توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة؟

  مصر اليوم -

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة

بقلم - جيهان فوزى

فى تقييم استخباراتى أمريكى جديد، أشارت إليه قناة الحرة ويحمل اسم «التهديد السنوى لعام 2024»، يبدى شكوكاً ويكشف عن مخاوف، بشأن ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيبقى فى السلطة أم لا؟ وسط تحذيرات من خطر يحيط بالائتلاف اليمينى فى إسرائيل، وفى وقت تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات فى الشارع الإسرائيلى، ليس فقط من أهالى الأسرى، وإنما امتدت إلى فئات أخرى من المجتمع الإسرائيلى. فيما تعمقت حالة عدم الثقة فى قدرة نتنياهو على الحكم لدى الإسرائيليين من مستوياتها المرتفعة قبل الحرب، بحسب التقرير الأمريكى الذى يتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة نتنياهو، وإجراء انتخابات جديدة.

فقد بدا واضحا أن هناك اتجاها فى الشارع الإسرائيلى بدأ يتشكل ويرغب فى التغيير، ويتفق ذلك مع ما يراه المحللون الإسرائيليون بأن التغيير قادم لا محالة، فى ظل الأزمات الكبيرة التى بدأت تؤثر على تركيبة الائتلاف الحكومى، والانقسامات داخل حزب الليكود نفسه، إذ يتسم الوضع العام فى إسرائيل بـ«غياب الثقة فى نتنياهو»، حيث تشير أحدث استطلاعات الرأى العام الإسرائيلى إلى استمرار تراجع شعبية نتنياهو، وحزبه الليكود، وأن حزب معسكر الدولة بزعامة «بينى جانتس» المرشح الأوفر حظاً لاحتلال الصدارة فى أى انتخابات تجرى اليوم.

فمن بين الأزمات العديدة التى تعصف بإسرائيل، تبرز الآن أزمتان خطيرتان، باعتبارهما تمثلان تهديداً وشيكاً للسلام المجتمعى واستقرار الحياة السياسية. الأولى تتعلق بقرار المحكمة العليا فى إسرائيل المصاغ من بندين: الأول يقضى بإلزام طلاب المدارس الدينية بالتجنيد فى الجيش، والثانى يتعلق بإلغاء المخصصات والموازنات المقررة سنوياً لصالح المعاهد والمدارس الدينية، وإلغاء كل الامتيازات الممنوحة لها. لذا تشكل هذه الأزمة ضربة موجعة للنظام التمييزى فى إسرائيل لصالح اليهود المتشددين، أو ما يطلق عليهم «الحريديم»، ويبدو أن احتياجات الحرب قد نسفت لدى أغلبية الرأى العام الإسرائيلى المكانة التى احتلتها المؤسسة الدينية تحت وطأة الدفع بأعداد جديدة للتجنيد والمشاركة فى الحرب، حيث تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه بداية هذا الشهر سيكون هناك ستون ألفاً قد استوفوا شروط تجنيدهم باعتبارهم بلغوا السن القانونية، ومن بين هؤلاء سبعة عشر ألفاً من الحريديم، أى ما يقارب ثلث المرشحين للانضمام إلى الجيش، وهذا الرقم يعكس الحد الذى وصلت إليه نقمة الرأى العام، خاصة فى الأوساط الليبرالية، على ذلك الامتياز الممنوح للحريديم، بالامتناع عن الخدمة فى الجيش. وتتوقع أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية أن نتنياهو قد يجد هامشاً لتجاوز قرار المحكمة العليا فيما يتعلق بالمخصصات والموازنات الممنوحة للمدارس الدينية، وربما يماطل فى تنفيذ هذا القرار الملزم، لكنه لن يستطيع الالتفاف على قرار التجنيد، خاصة أن المستشارة القضائية للحكومة، التى لعبت دوراً حاسماً فى صدور قرار المحكمة العليا، كانت قد أكدت بأنها ستتابع هذا الملف يوماً بيوم، وستلزم الشرطة العسكرية باتخاذ الإجراءات الضرورية لتجنيد الحريديم وفق القانون، وهذا يؤكد حتمية المواجهة بين المؤسسة الدينية وأجهزة الدولة، والأخطر أن ذلك سيدفع بالصراع بين الاتجاه الليبرالى العام فى إسرائيل، والاتجاه الأصولى التوراتى الذى لا يخفى عداءه الشرس للجيش، وكل ما يرتبط به من سلوكيات يعتبرها الحريديم مخالفة للشريعة.

أما بالنسبة للأزمة الثانية فهى وإن كانت قد بدأت منذ أشهر، فإنها قد استعرت الآن بعد أن اتسع نطاق احتجاجات ذوى الأسرى، وانضمت شرائح مجتمعية جديدة لهم، وصلت إلى قناعة بأن نتنياهو لا يرغب، ولا يستطيع إنقاذ أبنائهم من الأسر، وتحول موقفهم الآن من ضرورة الضغط على نتنياهو لإبرام الصفقة المطلوبة، إلى التحرك الجاد للإطاحة به، والاتجاه نحو انتخابات مبكرة، تأتى بحكومة جديدة تنقذ أبناءهم وتخلص إسرائيل من مأزق الحرب الطويلة وغير المجدية. غير أنه وبحنكته المعهودة يحاول نتنياهو اللعب على حبال التناقضات ما بين اليمين واليسار، أو ما بين العلمانى والمتدين، أو ما بين العقلانى والمتطرف، وقد نجح نسبياً حتى الآن فى اللعب على تلك التناقضات، أما بعد ازدياد تلك التناقضات، واتساع رقعتها، بل وتعددت اتجاهاتها، فقد بات من المشكوك فيه أن تنقذه براعته فى كل مرة من المصير الذى يخشاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة هل يصمد نتنياهو أمام العاصفة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon