توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القرار الأممي الصادم..!!

  مصر اليوم -

القرار الأممي الصادم

بقلم - جيهان فوزى

فاجأ موقف الادارة الامريكية فى مجلس الأمن إزاء القرار المقترح من الدول غير دائمة العضوية الاوساط السياسية الدولية, بالنظر إلى أن هذا القرار قد صدر بعد أيام قليلة من التصويت بالرفض على مشروع قرار أمريكى معاكس فى بنوده كافة! لما تضمنه القرار الجديد الذى قدمته الجزائر, سواء من حيث الدعوة المباشرة لوقف إطلاق النار الفورى وفك الارتباط ما بين وقف الحرب والتقدم فى المفاوضات, أو من حيث الدعوة الى ادخال المساعدات دون قيد أو شرط.

فما الذى حدث لكى تبدل الولايات المتحدة موقفها من اسرائيل بهذه السرعة؟! من الواضح أن نجد الاجابة على هذا السؤال بعد ملاحظة اتساع فجوة الخلاف بينهما, فقد كانت الخلافات بين رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى جو بايدن فى الأسابيع الأخيرة, تتدحرج مثل كرة الثلج على خلفية رؤية كل منهما ليسير العمليات العسكرية فى غزة, وصولا إلى الاحتكاك المباشر بين تل أبيب وواشنطن, وقد تراكمت خلال الفترة القليلة الماضية جملة من المؤشرات التى تدلل على أن تصاعد الخلاف نحو صدام سياسى هادئ أصبح أمراً محتمل الوقوع, ومن هذه المؤشرات الموقف الأمريكى الذى انتقل من وضع الاشتراطات على اجتياح رفح, إلى رفض فكرة الاجتياح أصلا سواء بشروط أو بدون شروط, ومنها أيضا إعلان وزيرة الخارجية الكندية إمتناع بلادها عن تصدير الأسلحة الفتاكة إلى اسرائيل بناءا على قرار من مجلس العموم الكندى, ثم لحقها التهديدات البريطانية واليابانية باتخاذ موقف مشابه للإجراء الكندى. ومن المفهوم حتماً أن هذه الأطراف الثلاثة هى أقرب العواصم الحديثة لواشنطن, وأكثرها إنصياعا للسياسة الأمريكية على المستوى الدولى, وبالتالى فإنه من غير المقنع أن تكون هذه العواصم قد تجرأت على اتخاذ مثل هذه المواقف دون توجيه من واشنطن, وهذا يعنى أن الولايات المتحدة باتت تبدى حزماً أكثر وضوحاً تجاه الحكومة الاسرائيلية, بهدف ثنيها عن السياسة المتهورة التى يقودها نتنياهو, وبالتالى إرغامه على النزول من فوق الشجرة.

لقد كان صدور هذا القرار بمثابة صفعة على وجه حكومة الحرب الاسرائيلية, لأنه يشير أولا إلى تحول أمريكى جاد وللمرة الأولى منذ بدء الحرب تجاه سياسات اسرائيل, وثانياً لأنه يشجع العالم كله على توجيه أصبع الإتهام إلى اسرائيل ما ينذر بإجراءات عقابية فى المستقبل, وثالثاً لأنه يحفز الانقسامات الداخلية, ويشجع المعارضة على إتهام نتنياهو بعزل اسرائيل عن العالم وحتى عن أقرب حلفائها وهذا ما حدث بالفعل عندما هاجم "يائير لابيد" رئيس الوزراء السابق نتنياهو واتهمه بالمسئولية عن إتساع فجوة الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة. وفى هذا السياق فان إستقالة الوزير "جدعون ساعر" من الحكومة تمثل حلقة فى سلسلة إضعاف موقف نتنياهو واستمراره فى الحكم بعد قرار مجلس الأمن, كما سنجد أيضاً تصاعد فى حراك الشارع الاسرائيلى وإحتجاجاته ضد نتنياهو, وخاصة بعد توجه ذوى الأسرى إلى مطالبة بايدن بالضغط على نتنياهو لمنح الأولوية للافراج عن أبنائهم, بعد تأكدهم من تجاهل نتياهو لهذا الملف المهم والأساسى بالنسبة لهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرار الأممي الصادم القرار الأممي الصادم



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon