توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة على وجه إسرائيل

  مصر اليوم -

صفعة على وجه إسرائيل

بقلم - جيهان فوزى

ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعى» فى مقطع فيديو جديد، يبرّئ فيه ساحة قوات الاحتلال الإسرائيلى من دم الشهيدة شيرين أبوعاقلة، التى قُتلت غدراً على يد قناص إسرائيلى فى 11 من شهر مايو الماضى. تعود أفيخاى الذى يجيد اللغة العربية أن يخرج بفيديوهاته الموجّهة للمنطقة العربية، لتبييض وجه الاحتلال فى كل فعل يقوم به ضد الفلسطينيين، وتبرير سلوكه مهما كان متطرفاً أو مبالغاً به، هذه المرة خرج «أفيخاى»، لينفى عن جيش الاحتلال نية القصد والتعمُّد، ويقول إن الرصاصة التى أصابت شيرين وقتلتها فى أحداث جنين أثناء الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال ربما تكون إسرائيلية! مضيفاً أن التحقيقات «النزيهة» التى شارك فيها رجال أمن أمريكيون، وبعد جهد مضنٍ من التحرى والبحث الدقيق، لم تجزم أيضاً بأن هوية الرصاصة تعود للجيش الإسرائيلى! نظراً للتعقيدات التى شابت القضية، ورغم ذلك فإنه من الممكن أن تكون شيرين قُتلت بنيران قوات الاحتلال، ولكن عن طريق الخطأ ودون قصد! الأغرب فى تصريحات «أدرعى» أنه لم يستبعد أيضاً احتمال قتلها برصاص المقاومة الفلسطينية أثناء الاشتباك، رغم الأدلة الدامغة التى قدّمتها السلطة الفلسطينية، وجهات التحقيق المستقلة، وشهود العيان فى حينه، التى تؤكد بشكل قاطع، مسئولية جنود الاحتلال عن إطلاق رصاصة قناصة موجّهة، هى التى قتلت الصحفية الفلسطينية شيرين، حين أصابتها فى رقبتها بشكل مباشر ومقصود، رغم ارتدائها سترة كاملة وخوذة واقية من الرصاص تحملان علامة صحافة، وهى الخاصة بحماية الصحفيين.

لم يكن سهلاً على إسرائيل أن تخرج بعد قرابة أربعة أشهر من استشهاد شيرين بهذا التقرير الهزيل، الذى أقرت فيه على استحياء باحتمالية مسئولية جنودها عن قتل الصحفية الفلسطينية، وطبعاً كان ذلك تحت وطأة الضغوط الأمريكية، خاصة أنه كان لمقتلها تداعيات كبيرة حول العالم، كما ذكرها الرئيس الأمريكى جو بايدن حين زار المنطقة قبل شهرين، نظراً لأنها كانت مواطنة أمريكية أيضاً. لذا تركز الاهتمام الأمريكى بالقضية والضغط على إسرائيل، وشدّدت كثيراً على أهمية تحديد المسئولين. ورغم ذلك فما زالت جهات التحقيق الإسرائيلية، تصر على عدم انتفاء احتمال إصابة «أبوعاقلة» برصاص فلسطينى أدى إلى مقتلها! لكن الصحافة الإسرائيلية التى تتمتّع بقدر من الحرية، أجمعت على أن نتائج التحقيق فى مقتل الصحفية «شيرين أبوعاقلة»، جاءت بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن الأمريكيين رغم الانحياز الكامل لكل الممارسات الإسرائيلية، ضغطت على الحكومة الإسرائيلية وعلى أعلى الرتب فى القدس، لإنهاء التحقيق فى مقتل «أبوعاقلة»، رغم الضرر البالغ الذى لحق بمصداقية الرواية الإسرائيلية، التى انحرفت وحاولت فى البداية الإيحاء بأن مسلحين فلسطينيين هم من أطلقوا عليها الرصاص، وجاء الاعتراف بعد أشهر أصرّ خلالها الجيش الإسرائيلى على استحالة تحديد مصدر الرصاصة التى قتلت «أبوعاقلة»، ومع ذلك فإن إسرائيل غير مستعدة حتى الآن لتحمّل المسئولية، فقد أكدت صحيفة «واى نت» العبرية أنه حتى قبل نشر نتائج التحقيق العسكرى المتعمّق فى مقتل «أبوعاقلة»، أطلعت إسرائيل الأمريكيين بالنتائج، التى بموجبها -على عكس القرار الأولى وعلى غرار التحقيقات الصحفية التى أجريت فى الشبكات الدولية- هناك احتمال كبير بأنها قُتلت بنيران المقاتلات الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة أن قضية مقتل «أبوعاقلة» لم تسقط من جدول الأعمال حتى بعد أربعة أشهر من وفاتها، ويبدو الآن أن القضية ستظهر وترافق إسرائيل فى المستقبل أيضاً، موضحة أن إسرائيل كانت تأمل أن يؤدى نشر التحقيق إلى إنهاء القضية، وليس إلى فتحه من جديد. وبلا شك فإن عائلة أبوعاقلة كان لها دور رئيسى فى الضغط على المسئولين الأمريكيين لإجراء تحقيق شفّاف بشأن قضية استشهاد «شيرين»، فقد ركزت اهتمامها على الولايات المتحدة على أمل الضغط على إدارة بايدن، للسماح لمكتب التحقيقات الفيدرالى بإجراء تحقيق مستقل، فمن وجهة نظر العائلة: «بما أن إسرائيل غير قادرة على محاسبة نفسها، فإننا نضغط أيضاً من أجل تحقيق كامل للمحكمة الجنائية الدولية، لا يمكننا أن نتوقف قبل تحقيق العدالة لشيرين».

«شيرين» لم تكن صحفية فلسطينية - أمريكية فحسب، بل كانت أيضاً مراسلة شجاعة أكسبتها مهنيتها الصحفية وسعيها وراء الحقيقة، احترام الجماهير فى جميع أنحاء العالم.

نتائج التحقيق والإصرار الشعبى والدولى على تحديد مرتكبيها، وتضييق الدائرة حول المسئولين عن اغتيال «شيرين»، يضع إسرائيل فى دارة الاتهام مهما حاولت الإنكار، وتحديد المسئوليات يجب أن يشمل «السياسات والإجراءات»، لمنع وقوع حوادث مماثلة فى المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة على وجه إسرائيل صفعة على وجه إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon