توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«قادة إسرائيل».. أقدامنا فوق القانون والقرارات الدولية

  مصر اليوم -

«قادة إسرائيل» أقدامنا فوق القانون والقرارات الدولية

بقلم - جيهان فوزى

لا تعبأ إسرائيل بأى قوانين دولية أو قرارات أممية تُتخذ ضد سياستها العدوانية بحق الشعب الفلسطينى، وتعتبر نفسها فوق القانون بكل استعلاء وصفاقة وازدراء وعجرفة، لا يهمها ما يصدر من قرارات ضدها، تردع جموح الانتقام وشهوة القتل والتدمير، طالما أن هناك مَن يدافع عنها بكل الجنون الذى تمارسه، فيجد لها المبررات، ويمنع عنها العقوبات الدولية، ويفشل أى قرارات تدينها أو تحاول ردعها وتقويضها، فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها يقفون بالمرصاد لأى ضرر قد تتعرض له إسرائيل ومن أى جهة كانت.

يوم الجمعة الماضي أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً يقضى بإلزام إسرائيل بوقف هجومها العسكرى على رفح فوراً، لما ينطوى عليه ذلك من مخاطر على السكان وما يشكله من تهديد مباشر على حياة المدنيين التى تكتظ بهم المدينة، فسارعت إسرائيل بالرد بتكثيف الغارات فى وسط المدينة والقصف العنيف بسلسلة من الأحزمة النارية التى حولت سماء رفح إلى ضباب أسود، ارتكبت خلالها عدداً من المجازر، راح ضحيتها عشرات المدنيين من الأطفال والنساء، فى مخالفة صريحة لما وعد به «نتنياهو» بشن عملية نظيفة لن تُسقط مدنيين فى حال دخول جيش الاحتلال الإسرائيلى مدينة رفح.

إسرائيل بذلك تُخرج لسانها لمحكمة العدل الدولية لتؤكد أنها فوق القانون، ولن تلتزم بتنفيذ أى قرار يصدر عنها. وهذا يعني فى نظر القانون الدولى أن إسرائيل دولة مارقة، لا تحترم القانون الدولى ولا محكمة العدل الدولية، أرفع محكمة فى العالم والتى أنشئت أصلاً على يد الغرب من أجل العدالة وعدم إفلات الجناة من العقاب. وحتى لو واتت الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرش» الشجاعة وحمل قرار محكمة العدل الدولية إلى مجلس الأمن بهدف استصدار قرار يلزم إسرائيل، فإنه من غير المتوقع أن تستجيب حكومة نتنياهو، هذا إذا سمحت الإدارة الأمريكية بتمرير مثل هذا القرار دون إشهار «الفيتو» فى وجهه.

وما يزيد الأمور سوءاً استعداد الكونجرس الأمريكى لمناقشة قرار يقضى بفرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية بعد اتهامهم باللاسامية والتحيز ضد إسرائيل.

أما على الجانب الآخر من الأطلسى، فإن العواصم الأوروبية الأهم مثل لندن وباريس وبرلين ما زالت تتواطأ مع إسرائيل علناً وسراً، وتلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بسلوك إجرامى إسرائيلى يشكل فضيحة دولية إذا ما ارتكب من طرف آخر غير إسرائيل. والمهم هنا أن الاطمئنان إلى قوة ردع دولية قانونية ضد السلوك الإسرائيلى هو أمر غير وارد، خاصة إن لم يترافق مع ضغوط إسرائيلية داخلية، وضغوط سياسية دولية من الخارج، وعلى الأرجح فإن «نتنياهو» قد تقدم بمبادرته الجديدة للعودة إلى المفاوضات بهدف امتصاص الجبهتين المتصاعدتين ضده داخل إسرائيل وخارجها، مع أن هناك مَن يعتقد أن هذه المبادرة ليست مناورة بقدر ما هى مخرج من أزمة خانقة تعيشها إسرائيل بفعل انعدام أى إنجاز للحرب، مقابل التصدع الحاصل فى مجلس الحرب الإسرائيلى، والشرخ الذى يزداد عمقاً بين الشارع والحكومة.

وفى كل الأحوال، فإنه من غير المستبعد أن تبدأ المفاوضات خلال الأيام المقبلة دون تعليق آمال كبيرة عليها، لكنها ستكون مختلفة عن الجولات السابقة، من حيث أهميتها فى توفير الظروف الملائمة لاستقرار الحكم فى إسرائيل أو لسقوطه على حد سواء، فإذا ما اكتشف الثلاثى جانتس وجالانت وإيزنكوت ومعهم الرأى العام الإسرائيلى أن «نتنياهو» يستخدم المفاوضات للمناورة لكسب مزيد من الوقت، فتلك ستكون نهاية مجلس الحرب وعزلة «نتنياهو» الكاملة واشتعال الغضب الشعبى المتزايد، واندفاعه إلى إسقاط الحكومة برمتها.

أما إذا شهدت المفاوضات تقدماً جدياً وموثوقاً فإن ذلك سيعطى «نتنياهو» فرصة ثمينة لإعادة تنظيم تحالفاته الداخلية، وتهدئة الشارع وامتصاص النقمة العالمية، حتى إن كان ذلك إلى حين تشكيل لجان التحقيق المناسبة فى أحداث 7 أكتوبر ومجريات الحرب، ويلاحظ المراقبون أن بينى جانتس قد تقدم إلى مجلس الحرب بمشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق بشأن 7 أكتوبر لكنه أضاف إلى اختصاصاتها التحقيق فى مجرى العمليات الإسرائيلية وجدواها وفاعليتها خلال الأشهر الثمانية الماضية وتحديد أسباب العجز عن تحقيق الأهداف المرسومة لها، على الرغم من كل الإمكانيات الهائلة التى وظفت فى الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قادة إسرائيل» أقدامنا فوق القانون والقرارات الدولية «قادة إسرائيل» أقدامنا فوق القانون والقرارات الدولية



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon