توقيت القاهرة المحلي 20:47:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين أنت يا هند؟

  مصر اليوم -

أين أنت يا هند

بقلم - جيهان فوزى

صوتها المذعور المشوش عبر التسجيل الصوتى، كان آخر ما سمعته والدتها قبل أن تفقد الاتصال بها. ماذا حدث للطفلة «هند» ذات الستة أعوام؟ أثناء توجه سيارة الإسعاف نحو السيارة، كانت «وسام» والدة هند تتحدث معها عبر الهاتف، سمعت «وسام» بعدها صوت باب السيارة يُفتح ثم فُقد الاتصال.

لقد ذهب المسعفون لنجدتها بعد مكالمة قصيرة مع ابنة عمها «ليان» البالغة من العمر 15 عاماً، ثم سُمع صوت صراخها، وسط إطلاق نار كثيف من الدبابة التى كانت بالقرب من السيارة التى تقلهم، ثم ساد صمت موحش.لم يتمكن المسعف الذى كان يتواصل مع «ليان» من معرفة ما حدث لها، فذهبت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطينى إلى المكان الموجودين فيه، بعد أخذ الموافقة الأمنية من جيش الاحتلال.

وحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف ماذا حدث مع «هند» أو مع طاقم الإسعاف؟ هل فرغت بطارية الهاتف؟ أم تم قطع الاتصال؟ أم تم قصفهم؟الطفلة «هند رجب» الناجية الوحيدة بعد مقتل «ليان» ووالديها وثلاثة من أشقائها الذين كانوا معها فى السيارة، لغز محير ترفض إسرائيل الإفصاح عن تفاصيله أو فك رموزه، وتزعم أنها ما زالت تتحقق من الحادث، الذى وقع فى 29 من الشهر الماضى!

والدة «هند» يقتلها الرعب والقلق، خوفا على ابنتها، لكن يحدوها الأمل فى كل ساعة تمر منذ اختفائها فى عودتها، تنتظرها فى مستشفى المعمدانى فى غزة، الذى لجأت إليه ظناً منها أنه أكثر أمناً، بعد أن طلب منهم جيش الاحتلال مغادرة أماكن نزوحهم، كل يوم يمر على والدة «هند» كأنه دهر، تحمل ملابسها فى انتظار عودتها فى أى وقت.منذ الحادثة يحاول الهلال الأحمر الفلسطينى التواصل مع جيش الاحتلال، لمعرفة ما جرى، لكن لم يعطهم إجابة واضحة، الأسئلة كثيرة والغموض يحيط بالحادث؟ هل قتلوا؟ هل تم اعتقالهم؟ أين ذهبوا؟ لا إجابات تخفف قلق الأم المكلومة، وتبدد هواجسها، بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الأخبار أو المعلومات فكل يوم يمر هو العذاب بعينه، كل لحظة مليئة بالحزن والقلق.

كم مثل «هند» فى حرب غزة تعرضت لهذا الفزع والرعب؟ كم طفلاً فُقد فى غزة ولا أحد من عائلته يعرف عنه شيئاً؟ وهل ستعود «هند» إلى حضن والدتها حية؟ أم سيفوت الأوان وتصبح جثة هامدة؟ أم أن قصتها ستبقى طى المجهول؟

تتزايد المطالبات بإجابات حول مصير الطفلة «هند» واثنين من موظفى الإسعاف اللذين ذهبا لنجدتها، ففى غزة أصبح كل شىء متوقعاً، تفاصيل الواقع المرير الذى يعيشه المواطنون تفوق الخيال، والقصص اليومية المأساوية لا تنتهى، وجيش الاحتلال يمارس أقسى أنواع العقاب الجماعى، ولا يتردد فى القتل والاعتقال والتدمير، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، عشرة أيام ولا يزال مصير «هند» وطاقم الإسعاف مجهولاً، الاستغاثات بالمجتمع الدولى لا تتوقف، لكن متى كان هناك اهتمام بالمجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق أهل غزة وأطفالها، متى كان لهؤلاء ثمن أو أهمية بالنسبة للغرب؟ نصف الشهداء الذين ارتقوا فى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر هم أطفال، فى تعمد واضح باستهداف الأطفال والنساء، كم من الأطفال استشهدوا، أو فقدوا الأب والأم؟.

«طفل جريح لا أسرة له على قيد الحياة»، عبارة باتت عنوان الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، يرددها المسعفون كل لحظة دون توقف، لوصف ضحايا الحرب، إنها عبارة تصور واقع أطفال تغيرت حياتهم فى بضع ثوان، بما خلّفته الحرب من تأثير مدمر عليهم. لقد حولت الحرب قطاع غزة إلى مقبرة للأطفال، باعتراف «أنطونيو جوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف، وأطباء بلا حدود، وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية التى كانت شاهداً عاجزاً على المجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق الأطفال دون أن يردعها أحد.لكن يظل تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين استشهدوا فى غزة، فى خضم حملة القصف الشرسة، ومع انهيار المستشفيات، والجثث تحت الأنقاض، والأحياء المدمرة، هى مهمة صعبة للغاية.

ويبقى الحديث عن لغز اختفاء «هند»، هو الشغل الشاغل للفلسطينيين حتى ينكشف غموضه، فقد تحولت قضية «هند» إلى «هاشتاج» يجوب أنحاء العالم، فهل تنصاع إسرائيل وتكشف عن الحقيقة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين أنت يا هند أين أنت يا هند



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon