توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة وتحديات ما بعد الحرب

  مصر اليوم -

غزة وتحديات ما بعد الحرب

بقلم - جيهان فوزى

ماذا ينتظر قطاع غزة من تحديات بعد الحرب؟ سؤال يبدو معقداً فى ظل الحرب الدائرة التى لم تحط أوزارها بعد، والمتواصلة منذ أكثر من نصف عام، ففى أحدث تقرير دولى يشير إلى أن قطاع غزة بات منطقة منكوبة غير قابلة للحياة، فإزالة الأنقاض ومخلفات الحرب وإعادة الإعمار، تحتاج إلى سنوات إذ إن حجم الدمار الهائل الذى خلفته الحرب، يفوق دمار مدينة برلين الألمانية فى الحرب العالمية الثانية والتى استمرت خمس سنوات.

الملفات الصعبة والشائكة التى تنتظر غزة فى اليوم التالى من الحرب، لا تتعلق بإعادة الإعمار فقط، لكنها تحتاج إلى حلول جذرية لمأساة الفلسطينيين الممتدة منذ نحو 75 عاماً، ويعانى سكان قطاع غزة على نحو خاص من تبعاتها، بفرض الحصار والعزلة والانقسام والإهمال.

أحد هذه الملفات التى لا تقل أهمية عن إعادة الإعمار، هو التأثيرات النفسية الخطيرة للحرب الدائرة فى غزة على سكانها، وهناك تقارير عديدة تشير إلى المواطنين الذين يعانون أعراضاً نفسية متعددة من آثار الصدمة والفقدان، خاصة هؤلاء الذين فقدوا أعزاء من عائلاتهم خلال عمليات القصف الإسرائيلية. ومن المؤكد أن الحرب الدائرة فى غزة، ستكون لها آثار نفسية هائلة ومؤلمة على سكان القطاع، وهذه الآثار ستمتد لفترة طويلة مع هؤلاء حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية.

الوضع الحالى فى غزة من فقدان للمأوى والمأكل والحياة الكريمة يجعل من توافر الصحة النفسية نوعاً من الرفاهية، إذ إن الصحة النفسية تتطلب بالأساس حالة من الاستقرار وتوافر حياة هادئة، حيث تشير التقارير إلى أن التداعيات النفسية للحرب فى غزة امتدت من المواطنين العاديين إلى الطواقم الطبية والعاملين فى المجال الصحى، إذ إن هؤلاء يعانون بشدة من المشاهد المروعة التى يرونها خلال أدائهم لعملهم، مثل مشاهد الدماء والأشلاء، ويمثل الأطفال الشريحة الأكثر معاناة من ضمن سكان غزة، فقد أظهر العديد من المقاطع المصورة كثيرين منهم وهم يرتعدون خوفاً بعد تعرض منازل أهاليهم للقصف، ويرى مختصون ومعالجون نفسيون أن آثار الصدمة على الأطفال قد تستمر وقتاً طويلاً قبل أن تظهر على حياتهم.

وبينما تسعى أطراف عربية ودولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، أملاً فى أن يمنح المدنيين هناك بعضاً من الأمان، تشكل الذخائر غير المنفجرة العالقة فى أرض القطاع وحطام مبانيه أزمة شديدة الخطورة، فقد تحدث منوجو بيرش، رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام UNMASS فى فلسطين، عن حجم أزمة القنابل غير المنفجرة فى غزة جراء الحرب الدائرة قائلاً: «لم نرَ شيئاً كهذا منذ آخر حرب كبرى فى أوروبا»؟! فقطاع غزة ليست به حقول ألغام، لكن به كميات كبيرة من الذخائر غير المنفجرة التى قد تحتاج إلى سنوات لإزالتها بطريقة آمنة بالإضافة إلى مليارات الدولارات، حيث تم إسقاط 45 ألف قنبلة خلال التسعة والثمانين يوماً الأولى من الحرب أى نحو 505 قنابل يومياً. فما بالنا باليوم الخامس بعد المائتين؟! وبحسب «واشنطن بوست»، فإن العديد من القنابل التى يعتقد أنها استخدمت فى غزة مصممة بحيث لا تنفجر عند ملامستها، لكنّ بها فتيلاً يسمح لها بالانفجار تحت الأرض أو داخل المبانى، وقد يكون من الصعب تحديد موقع مثل هذه الذخائر، كما أن العديد من الأسلحة التى يقول المحللون إنها استخدمت فى غزة، بما فى ذلك الفوسفور الأبيض، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه.

لقد شردت الحرب ما يقدر بنحو 80% من سكان غزة، وإعادة هؤلاء النازحين إلى أحيائهم ستكون مهمة شديدة الصعوبة، إذ تمت تسوية المبانى بالأرض أو أصبحت غير سليمة من الناحية الهيكلية، كما دمرت البنية التحتية بما فى ذلك موارد المياه ومنشآت الصرف الصحى، والخدمات الصحية.

قطاع غزة مقبل على تحديات قاسية وشديدة التعقيد، وهو بحاجة ملحة إلى تدخل أممى ودولى سريع لإعادة استنهاضه من جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وتحديات ما بعد الحرب غزة وتحديات ما بعد الحرب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon