توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة فى ثوبها الجديد

  مصر اليوم -

النكبة فى ثوبها الجديد

بقلم - جيهان فوزى

مع اقتراب الذكرى السبعين للنكبة التى تحل منتصف شهر مايو المقبل، قرّر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إمعاناً فى تحدى الفلسطينيين وتعرية للعجز العربى وإظهاراً لغطرسة الولايات المتّحدة ومكافأة لإسرائيل. ذكرى النكبة من كل عام تنكأ الجراح، لأنها تفتح دفاتر التاريخ على صفحة تحاول إسرائيل دفنها ومحوها إلى الأبد من ذاكرة التاريخ، تحاول إثبات حقها فى الوجود على أرض اعتبرتها بلا شعب يستحقها شعب بلا أرض مثلما ارتكزت الدعاية الصهيونية منذ بداياتها فى القرن التاسع عشر على هذه الفكرة وروّجت لها، معتبرة أنه لا يوجد شعب فى فلسطين، وأن من حق اليهود الذين لا يملكون أرضاً أن تكون هذه الأرض لهم.

ورغم المحاولات المستميتة التى بذلتها إسرائيل منذ قيامها قبل سبعين عاماً ولا تزال تبذلها لترسيخ هويتها وإثبات أحقيتها فى فلسطين من خلال النشاط الاستيطانى الشرس الذى لم يتوقف، لكن محاولاتها لم تستطع طمس حقيقة أن هناك شعباً ضاربة جذوره فى الأرض لا يسقط حقه بالتقادم، ولا تلغى وجوده محاولات التهويد والسطو على التراث والتاريخ والأرض، نكبة الفلسطينيين بدأت عندما تأكد زعماء اليهود من نية انسحاب بريطانيا، وقرّروا فى تل أبيب خلال مايو 1948، تشكيل برلمان وطنى كممثل للشعب اليهودى والحركة الصهيونية العالمية تسمى «دولة إسرائيل»، وتقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم إلى الكيان الجديد، واعترفت بها الولايات المتّحدة الأمريكية فى اليوم التالى، ثم تتالى بعدها اعتراف معظم دول العالم، ودخلت هيئة الأمم المتّحدة عام 1949، لكن ذلك لم يلغِ الهوية الفلسطينية ولا حقيقة الصراع العربى - الإسرائيلى رغم التدهور الذى ضرب عصب الأمة وتماسكها وانهيار فكرة القومية العربية. ففى غمرة الابتهاج والتهليل الذى يُبدع فيه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فاجأنا تقرير لصحيفة «هآرتس»، ينتقد فيه تصريح «نتنياهو» بأن نقل السفارة فى الذكرى الـ70 لقيام إسرائيل، أى 14 مايو المقبل، سيجعل الاحتفالات بهذه المناسبة أكثر فرحاً، مشيراً إلى أن نقل السفارة كان سيستحق فى الواقع احتفالات عظيمة لو جاء ذلك تتويجاً للمفاوضات الناجحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين كرمز لبداية عصر جديد فى تاريخ الشرق الأوسط!.

وجاء فى التقرير: «كان لنقل السفارة إلى القدس أن يصبح كرزة على قالب الحلوى، الدبلوماسية الدولية الناجحة لو تمخّضت عنها اتفاقية سلام تستند إلى ترسيم الحدود وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية. لو تم التوصّل إلى هذا الاتفاق كان بإمكان إسرائيل الاحتفال بنقل سفارة الولايات المتحدة والكثير من الدول الأخرى كنتيجة طبيعية لاعتراف العالم (بالقدس الغربية) عاصمة لها». وندّدت الصحيفة بإعلان «ترامب» أن قراره سيخدم السلام الإقليمى خدمة عظيمة، متسائلة: «كيف يمكن لنقل السفارة باستعجال كهذا أن يخدم السلام إذا لم تلُح أى بوادر للسلام فى الأفق؟. وهو ما يتناقض جذرياً مع موقف تل أبيب الرسمى المبتهج إزاء القرار».

لقد كانت صحيفة «هآرتس» الأكثر تأثيراً فى إسرائيل، أكثر جرأة، بإقرارها للواقع الذى عجز الحكام العرب عن الجهر به أو الدفاع عنه، بل كانت مواقفهم العلنية تجاه القدس وأزمة نقل السفارة منذ قرار «ترامب» تتناقض تماماً مع ما يدور فى الغرف المغلقة، وربما تتماهى مع ما تريده إسرائيل، وهو ما جعل «نتنياهو» لا يكف عن التفاخر بعلاقاته المتينة مع الحكام العرب والتلميح الدائم للاتصالات واللقاءات السرية التى تجمع بينهم والترحيب بصداقتهم مع إسرائيل!.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة فى ثوبها الجديد النكبة فى ثوبها الجديد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon