توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يحقق «لابيد» الأمن للإسرائيليين؟

  مصر اليوم -

هل يحقق «لابيد» الأمن للإسرائيليين

بقلم - جيهان فوزى


أتمنى أن تكون «ثقافة التعليم» جزءاً رئيسياً من مناقشات «الحوار الوطنى». لماذا؟ هناك آمال معقودة على الحوار الوطنى ليكون بديلاً نقاشياً رزيناً لمنصات الـ«سوشيال ميديا» الجنونية الصاخبة. الـ«سوشيال ميديا» عامرة بالمنافع والمميزات. لكن الهبد والرزع ليلاً ونهاراً لا طائل منهما إلا صناعة «التريند». طبيعى أن تتحول «مامى» على «جروبات» الـ«ماميز» إلى قائد ملهم ومؤثر قوى حين تتزعم حركة لإسقاط نظام التعليم القائم وإقامة نظام آخر مناسب لمقاييس الـ«ماميز». ومع كل الاحترام للـ«ماميز» وأنا منهن، لكن ليس هكذا تُصنَع الأنظمة أو تُقوَّم المشكلات.

كما أن نجاح مجموعة من الطلاب - وهم أصحاب الشأن فى العملية التعليمية - فى الوصول إلى قمة الـ«تريند» بتغريدات وهاشتاجات تطالب بإلغاء نظام الثانوية العامة، أو إغلاق المدارس، أو إقالة الوزير وغيرها لا يعنى أن جميع المطالبات منطقية.

من حق الجميع أن يعبر عن رأيه. لكن «السوشيال ميديا» أيضاً لها مساوئ، إذ تعطى للبعض إحساساً كاذباً بالقوة الخارقة ورجاحة العقل. لذلك، يبدو «الحوار الوطنى» بديلاً جيداً لمناقشة القضايا الحيوية والتعليم فى القلب منها حال إتاحة مناقشاته للاطلاع العام بالإضافة إلى وجود من يمثل وجهات النظر المختلفة حول «ثقافة التعليم» وليس منهج العلوم للصف الرابع الابتدائى، وتوزيع درجات الامتحان للصف الثالث الإعدادى، والأسئلة غير المباشرة فى اللغة العربية فى امتحان الثانوية العامة.

ثقافة التعليم وقيمتها، بل الغاية من التعليم نفسه، فى حاجة ماسة إلى النقاش والحوار المجتمعى قبل أن نُكَوِّن جبهات ضد الوزارة ومجموعات تدافع عن مسئول وأخرى تندد به، وجماعات أخرى تكون دفاعات للمجموعات الأولى ضد الثانية إلى آخر هوس الـ«سوشيال ميديا».

هوس «السوشيال ميديا» لن يقيم نظاماً تعليمياً مرجواً. بل ما يقيمه هو اتفاق أو معرفة مبدئية حول ماذا يريد المصريون من التعليم؟ وما هو مفهوم القاعدة العريضة منا لمنظومة التعليم وثقافته؟ هل هو شهادة ورقية نضعها فى إطار فى الصالون أو تقدم ضمن مصوغات طلب يد العروس؟ هل هى وظيفة مكتبية؟ وأين يقف خريج الجامعة المصرى مقارنة بأقرانه من خريجى جامعات الدول الأخرى؟ ولماذا يخفق خريج مصرى أحياناً تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف فى اختبارات المعلومات العامة أو قياس المهارات الحياتية أو معيار الملكات والقدرة على الابتكار؟ هل لأن «السنتر» لم يكن على درجة الكفاءة المرجوة فى محتوى الدروس الخصوصية؟ هل لأن الابن العزيز «أهدر» وقته فى الذهاب للمدرسة التى تحولت أطلالاً لا شرح فيها ولا مدرس ولا تربية؟ هل لأن البيت تحول إلى مكان للمبيت وماكينة صراف آلى؟ وأسئلة أخرى كثيرة علينا أن نطرحها ونبحث عن إجاباتها وليس «سِنَج» و«مطاوى» نوجهها إلى بعضنا البعض.

البعض منا اعتبر وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الدكتور طارق شوقى الذى رحل عن منصبه قبل أيام عدواً لدوداً. كلمة «التفكير» تثير الهلع، ومقترح الأسئلة التى تقيس الفهم والمهارات تحرك الفزع، والجديد يحفز قرون المقاومة الاستشعارية حتى يبقى الحال على ما هو عليه من حفظ وصم وتخريج أعداد، لا أدمغة، إلى سوق العمل والمستقبل الفعلى للشباب. رحل دكتور طارق، وبقى سوق العمل القائم على المهارات والتفكير النقدى وإعمال العقل. فماذا نحن فاعلون؟!

التقرير الذى أصدرته «منظمة العمل الدولية» قبل ساعات فى مناسبة «يوم الشباب العالمى» الذى يوافق يوم 12 أغسطس من كل عام يتناول مستقبل العمل للشباب. هذا المستقبل لا يعد بالكثير للملايين من أبنائنا الذين يتم إنجابهم من أجل ضخهم فى سوق العمل لقيادة «توك توك» أو التجول ببضائع فى الشوارع أو التسول أو غيرها من الأنشطة التى يُحرَم العاملون بها من التعليم حتى يضخوا بضعة جنيهات إضافية لأسرهم الآخذة فى التمدد العددى. التقرير لم يناقش مفهوم التعليم وثقافته لدى هذه الأسر، لكن علينا أن نسألهم ونسأل أنفسنا: هل هذه الأسر كفرت بالتعليم؟ ومن السبب فى غرق ملايين الأسر المصرية فى ثقافة ضخ العيال دون تعليم فى سوق عمل هامشى لا مستقبل له؟ ولو فرضنا أن بين هذه الأسر نسبة قليلة ما زالت تمسك بزمام التعليم وترسل الصغار للمدرسة، كم فرداً منهم يؤمن حقاً بالتعليم كثقافة ومعرفة وليس مجرد نجاح الصغير فى المدرسة دون شرط معرفة كتابة اسمه أو قراءته؟!

طرح الأسئلة حول ثقافة التعليم فى مصرنا العزيزة ليس رذالة أو إهدار وقت، بل هو ضرورة لإصلاح التعليم وإعادة بنائه إن أردنا ذلك فعلياً وليس نظرياً. وقبل أن نمسك فى خناق بعضنا البعض حول فرق درجتين فى الثانوية العامة، وتغيير فكر التعليم فى الصف الرابع الابتدائى، وهل الامتحانات حتمية للصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائى أم أن التقييم أهم وغيرها، علينا أن نصل إلى مفهوم واضح حول «ما الغاية من التعليم؟»، وهل التحاق ما لا يقل عن ثلاثة أرباع مليون طالب وطالبة سنوياً بالجامعات يصنع منهم بالضرورة مواطنين مؤهلين لغزو سوق العمل فعلياً، أم بينهم نسبة معتبرة مؤهلة لمنصات البطالة المباشرة والمقنعة نظراً لأنهم أنصاف متعلمين؟ وهل الطالب الذى اجتاز الامتحانات بمساعدة الغش مؤهل للالتحاق بالجامعة وتقلد أرفع المناصب؟

المهن التى كانت شائعة ومعروفة فى طريقها للاندثار، وتحل محلها فى المستقبل القريب جداً قائمة مغايرة من المهن التى لم نلتفت إليها بعد. وهى المهن التى لا تحتاج أينشتاين «قَفّل» ورقة الامتحان، بقدر ما تحتاج مبتكراً صغيراً قادراً على التفكير.

منظومة التعليم وثقافته تحتاج تعريفاً وفكراً ونقاشاً وليس هبداً عنكبوتياً ورزعاً مدافعاً عن ممالك الدروس الخصوصية ومقاومة التغيير والإبقاء على الجمود والتحجر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يحقق «لابيد» الأمن للإسرائيليين هل يحقق «لابيد» الأمن للإسرائيليين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon