توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

بقلم - جيهان فوزى

مثلما يكون للجاسوس دور فعال فى الحروب بين الدول يمدها بالمعلومات الدقيقة ويمهد لها الطريق لمعرفة أدق التفاصيل حول الآخر، فإن إسرائيل لم تدخر جهداً فى استغلال كل أدواتها الاستخبارية فى حربها القذرة مع العرب والفلسطينيين، وإحدى أهم هذه الأدوات «وحدة المستعربين» أو فرق الموت، وعادت لتنشط بعد استخدام قوات الاحتلال عناصر المستعربين بشكل واضح فى مواجهة المظاهرات الفلسطينية الحالية، يرتدون اللباس الفلسطينى ويتسللون ملثمين إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم قوات الاحتلال فيقومون باستدراجهم والمساهمة فى اعتقالهم وقتلهم فى أحيان كثيرة. تقوم عناصر هذه الوحدة بالتجول فى المناطق الفلسطينية ويتخفون بلباس المواطنين الفلسطينيين ويتم اختيارهم تبعاً للمهمة واحتياجاتها فاغتالت عدداً من القيادات والنشطاء الفلسطينيين، إضافة إلى عمليات التتبع وتقصى المعلومات حول المشاركين فى المظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلى وكانت فى أوج نشاطها خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما كان إيهود باراك، وزير الأمن الإسرائيلى، ومهمتها مباغتة الهدف داخل التجمعات الفلسطينية حيث يتخفون بالكوفية الفلسطينية ويستقلون سيارات تحمل لوحات فلسطينية ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عملياتهم، بل يتحركون فى اللحظة التى تتوافر فيها المعلومات الاستخبارية عن الهدف، ويقومون برصده ومراقبته، وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة.

«المستعربون» وحدة عسكرية إسرائيلية أنشئت قبيل حرب عام 1948 مكونة من ثلاثة أقسام «اليمام»، التابعة للشرطة العسكرية الإسرائيلية، ووحدة «دوفدوفان»، التابعة لجيش الاحتلال، وكانت تعمل فى الضفة الغربية، ووحدة «الشمشون» وكانت تعمل فى قطاع غزة وتابعة للجيش أيضاً. تاريخياً كانت وحدة المستعربين تتبع جهاز الأمن الداخلى «الشاباك»، وكانت مهمتها الاندماج مع اللاجئين الفلسطينيين، ثم نشأت فكرة تشكيلها لدى جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد»، وبدوره استغل موجات اللاجئين الفلسطينيين خلال حرب 48 من أجل زرع العملاء اليهود فى الدول العربية إبان الحرب وبعدها فحصل هؤلاء العملاء على هويات عربية ومن خلال هذه الهويات عمل العديد منهم مثل «إيلى كوهين» فى دمشق، الذى أعدم عام 1965، و«باروخ مزراحى»، الذى زرع فى اليمن واعتقل فى مصر، حيث أطلق سراحه، وهؤلاء تخصصوا فى إرسال التقارير وأى خطوات غير عادية أخرى للدول التى عاشوا فيها. لقد تأسست وحدة المستعربين قبل قيام إسرائيل حيث كانت للمنظمات اليهودية كـ«الهاجاناة» وحدات مستعربة تقوم بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيالات وبقيت هذه الوحدة حتى بعد قيام دولة الاحتلال وكان أفرادها يوجدون دائماً فى التجمعات الفلسطينية ثم توقف عملها مدة طويلة لتعود مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 بنفس الكيفية، فإلى جانب مهامهم الاستخباراتية والاعتقال والقتل يشنون حرباً نفسية ويبثون الشائعات لإثارة الفتنة بين الناس الذين يعيشون بينهم لفترات قد تمتد لأشهر حتى انتهاء المهمة.

المستعربون أحد الأسرار الكبيرة فى الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية، وقد حُلت هذه الوحدة بعد تراكم المشاكل الاجتماعية التى نجمت عنها، إذ اضطر هؤلاء للزواج من عربيات مسلمات تحت وطأة الضغوط من المحيط العربى الذى عاشوا فيه، وعندما قرر جهاز الشاباك إخراج المستعربين من الميدان ظهرت متاهات صعبة ومحيرة للتعامل مع الزوجات والأبناء، هل يخرجون معهم أم لا؟. فمثلاً «أحمد» العربى فجأة يصبح «يوسى» اليهودى، وعليه أن يصارح أسرته بالحقيقة وأنه ليس العربى الوطنى الذى أحبته زوجته إنما يهودى، فتحولت إلى مشكلة كبيرة، خصوصاً عندما يصل ابن المستعرب إلى سن الخدمة فى الجيش، ويجب أن يقرر إن كان سيتجند أم لا، فهو يعرف أن والدته عربية وأباه يهودى، ويسأل نفسه إلى أين عليه أن يوجه بندقيته؟!.

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرق الموت» بنكهة عربية «فرق الموت» بنكهة عربية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon