توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغريدات "أفيخاى أدرعى"

  مصر اليوم -

تغريدات أفيخاى أدرعى

بقلم: جيهان فوزى

يحاول دائماً أن يتقمص دور الواعظ والمجامل والمثقف، تغريداته على «تويتر» أو تعليقاته على «فيس بوك» يمارس فيها فن التلاعب والخداع، محاولاً استقطاب أكبر عدد من المتابعين العرب وبالذات الشباب، ينخرط فى اهتماماتهم ويحاول أن يتقمص شخصياتهم ويتعايش مع قضاياهم، لا يترك مناسبة دينية كانت أو اجتماعية أو سياسية إلا وعلق عليها سواء بالتهنئة أو بالمباركة أو بالنصيحة! يتجمل فى كلامه المنمق المدعوم بالآيات القرآنية التى يحفظ الكثير منها، يعتمد على طلاقته فى اللغة العربية وإجادته لمتابعة الأحداث العربية بكل تفاصيلها، أطلق حسابه على «تويتر» فى يوليو عام 2011 يغرد من خلاله بعبارات براقة تحمل التهانى والتبريكات للمسلمين والمسيحيين محاولاً رسم صورة مضيئة عن الكيان الصهيونى، ويهاجم المقاومة الفلسطينية ويصمها بالإرهاب، مركزاً على حركتى حماس والجهاد الإسلامى، وحزب الله، مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فى محاولات حثيثة لتجميل صورة إسرائيل وثنى الناس عن مهاجمتها وكراهيتها، ودائماً ما يقدم الوعود والآمال البراقة وبالذات لسكان قطاع غزة برغد العيش والرفاه الاجتماعى إذا ما قاوموا حماس وعادوها!.

فيض من تعليقات «أدرعى» اليومية على وسائل التواصل الاجتماعى يمطر به متابعيه الذين وصلوا إلى أكثر من 250 ألف متابع على «تويتر» فقط، حساب يحتوى على اهتمام بالغ بكل ما يخص الشأن العربى سياسياً واجتماعياً ودينياً مدعوماً بصور وفيديوهات ومواضيع مختلفة تظهر إسرائيل دولة القانون والديمقراطية والنزاهة، فهى الحمل الوديع المستهدف دائماً من الإرهابيين الفلسطينيين! اشتهر أفيخاى بالاشتباكات العديدة مع المعلقين على تغريداته، ورغم ذلك لم ينقطع بل مستمر فى استفزازه وإمعانه بدس أنفه فى الشأن العربى والتعليق على العديد من قضاياه، واهماً متابعيه بصداقاته العديدة فى معظم الدول العربية ومن كل الأطياف الفنية والسياسية والشخصيات رفيعة المستوى.

ذكاء «أدرعى» يكمن فى لغته البسيطة وبلاغته فى مخاطبة الشباب العربى ليدس السم فى العسل، والتأثير على مشاعر البسطاء، يستغل دهاءه وحيلته والخطاب المنمق بقصد الوجود والتأثير على الرأى العام العربى، ليصنع صورة مزيفة عن إسرائيل ومضللة لواقع الاحتلال ونهجها العدائى للعرب والفلسطينيين، إسرائيل تسعى حثيثاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعى لتحسين صورتها الذهنية فى عقل ووجدان المواطن العربى، وذلك بالتوازى مع حراكها الدبلوماسى على المستوى الرسمى، ويبدو جلياً أن أفيخاى أدرعى يدرس جيداً ما يكتبه ويقصد كل كلمة فى تغريداته الموجهة ويختار بدقة ما يقوله مستغلاً أصوله العربية السورية، حيث تنتمى عائلته إلى يهود سوريا ممن هاجروا من الدرعية، مثقف جيد ومتحدث لبق، ورغم الهجوم الشرس عليه ممن يخصهم بتغريداته سواء من أهل الفن أو الثقافة أو السياسة فى العالم العربى، وعلى الرغم من السخرية اللاذعة التى يتلقاها والهجوم الشرس من متابعيه إلا أنه يصر على الاستفزاز والاستمرار، فيغازل الفن العربى ويهنئ الفنانين (رغم مهاجمتهم له ورفضهم لتهانيه) ويحرص على التهنئة فى المناسبات الدينية ويعلق على الأحداث السياسية، أملاً فى شحذ التعاطف والتقارب مع العرب والمسلمين لكن دون جدوى، خاصة إذا ما نشر أحاديث مصطنعة من أصدقاء عرب عبر حسابه على تويتر، معتقداً أنه مقرب منهم ونجح فى استقطابهم عبر نشره بين الحين والآخر مقاطع من أغانى أم كلثوم أو فيروز وغيرهما من الفنانين العرب المشهورين والمؤثرين.

«أفيخاى أدرعى» متوغل فى ثقافة النخبة والشارع العربى ومطلع جيد على الاهتمامات التى تشغل المثقف والمواطن العربى البسيط، هو بوق إسرائيل على منصات التواصل الاجتماعى التى أُنشئت خصيصاً للتأثير على الشباب العربى الذين تستهدفهم إسرائيل ولطالما حاولت التقرب منهم لرسم صورة مغايرة عما تتهم بارتكابه من جرائم بحق الشعوب العربية تحت شعار تحقيق السلام، إن هذه الحسابات لا تنفصل عن موجات التطبيع العربية مع إسرائيل فى السنوات الأخيرة وبشكل غير مسبوق، ومع ذلك فإن التأثير على الشباب العربى بأن إسرائيل منارة المنطقة التى تقف فى وجه الإرهاب، لم تحظ إلا بالسخرية ولم تكسر جدار العزلة رغم هرولة قلة لا تذكر من النخبة إليها فى الآونة الأخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغريدات أفيخاى أدرعى تغريدات أفيخاى أدرعى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon