توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة؟

  مصر اليوم -

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة

بقلم - جيهان فوزى

فى تقييم استخباراتى أمريكى جديد، أشارت إليه قناة الحرة ويحمل اسم «التهديد السنوى لعام 2024»، يبدى شكوكاً ويكشف عن مخاوف، بشأن ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيبقى فى السلطة أم لا؟ وسط تحذيرات من خطر يحيط بالائتلاف اليمينى فى إسرائيل، وفى وقت تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات فى الشارع الإسرائيلى، ليس فقط من أهالى الأسرى، وإنما امتدت إلى فئات أخرى من المجتمع الإسرائيلى. فيما تعمقت حالة عدم الثقة فى قدرة نتنياهو على الحكم لدى الإسرائيليين من مستوياتها المرتفعة قبل الحرب، بحسب التقرير الأمريكى الذى يتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة نتنياهو، وإجراء انتخابات جديدة.

فقد بدا واضحا أن هناك اتجاها فى الشارع الإسرائيلى بدأ يتشكل ويرغب فى التغيير، ويتفق ذلك مع ما يراه المحللون الإسرائيليون بأن التغيير قادم لا محالة، فى ظل الأزمات الكبيرة التى بدأت تؤثر على تركيبة الائتلاف الحكومى، والانقسامات داخل حزب الليكود نفسه، إذ يتسم الوضع العام فى إسرائيل بـ«غياب الثقة فى نتنياهو»، حيث تشير أحدث استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى إلى استمرار تراجع شعبية نتنياهو، وحزبه الليكود، وأن حزب معسكر الدولة بزعامة «بينى جانتس» المرشح الأوفر حظاً لاحتلال الصدارة فى أى انتخابات تجرى اليوم.

فمن بين الأزمات العديدة التى تعصف بإسرائيل، تبرز الآن أزمتان خطيرتان، باعتبارهما تمثلان تهديداً وشيكاً للسلام المجتمعى واستقرار الحياة السياسية. الأولى تتعلق بقرار المحكمة العليا فى إسرائيل المصاغ من بندين: الأول يقضى بإلزام طلاب المدارس الدينية بالتجنيد فى الجيش، والثانى يتعلق بإلغاء المخصصات والموازنات المقررة سنوياً لصالح المعاهد والمدارس الدينية، وإلغاء كل الامتيازات الممنوحة لها. لذا تشكل هذه الأزمة ضربة موجعة للنظام التمييزى فى إسرائيل لصالح اليهود المتشددين، أو ما يطلق عليهم «الحريديم»، ويبدو أن احتياجات الحرب قد نسفت لدى أغلبية الرأى العام الإسرائيلى المكانة التى احتلتها المؤسسة الدينية تحت وطأة الدفع بأعداد جديدة للتجنيد والمشاركة فى الحرب، حيث تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه بداية هذا الشهر سيكون هناك ستون ألفاً قد استوفوا شروط تجنيدهم باعتبارهم بلغوا السن القانونية، ومن بين هؤلاء سبعة عشر ألفاً من الحريديم، أى ما يقارب ثلث المرشحين للانضمام إلى الجيش، وهذا الرقم يعكس الحد الذى وصلت إليه نقمة الرأى العام، خاصة فى الأوساط الليبرالية، على ذلك الامتياز الممنوح للحريديم، بالامتناع عن الخدمة فى الجيش. وتتوقع أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية أن نتنياهو قد يجد هامشاً لتجاوز قرار المحكمة العليا فيما يتعلق بالمخصصات والموازنات الممنوحة للمدارس الدينية، وربما يماطل فى تنفيذ هذا القرار الملزم، لكنه لن يستطيع الالتفاف على قرار التجنيد، خاصة أن المستشارة القضائية للحكومة، التى لعبت دوراً حاسماً فى صدور قرار المحكمة العليا، كانت قد أكدت بأنها ستتابع هذا الملف يوماً بيوم، وستلزم الشرطة العسكرية باتخاذ الإجراءات الضرورية لتجنيد الحريديم وفق القانون، وهذا يؤكد حتمية المواجهة بين المؤسسة الدينية وأجهزة الدولة، والأخطر أن ذلك سيدفع بالصراع بين الاتجاه الليبرالى العام فى إسرائيل، والاتجاه الأصولى التوراتى الذى لا يخفى عداءه الشرس للجيش، وكل ما يرتبط به من سلوكيات يعتبرها الحريديم مخالفة للشريعة.

أما بالنسبة للأزمة الثانية فهى وإن كانت قد بدأت منذ أشهر، فإنها قد استعرت الآن بعد أن اتسع نطاق احتجاجات ذوى الأسرى، وانضمت شرائح مجتمعية جديدة لهم، وصلت إلى قناعة بأن نتنياهو لا يرغب، ولا يستطيع إنقاذ أبنائهم من الأسر، وتحول موقفهم الآن من ضرورة الضغط على نتنياهو لإبرام الصفقة المطلوبة، إلى التحرك الجاد للإطاحة به، والاتجاه نحو انتخابات مبكرة، تأتى بحكومة جديدة تنقذ أبناءهم وتخلص إسرائيل من مأزق الحرب الطويلة وغير المجدية. غير أنه وبحنكته المعهودة يحاول نتنياهو اللعب على حبال التناقضات ما بين اليمين واليسار، أو ما بين العلمانى والمتدين، أو ما بين العقلانى والمتطرف، وقد نجح نسبياً حتى الآن فى اللعب على تلك التناقضات، أما بعد ازدياد تلك التناقضات، واتساع رقعتها، بل وتعددت اتجاهاتها، فقد بات من المشكوك فيه أن تنقذه براعته فى كل مرة من المصير الذى يخشاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon