توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من جِنين إلى غزة.. وحدة المصير

  مصر اليوم -

من جِنين إلى غزة وحدة المصير

بقلم - جيهان فوزى

لا نستطيع الجزم بما يمكن حدوثه فى الأيام القليلة المقبلة على صعيد التوتر الحاصل بين حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينى وإسرائيل، على خلفية اعتقال بسام السعدى، أحد قيادات الجهاد الإسلامى النافذة فى مخيم جنين، الاستعدادات الاستباقية الإسرائيلية على أوجها، تأمين المستوطنين والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، رفع درجة الاستنفار فى الجيش، إغلاق الطرق المؤدية إلى قطاع غزة ومحاصرتها بالحواجز، إغلاق الشواطئ القريبة من القطاع وإيقاف حركة القطارات، إغلاق المعابر ومنع العمال من دخول إسرائيل، إرسال صور للسعدى بعد الاعتقال تطمئن به الوسطاء بأنه لم يتعرض لأذى أثناء الاعتقال أو التحقيق! إرسال رسائل للفصائل الفلسطينية عبر الوسطاء مفادها أن إسرائيل لا تسعى للتصعيد لكنها سترد بقوة على أية محاولة لشن هجوم عليها؟! والسؤال: هل هناك اعتداء أكثر مما تفعله إسرائيل يومياً مع الفلسطينيين القاطنين فى الضفة الغربية وقطاع غزة؟.

ورغم أنها لم تعلن صراحة عن ماهية ردها، فإن قيادات حركة الجهاد فى الداخل والخارج أغلقوا هواتفهم وتجاهلوا الرد على الوسطاء. ويبدو واضحاً أن الجيش الإسرائيلى يتخوف من قيام عناصر من حركة الجهاد الإسلامى بعمل انتقامى بعد اعتقال «السعدى»، فسارع وقام بخطوة غير مسبوقة لنشر صور له بعد اعتقاله، ليظهر أنه بصحة جيدة، رغم الإصابة الطفيفة التى ظهرت على أنفه وفمه والتى بررها جيش الاحتلال بأنها نتيجة مهاجمة كلب بوليسى له خلال عملية الاعتقال.

غير أن الاعتقال الوحشى لقائد الجهاد الإسلامى فى شمال الضفة الغربية، الذى أظهرته فيديوهات عملية سحله أثناء الاعتقال، وإطلاق الكلاب البوليسية عليه، كان بمثابة إهانة وإذلال للحركة، التى سارعت فى بيان مقتضب بإعلان حالة الاستنفار ورفع جاهزية مقاتليها تلبيةً لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذى تعرض له القيادى الكبير بسام السعدى، فهى تدرس خياراتها التى لم تعلن عنها بعد، وهو ما قاد إلى توتر كبير فى قطاع غزة، وطبيعى فى مثل هذه الحالات، ومن تجارب سابقة مع الاحتلال أن يشتعل فتيل الحرب فى أية لحظة دون سابق إنذار، رغم أن القطاع لم يتعاف بعد من ويلات وتوابع وأحزان ونكبات الحرب الأخيرة، التى شنتها إسرائيل فى شهر مايو من العام الماضى على قطاع غزة التى استمرت 11 يوماً، قتل خلالها عائلات بأكملها ومسحت من سجل الأحياء، فماذا ينتظر سكان القطاع فى ظل التوتر المتصاعد الآن؟ هناك حالة استنفار ميدانية، وإخلاء للمواقع العسكرية تحسباً لأى تصعيد قادم، وتحركات مباشرة للوسطاء بين إسرائيل والفصائل، على أمل التهدئة قبل اشتعال فتيل حرب جديدة، لا أحد يتوقع مفاجآتها؟ فالطريقة الهمجية التى تعاملت بها قوات الاحتلال مع المسن السعدى، ومع المواطنين الفلسطينيين أثناء اعتقالهم، إنما تعبر عن مدى تفشى ثقافة العنف والكراهية والعنصرية والانحطاط الأخلاقى فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ومراكز صنع القرار وإصدار التعليمات والأوامر فى دولة الاحتلال، وهى شكل آخر من أشكال التعامل الوحشى لقوات الاحتلال مع المواطنين الفلسطينيين، فى استباحة غير مسبوقة لحياتهم. فقد تعودت إسرائيل على العدوان ثم الصراخ والتباكى أمام العالم بأنها الضحية والمعتدَى عليها، عملاً بالمثل القائل: «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى»! الغريب أن إسرائيل تحذر «لا تبادروا إلى تصعيد الوضع فى غزة، بسبب عملية اعتقال فى جنين»، وهو ما يؤكد خشية إسرائيل من عمليات انتقامية قاسية، فالاستعدادات التى تقوم بها إسرائيل وحالة الاستنفار غير العادى فى منطقة غلاف غزة، لم تحدث منذ حرب «سيف القدس» الأخيرة على القطاع باعتراف الإعلام الإسرائيلى.

ربما تبيّت إسرائيل النية لمواجهة عسكرية تحاول استبعاد أنها مَن بدأها، بل اضطرت لها، بدليل الرسائل التى بعثتها عبر الوسطاء للفصائل الفلسطينية، غير أن الأحداث الأخيرة لأى مراقب تبدو مترابطة ومتشابكة ببعضها، منها إعلان جيش الاحتلال مؤخراً عن تبريره قصف أماكن سكنية فى الحرب الرابعة لاستهداف الإحداثيات العسكرية الخاصة بحماس، متهماً المقاومة الفلسطينية بأنها تمارس العمل العسكرى بين المدنيين، ثم بعد أيام إعلان المقاومة بغموض عن استهداف إسرائيل لمكان أسراها فى الحرب الأخيرة دون تفاصيل إن كانوا لا يزالون أحياء أم قُتلوا؟ ثم تقوم إسرائيل بالتصعيد باعتقال قائد الجهاد بسام السعدى فى جنين بطريقة مهينة، ما استدعى استنفار سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد، وأوصل الوضع العسكرى إلى حالة من التوتر الشديد، الذى قد تعقبه حرب جديدة، يبدو أن هدف إسرائيل منها لم يتكشف بعد! لكن المؤكد أن مَن سيدفع الثمن هو قطاع غزة المنكوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من جِنين إلى غزة وحدة المصير من جِنين إلى غزة وحدة المصير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon