توقيت القاهرة المحلي 10:32:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غموض الموقف الأمريكي.. وابتزاز نتنياهو

  مصر اليوم -

غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو

بقلم - جيهان فوزى

فى العلم العسكرى، فإن الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة عملياً فى نهايتها، لكن حكومة الحرب الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو تصر على مواصلة القتال دون هدف محدد، بخلاف ما تعلنه فى الإعلام الإسرائيلى والعالمى، وهو تحرير الأسرى والقضاء على حركة حماس، وكلا الهدفين بات بعيد المنال ما لم يتم التفاوض والتوصل إلى حل سياسى يفضى إلى اتفاق على كل القضايا المعقدة والشائكة بين إسرائيل وحركة وحماس، فى اليوم التالى من الحرب. لكن يبدو أن المفاوضات ما زالت عالقة بين تشدد الطرفين، برفضهما إبداء أى مرونة أو تقديم أى تنازل، من شأنه تقريب الفجوة العميقة.

باب المفاوضات لا يزال مفتوحاً وهو الأهم، والموقف الأمريكى القادر على حسم الأزمة غامض ومثير للشك والريبة؟! فمن جهة تتسرب تصريحات على لسان مسئولين رفيعى المستوى فى الإدارة الأمريكية تكشف عن تنامى الفجوة وتصاعد الخلاف بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفى المقابل نرى التناغم بينهما!

لا سيما خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة التى تمت بين الرجلين، والحديث عن خطة جيش الاحتلال لشن عملية عسكرية واسعة فى مدينة رفح، التى تعارضها الإدارة الأمريكية تماماً، ويبدو أن نتنياهو قد أقنع بايدن بضرورة هذه الخطوة كسابقاتها من خطط اجتياح محافظات ومدن غزة، إذ بدا الأخير مقتنعاً بأهداف نتنياهو لجهة ضرورة اجتياح مدينة رفح، وهو ما لم يكن نفس التشدد الذى نقله مسئولون فى الإدارة الأمريكية على لسانه قبل هذه المحادثة!

فى مفاوضات معقدة وعنيدة من هذا النوع فإن التنبؤ بالنهايات يكون صعباً دون تحليل دقيق لعناصر القوة والضعف لدى طرفى النزاع.

وفى قراءة أولية يبدو لى واضحاً أن سياسات وقرارات نتنياهو محكومة ومقيدة بالعديد من الاعتبارات، فى مقدمتها الموقف الأمريكى والأوروبى وتوجهات الرأى العام، والأحزاب السياسية الإسرائيلية، وموقف الجيش الإسرائيلى، الذى لا يخفى خلافاته مع نتنياهو، ومن هنا فإن نتنياهو يحاول انتزاع موافقة دولية باستمرار العملية العسكرية.

وفى الوقف نفسه يحاول تطمين الرأى العام الإسرائيلى والأحزاب المتحالفة معه والمعارضة له إلى أنه سيحقق إنجازاً مؤكداً، يعيد لإسرائيل قدرتها الردعية التى تهاوت فى 7 أكتوبر، ثم تهاوت بشكل متدحرج أكثر خلال الحرب الممتدة حتى يومنا هذا، وفى المقابل فإن المقاومة الفلسطينية لا تجد نفسها محاطة بضغوط من هذا النوع، إذ ليس لديها اعتبار وازن للموقف الدولى.

كما لا تخشى رد فعل شعبى مناوئاً لها بالنظر إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطينى داخل الأراضى المحتلة وخارجها وخاصة أهل غزة، يعبرون معظمهم عن التأييد الكامل للمقاومة، بغض النظر عما حل بهم من مآس يصعب تحملها، وعليه فإن من المرجح أن يكون نتنياهو السباق إلى التنازل؟

وربما يكون الموقف الأمريكى واحداً من العوامل الحاسمة التى ستدفع نتنياهو إلى التراجع عن صلفه وغطرسته الكاذبة، باتجاه القبول بصيغة جديدة لاتفاق الهدنة تقبل به حماس، ولعل أكثر ما يخشاه نتنياهو هو التسريبات والتلميحات الأمريكية والأوروبية، حول وجود خطة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 فى الأمم المتحدة، وهو ما يعنى وضع إسرائيل فى مواجهة العالم كله بما فيه الولايات المتحدة إزاء مستقبل السلام فى المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو غموض الموقف الأمريكي وابتزاز نتنياهو



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon