توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفجير فاشل وسيناريو خائب

  مصر اليوم -

تفجير فاشل وسيناريو خائب

بقلم - جيهان فوزى

المصالحة التى انتظرها الشعب الفلسطينى سنوات، وتكبّد بسبب فشلها الكثير من الخسائر والأرواح اتّضح أنها مجرد كارت محروق تلعب به الأطراف المتصارعة على جراح غزة، فلم يكن تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمدالله، وهو فى طريقه إلى غزة لافتتاح محطة مياه الصرف الصحى سوى سيناريو من سيناريوهات الانفصال على قطاع غزة أكثر وأكثر، مسارعة اتهام حركة حماس إن لم يكن بالمسئولية عن التفجير فبالتواطؤ هو جزء من المؤامرة، التى لم تنطلِ على الغزيين، وتفاعل عدد كبير من النشطاء وأعربوا عن استغرابهم من تحميل «حماس» المسئولية رغم مرور أكثر من 15 عاماً على اغتيال الرئيس عرفات وعجز «فتح» عن الوصول إلى القاتل، فراحوا يتندّرون عبر مواقع التواصل الاجتماعى على سيناريو فيلم تفجير الموكب الخائب وإخراجه الردىء، الذى لم يقنع أهالى غزة، لا من حيث الشكل ولا المضمون، خصوصاً أن التفجير لم يتمكن من تحقيق الخسائر المرجوة التى يريدها الفاعلون، وطال فقط إطارات السيارات، واستكمل الموكب طريقه إلى غزة لافتتاح المشروع الذى جاءوا من أجله.

ردود الفعل الدولية والعربية التى استنكرت وأدانت الهجوم واعتبرته حلقة فى سلسلة التعقيدات التى تشوب التسوية أمر يتّسق مع الأهداف المعلنة لهذه الدول، لكن سرعة الاتهام من قيادات فتح لحركة حماس كونها المسئول عن إدارة القطاع لم يقنع سكان غزة فهذه القيادات التى تخرج وتنادى بالمقاومة السلمية وترفض الخيار المسلح لمواجهة إسرائيل هى نفسها من تدعو إلى إسقاط حكم «حماس» الانقلابية فى غزة وتُحلل فرض العقوبات على قطاع غزة المتخم بالجراح، وأضعفه الحصار. هى شخصيات برعت فى تقمص الأدوار فتصب جام غضبها حينما يتعلق الأمر بالتعامل مع قطاع غزة وتظهر كالحمل الوديع عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلى. تلك القيادات التى ما انكفأت تخرج عبر شاشات التليفزيون تكرّر عبارات التهديد والوعيد «إجراءات غير مسبوقة. حكم الظلام. القضاء على طالبان غزة»، هى ذاتها التى تلتزم الصمت فى كل مرة يرتكب فيها الاحتلال جريمة ضد الفلسطينيين أو حتى عندما يتعكر مزاح جندى أو مجندة إسرائيلية على أحد حواجز الضفة ولا يسمح لهؤلاء بالعبور، ولم يكن هذا الأمر بعيداً عن خطابات الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى المحافل الدولية والإسلامية والعربية فهى خطابات مكرّرة تحمل العبارات نفسها التى تؤكد المقاومة السلمية ورفض استخدام العنف فى مواجهة الإرهاب والتطرف كاستراتيجية للتعامل مع الاحتلال، لكن عندما يتعلق الأمر بغزة يتغيّر الخطاب من النقيض إلى النقيض، فيتحول «عباس» من رجل السلام إلى رجل الحرب الشرس الذى لا يُشق له غبار!.

قطع رئيس السلطة الفلسطينية زيارته إلى الأردن وتصريحات قيادات حركة فتح باتهام «حماس» وتسارع وتيرتها لإلصاق التهمة بالحركة وإظهارها مدانة أو متورّطة فى التفجير دون أى إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلى أو تحميله المسئولية أثارت شكوك وسخرية النشطاء، فهو المستفيد الوحيد من عملية التفجير كما عبرت عن ذلك بقية الفصائل، وهو المستفيد من ضرب الأمن فى قطاع غزة لتعطيل مسيرة المصالحة، خصوصاً أن هناك وفداً أمنياً مصرياً تزامن وجوده فى غزة ضمن جولات المباحثات مع «حماس»، ورغم أن الاحتلال الإسرائيلى يقف وراء تفجيرات مشابهة وقعت فى قطاع غزة، إلا أن التركيز على اتهام «حماس» كان الأبرز، وهو أمر مستبعد كون «حماس» ستكون فى المواجهة، فليس من الغباء الزج باسمها فى تلك المرحلة ولا الظروف الحالية، الأمر الذى أضاف بُعداً جديداً للحادث ومن يقف وراءه، فمن المستفيد من الزج بـ«حماس» فى حادث التفجير منذ الدقائق الأولى؟ وهل ثمة علاقة بين الاتهامات المباشرة لـ«حماس» ومن يقف وراء التفجير؟ ولماذا لم تُحمّل البيانات والاتهامات الاحتلال الإسرائيلى بالوقوف وراء الحادث، وهو المستفيد من إفشال المصالحة التى تسير على جمر؟!.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجير فاشل وسيناريو خائب تفجير فاشل وسيناريو خائب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon