توقيت القاهرة المحلي 10:03:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»

  مصر اليوم -

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»

بقلم - جيهان فوزى

حينما دخلت المسلسلات التركية كل بيت عربى كانت تمثل اللغة المفقودة فى الدراما العربية، ولعل مسلسل «نور»، وبطله «مهند» بوسامته اللافتة الذى بُث على قناة MBC عام 2007، كان البداية التى أثارت الغضب والتندر بين الرجال العرب كونه أثار ضجة كبيرة واستحوذ على اهتمام السيدات لأنه عزف على وتر الحرمان والافتقاد للرومانسية التى غابت عن مجتمعاتنا العربية تحت وطأة ضغوط الحياة، وبعد الرواج الكبير الذى لاقاه المسلسل فى أنحاء الوطن العربى بدأت تنهال الدراما التركية لتحل ضيفاً على القنوات الفضائية وبالذات «MBC»، وباتت تشكل دخلاً كبيراً للإنتاج التليفزيونى التركى، بل إن القصر الذى صور فيه مسلسل نور أصبح مزاراً سياحياً للرواد العرب يحصّل من الزائر 200 دولار لدخوله، وكان مثار دهشة المرشدين السياحيين الأتراك هذا الشغف العربى لزيارة القصر الذى يطل على مضيق البسفور أكثر من زيارة الأماكن الأثرية والسياحية التركية.

فجأة ودون سابق إنذار قررت قنوات MBC التوقف عن عرض الدراما التركية دون تمهيد، وأكد المتحدث الرسمى باسم المجموعة، مازن حايك، أنه بموجب قرار شمل منابر إعلامية وقنوات تليفزيونية متعددة فى عدد من البلدان والعواصم العربية، أصبحت الدراما التركية كلياً خارج القنوات المنتمية إلى مجموعة MBC فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع بداية هذا الشهر وحتى إشعار آخر. علل «حايك» أسباب القرار لإتاحة الفرصة لإنتاج المزيد من المحتوى الدرامى الخليجى والعربى النوعى وعرضه على مختلف الشاشات العربية بأسرع وقت ممكن، غير أن السبب الحقيقى خلف هذا القرار هو انتباه المعنيين فجأة لأهمية التكاتف على كل المستويات لتحقيق المصلحة العربية العليا! ويجب توقف استعمال القوة العربية الناعمة -أى الإعلام- للترويج لصورة تركيا وجمال معالمها، وإدخالها إلى بيوت الملايين من العرب، فيما هى فى المقابل لها سياسات لا تصبّ بالضرورة فى مصلحة المنطقة العربية. من هنا فالمعاملة ينبغى أن تكون بالمثل. فلمَ علينا أن نقدّم لها خدمة مجانية وأن نُجمّل صورتها؟ على اعتبار أن وقع المحتوى الدرامى أقوى وأكثر استدامة من بعض الحملات الإعلانية والترويجية التى تعتمدها الدول.

القرار تخطى كونه مهنياً أو تجارياً فهو سياسى بامتياز! لكن لماذا الآن؟خاصة أن السياسة التركية تناصب العداء لبعض الدول العربية منذ ثورات الربيع العربى وتتدخل فى شئونها تدخلاً سافراً وكان الأولى بالدول العربية المتعاونة مع تركيا اتخاذ موقف حازم على كافة المستويات حرصاً منها على الأمن القومى العربى فور انتهاج تركيا سياسة الاستعداء والتدخل وإثارة القلاقل والاضطرابات داخل تلك الدول! صحيح أن القوى الناعمة لها تأثير كبير فى توجيه الرأى العام واتجاهات السلوك والتفكير بما فى ذلك تغييب الوعى وتزييف الحقائق، لكن مقاطعة الفن والثقافة لمعاقبة دولة على سلوكها السياسى ليس هو الحل، فقد استطاعت الدراما التركية بذكاء توظيف مزاراتها السياحية ومناطقها الأثرية لتكون مصدر دخل يعود عليها بالملايين رغم ضعف النصوص معظم الأحيان وضحالة المحتوى، لكنها كانت جاذبة للمشاهد العربى لأنها تغذى داخله كل ما يفتقده فى حياته الصعبة ربما لاعتمادها على استعراض الأماكن السياحية وسحر الطبيعة والتفنن فى مزج الرومانسية بمشاكل الواقع. أياً كانت الأسباب والدوافع فإن مثل هذه الخطوات إنما تكرس فى الوعى الجمعى ثقافة الاستبداد والانغلاق، كما أنها تسلب حق المتلقى فى أن يقرر هو ما يشاهده أو العزوف عنه، ومواقفنا من سياسات دول أو كراهيتنا لرموز لا يمنع من التداول الثقافى والمعرفى وأن نضعها ضمن مناهجنا لندرسها، فمثلاً الكاتب التنويرى الفرنسى «فولتير» تطاول على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجاوز فى حق ديننا الحنيف ومع ذلك لم نقلل من تأثيره فى المعرفة والتنوير.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان» الدراما التركية تدفع ثمن سياسات «أردوغان»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon