية الأسرى، ومما يدعم احتمالات الحرب وجود حكومة إسرائيلية أكثر تطرفاً ووجود حكومة أمريكية متطرفة، فضلاً عن الوضع الإقليمى والحالة الفلسطينية المترهلة بسبب الضعف والحصار، إسرائيل تتنفس بالحروب وهى لا تستطيع تحقيق أهدافها السياسية إلا من خلال الحروب والاعتداءات، ووجودها مبنى على قوتها العسكرية، وبالتالى فإن باب الحرب يبقى مشرعاً، فهى بحاجة إلى عدوان لتصدير أزماتها الداخلية بعد التحالف الهش الحاصل بين نتنياهو ومجموعته القيادية، رغم أنها تدرك أن أى عدوان مقبل مكلف وثمنه باهظ، خاصة أن أداء جيش الاحتلال البرى تراجع كثيراً.

الواقع يقول إن إسرائيل غير مهيأة للدخول فى أى حرب لعدم جاهزيتها فى إعداد الملاجئ أو البنية التحتية التى تستوعب سكان الشمال إذا ما قصفت بالصواريخ، ورغم أن إسرائيل تستطيع شن العدوان واختيار ساعة الصفر، فإن المدة الزمنية التى ستستغرقها الحرب سيحددها الطرف الآخر الذى سيحاول استنزاف قوتها بإطالة أمد الحرب، والسؤال هل تستطيع إسرائيل أن تشن حرباً سريعة وخاطفة؟ وهل القيادة الإسرائيلية قادرة على دفع الفاتورة والثمن المكلف لها؟ هناك تشكيك فى قدرة إسرائيل على ذلك، لكنها تتقن تهيئة السيناريوهات والتحضير للحرب واللجوء للقوة المفرطة رغبة فى تدمير البنية التحتية لقطاع غزة وإيقاع أكبر عدد ممكن فى صفوف الشعب الفلسطينى، مراهنة على أن يقوم الشعب ضد قيادته، وبالتالى إسرائيل تهيئ لضربة قوية للتخلص من قضية القطاع عبر إنهاكه اقتصادياً واجتماعياً والقضاء على الأنفاق وسلاح المقاومة تمهيداً لصفقة القرن.

عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحروب المستباحة الحروب المستباحة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon