توقيت القاهرة المحلي 10:37:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين أنت يا هند؟

  مصر اليوم -

أين أنت يا هند

بقلم - جيهان فوزى

صوتها المذعور المشوش عبر التسجيل الصوتى، كان آخر ما سمعته والدتها قبل أن تفقد الاتصال بها. ماذا حدث للطفلة «هند» ذات الستة أعوام؟ أثناء توجه سيارة الإسعاف نحو السيارة، كانت «وسام» والدة هند تتحدث معها عبر الهاتف، سمعت «وسام» بعدها صوت باب السيارة يُفتح ثم فُقد الاتصال.

لقد ذهب المسعفون لنجدتها بعد مكالمة قصيرة مع ابنة عمها «ليان» البالغة من العمر 15 عاماً، ثم سُمع صوت صراخها، وسط إطلاق نار كثيف من الدبابة التى كانت بالقرب من السيارة التى تقلهم، ثم ساد صمت موحش.لم يتمكن المسعف الذى كان يتواصل مع «ليان» من معرفة ما حدث لها، فذهبت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطينى إلى المكان الموجودين فيه، بعد أخذ الموافقة الأمنية من جيش الاحتلال.

وحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف ماذا حدث مع «هند» أو مع طاقم الإسعاف؟ هل فرغت بطارية الهاتف؟ أم تم قطع الاتصال؟ أم تم قصفهم؟الطفلة «هند رجب» الناجية الوحيدة بعد مقتل «ليان» ووالديها وثلاثة من أشقائها الذين كانوا معها فى السيارة، لغز محير ترفض إسرائيل الإفصاح عن تفاصيله أو فك رموزه، وتزعم أنها ما زالت تتحقق من الحادث، الذى وقع فى 29 من الشهر الماضى!

والدة «هند» يقتلها الرعب والقلق، خوفا على ابنتها، لكن يحدوها الأمل فى كل ساعة تمر منذ اختفائها فى عودتها، تنتظرها فى مستشفى المعمدانى فى غزة، الذى لجأت إليه ظناً منها أنه أكثر أمناً، بعد أن طلب منهم جيش الاحتلال مغادرة أماكن نزوحهم، كل يوم يمر على والدة «هند» كأنه دهر، تحمل ملابسها فى انتظار عودتها فى أى وقت.منذ الحادثة يحاول الهلال الأحمر الفلسطينى التواصل مع جيش الاحتلال، لمعرفة ما جرى، لكن لم يعطهم إجابة واضحة، الأسئلة كثيرة والغموض يحيط بالحادث؟ هل قتلوا؟ هل تم اعتقالهم؟ أين ذهبوا؟ لا إجابات تخفف قلق الأم المكلومة، وتبدد هواجسها، بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الأخبار أو المعلومات فكل يوم يمر هو العذاب بعينه، كل لحظة مليئة بالحزن والقلق.

كم مثل «هند» فى حرب غزة تعرضت لهذا الفزع والرعب؟ كم طفلاً فُقد فى غزة ولا أحد من عائلته يعرف عنه شيئاً؟ وهل ستعود «هند» إلى حضن والدتها حية؟ أم سيفوت الأوان وتصبح جثة هامدة؟ أم أن قصتها ستبقى طى المجهول؟

تتزايد المطالبات بإجابات حول مصير الطفلة «هند» واثنين من موظفى الإسعاف اللذين ذهبا لنجدتها، ففى غزة أصبح كل شىء متوقعاً، تفاصيل الواقع المرير الذى يعيشه المواطنون تفوق الخيال، والقصص اليومية المأساوية لا تنتهى، وجيش الاحتلال يمارس أقسى أنواع العقاب الجماعى، ولا يتردد فى القتل والاعتقال والتدمير، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، عشرة أيام ولا يزال مصير «هند» وطاقم الإسعاف مجهولاً، الاستغاثات بالمجتمع الدولى لا تتوقف، لكن متى كان هناك اهتمام بالمجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق أهل غزة وأطفالها، متى كان لهؤلاء ثمن أو أهمية بالنسبة للغرب؟ نصف الشهداء الذين ارتقوا فى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر هم أطفال، فى تعمد واضح باستهداف الأطفال والنساء، كم من الأطفال استشهدوا، أو فقدوا الأب والأم؟.

«طفل جريح لا أسرة له على قيد الحياة»، عبارة باتت عنوان الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، يرددها المسعفون كل لحظة دون توقف، لوصف ضحايا الحرب، إنها عبارة تصور واقع أطفال تغيرت حياتهم فى بضع ثوان، بما خلّفته الحرب من تأثير مدمر عليهم. لقد حولت الحرب قطاع غزة إلى مقبرة للأطفال، باعتراف «أنطونيو جوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف، وأطباء بلا حدود، وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية التى كانت شاهداً عاجزاً على المجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق الأطفال دون أن يردعها أحد.لكن يظل تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين استشهدوا فى غزة، فى خضم حملة القصف الشرسة، ومع انهيار المستشفيات، والجثث تحت الأنقاض، والأحياء المدمرة، هى مهمة صعبة للغاية.

ويبقى الحديث عن لغز اختفاء «هند»، هو الشغل الشاغل للفلسطينيين حتى ينكشف غموضه، فقد تحولت قضية «هند» إلى «هاشتاج» يجوب أنحاء العالم، فهل تنصاع إسرائيل وتكشف عن الحقيقة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين أنت يا هند أين أنت يا هند



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon