توقيت القاهرة المحلي 10:18:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تباينات اتفاق الهدنة.. من يفرض شروطه؟

  مصر اليوم -

تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه

بقلم - جيهان فوزى

«الاستسلام» كلمة لا تعرفها المقاومة الفلسطينية، وقد ظهر ذلك واضحاً منذ اللحظة الأولى التى قرّرت فيها حركة حماس وجناحها العسكرى «كتائب القسام» انطلاق شرارة البدء فى السابع من أكتوبر الماضى، لإنهاء مرحلة الذل والعزلة والحصار والأزمات السياسية والاقتصادية التى عصفت بقطاع غزة منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، أداء القتال والتنظيم والاستبسال الذى أظهرته فصائل المقاومة فى المعارك مع جيش الاحتلال، والتضحيات التى قدّمها الشعب الفلسطينى، لا يمكن التنازل عنها بسهولة مع ما تطالب به إسرائيل لوقف الحرب على غزة.

الفجوة لا تزال كبيرة بين إسرائيل وحركة حماس، مفاوضات تكسير العظم والندية بين الطرفين تجعل جسر الهوة بينهما أمراً فى غاية الصعوبة، «نتنياهو» يريد أى صورة انتصار تنقذ مستقبله السياسى، وتُرضى غرور اليمين العنصرى المتطرّف فى حكومته (بن غفير وسموتريتش)، و«حماس» ترفض أى إملاءات لا ترقى لحجم التضحيات التى قدمها سكان قطاع غزة، تُنهى المعاناة والحصار المضروب عليهم منذ سنين، مع ضمانات دولية بعدم شن حروب أخرى فى المستقبل.

إسرائيل تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى وتهدّد جدياً باجتياح رفح والدخول فى عملية عسكرية كبيرة، فى منطقة لا تتجاوز 60 كيلومتراً مربعاً، مكتظة بالنازحين، الذين تجاوز عددهم مليوناً و500 ألف مواطن، وذلك بهدف الضغط على «حماس» وانصياعها لشروط إسرائيل فى التفاوض، مما يعنى ارتكاب أكبر مجزرة فى تاريخ الحروب.

لقد صدّق نتنياهو بالفعل على العملية العسكرية، فى تحدٍّ سافر للإرادة الأمريكية والدولية ومصر، الذين يرفضون الاجتياح العسكرى لرفح، لما يحمل من مخاطر كارثية لن تبقى ولن تذر، فالأمر خطير ولا يحتمل ميوعة المواقف، ولا أستبعد على الوحش الكامن داخل نتنياهو من الانتقام الذى يتلبسه ويُنفذ تهديده، رغم أنه لم يتمكن من الانتصار فى أى مرحلة من مراحل الحرب البرية التى يخوضها جيش الاحتلال منذ الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الماضى، لم يحقّق فيها أى هدف من أهداف الحرب المعلنة، بل فشل فشلاً ذريعاً، ورغم ذلك يُصر على مواصلة حرب الإبادة بحق الفلسطينيين العزل!

إن صمت الدول الغربية المقيت، وتذبذب الموقف الأمريكى المتواطئ، يعطى «نتنياهو» المتعطش للدماء والقتل، الذريعة والمبرّر لإشباع شهوة الانتقام والمُضى قُدماً فى ما عقد العزم عليه، صاماً أذنيه عن التحذيرات التى يطلقها العالم ضد هذه القرارات الخرقاء، والمدعومة من أعضاء حكومته الصهيونية المتطرّفة، ومنظمة «إيباك» اليهودية الأمريكية، التى تقف سداً منيعاً أمام بايدن إذا ما فكر فى اتخاذ أى موقف من شأنه أن يُسفر عن إجراءات أمريكية جادة، تكبح جماح نتنياهو وجنون اليمين المتطرف فى إسرائيل، لإيقاف الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه تباينات اتفاق الهدنة من يفرض شروطه



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 22:57 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025
  مصر اليوم - رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه محمد رمضان 2025

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon