توقيت القاهرة المحلي 20:05:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العاروري» طلبها فنالها.. ومخطط التهجير لن يتحقق

  مصر اليوم -

«العاروري» طلبها فنالها ومخطط التهجير لن يتحقق

بقلم - جيهان فوزى

طلب الشهادة، فنالها.. عملية اغتيال كرتونية صورتها إسرائيل على أنها النصر المبين، لم تكن عملية الاغتيال نتيجة لإمكانات الموساد الذكية، ولا معلومات استخبارية دقيقة، بعدها انقضت على الهدف، بل كان الهدف سهلاً، مكانه معروف، يتنقل على مرأى الجميع، لم يبذل الموساد أى جهد لاقتناصه، ولن تحصل إسرائيل على صورة النصر التى تتمناها من حربها الضروس على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر.

رغم شعور الإسرائيليين بالزهو والانتصار لاغتيال القائد «صالح العارورى» نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى مكتبه بالضاحية الجنوبية فى بيروت، إلا أن هذا الانتصار زائف، ولن يحقق الهدف المنشود بكسر إرادة المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية، سياسة الاغتيالات للقيادات الفلسطينية أسلوب قديم ينتهجه الاحتلال الإسرائيلى، فلم يكن العارورى الأول، ولن يكون الأخير.

اغتالوا من قبله الشيخ أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسى، وصلاح شحادة، ويحيى عياش، وغيرهم من قيادات حركة حماس، كما اغتالوا الرئيس ياسر عرفات، وأبوعلى مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فهل أفل نجم المقاومة وولت أدبارها؟ الإجابة لا.

المقاومة الفلسطينية مستمرة، هى فكرة راسخة متجذرة فى الوعى الفلسطينى، وليست أشخاصاً يستشهدون، ويختفون من المشهد باغتيالهم من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

لطالما اعتبر الشيخ صالح العارورى نفسه «مشروع شهيد» يسير على قدمين، كان يتمنى الشهاده، فتحققت أمنيته، كما ذكرت والدته وهى تتحدث بثبات ورباطة جأش بعد تلقيها خبر استشهاده، لم تتشح بالسواد، ولم تلطم خديها، كانت هادئة مسلمة بقضاء الله وقدره، واعتبرت ولدها عريساً يزف إلى السماء، وقد نال ما كان يتمناه!

تجاهر إسرائيل ولا تخفى نواياها بالقضاء على قيادات المقاومة الفلسطينية، فقد تعودت على تلقى الدعم مع كل عملية اغتيال جبانة تنفذها، أو اختراق لسيادة الدول التى تكون مسرح عملياتها، حيث لا أحد يجرؤ على محاسبتها، أو إدانة عملياتها الإجرامية المناهضة للقانون الدولى، وحقوق الإنسان، التى أصبحت مصطلحات لا تعبر عن مضمونها بالنسبة للفلسطينيين، ولم تعد تستوقفهم، بعد أن يئسوا من ازدواجية معايير المجتمع الدولى، والكيل بمكيالين.

وكما لا تخفى إعلانها عن خطط اغتيال القيادات الفلسطينية، لا تخفى مجاهرتها بمخططات التهجير القسرى لسكان قطاع غزة، تحت مسمى «الهجرة الطوعية»، وهو مفهوم مضلل عارٍ عن الحقيقة، إسرائيل تدفع الفلسطينيين دفعاً للهجرة، بتيئيسهم وإفقادهم كل مقومات الحياة، عن طريق فرض الحصار ومنع دخول المساعدات الإغاثية من وقود ودواء وغذاء.

وشن الغارات والقصف المدفعى المتواصل على المربعات السكنية وإبادة أحياء بالكامل، والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والاعتقال والقتل الممنهج، ورغم ذلك يواجه الفلسطينى مخططاتهم بالصمود والثبات، التصريحات الإسرائيلية المتواترة سواء من غلاة اليمين الصهيونى المتطرف من وزراء فى حكومة نتنياهو مثل بن غفير وسموترتش ووزيرة الهجرة، أو أعضاء فى الكنيست (البرلمان)، تأتى كاشفة لمخطط التهجير، والإصرار عليه، ومنها تتبلور سيناريوهات تنفيذه بدقة!

فإذا كانت سياسة الاغتيال للقيادات الفلسطينية لن تكون مؤثرة، أو ناجزة، فإن مخطط التهجير لا يزال قائماً، وهو الخيار الأفضل والأمثل لإسرائيل، ويجهز له بمساعٍ حثيثة، بل بدأت تبحث هذا السيناريو مع دول مثل الكونغو وكندا وأستراليا ونيوزيلندا لاستيعاب عدد من الفلسطينيين وفق الظروف المواتية؟!

ورغم معارضة المجتمع الدولى والإدارة الأمريكية، ورفضهم مناقشة سيناريوهات من هذا النوع، كما يعلن مسئولون أمريكيون وغربيون، واعتبارها خطاباً تحريضياً.

إلا أن إسرائيل ماضية فى مخططها دون أن تأبه بالمحاذير الأمريكية، أو الأوروبية، مرتكنة إلى سياسة الأمر الواقع، فهناك ما يقارب من مليون و900 ألف فلسطينى نزحوا من بيوتهم إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة المتاخمة للحدود مع مصر، ما يعكس خطورة الأوضاع الأمنية التى تدعم فرض التهجير القسرى، تحت وطأة القصف والاستهداف المباشر للنازحين.

تتعامل إسرائيل مع معضلة «غزة فى اليوم التالى من الحرب»، بتخبط وارتباك شديدين، يظهر ذلك من خلال سلسلة من المتوازيات المطروحة، الاغتيال لقيادات المقاومة بعد أن فشلت فى تحقيق أى انتصار يعزز أهدافها المعلنة كتحرير الأسرى، والقضاء على حركة حماس والمقاومة المسلحة، ومضيها قدماً فى مخطط تهجير سكان غزة إلى دول الجوار وبعض دول العالم، والتخطيط لإقامة منطقة عازلة داخل القطاع والإبقاء على سيطرتها العسكرية فيه، احتلال محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر وإنشاء جدار إلكترونى ذكى.

كل هذه الأفكار فشلت، وكتبت فصول نهايتها قبل أن تبدأ، أولاً بالصمود الأسطورى للفلسطينيين، الذين ضربوا مثالاً عظيماً فى الصبر والتحمل والتضحية بالغالى والنفيس، والإصرار على البقاء ورفض النزوح، ثانياً سياسة الاغتيالات مهما عظم قدر المستهدف لم يغير من واقع وجود المقاومة، ولم يؤثر على تماسكها أو يغير من استراتيجيتها، فإذا تعثرت تنهض أقوى وأشد.

ثالثاً المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية رغم التواطؤ والدعم لكل أشكال الإجرام الإسرائيلى، يظل هناك خطوط حمراء لن يُسمح بتجاوزها، حتى لو تقاطعت المصالح والأهداف، وأخيراً سيظل مخطط التهجير وتطهير غزة من سكانها حلماً ليس بعيد المنال فقط، بل لن يتحقق إلا فى خيال الاحتلال الإسرائيلى المريض والمهووس بوهم اسمه «من النيل إلى الفرات».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العاروري» طلبها فنالها ومخطط التهجير لن يتحقق «العاروري» طلبها فنالها ومخطط التهجير لن يتحقق



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon