توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأضاحى عندما تصبح مجزرة!!

  مصر اليوم -

الأضاحى عندما تصبح مجزرة

بقلم: جيهان فوزى

غرد «يائير نتنياهو»، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عبر صفحته الرسمية على «تويتر»، مطالباً بوقف ذبح العجول فى غزة فى أيام عيد الأضحى المبارك، وناشد العالم العمل على وقف «مجزرة العجول» فى قطاع غزة وما يحدث لها، واصفاً ما يحدث بأنه «أعظم مجزرة تُرتكب خلال العام».

ليس غريباً على ابن سفاح أن يتحدث بلغة المجازر، فوالده مخادع وقاتل وتاريخه السياسى ملىء بجرائم الحرب والمجازر ضد الفلسطينيين، لكن المستفز أن يشبه الأضحية بالمجزرة ويطالب العالم بإيقافها، فكان مدعاة للسخرية والتندر على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك على اعتبار أن الأضاحى قاصرة على سكان قطاع غزة وليست مثل حال المسلمين فى أرجاء الأرض! فما ارتكبه الصهاينة بحق الفلسطينيين هى المجازر التى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً مثل صبرا وشاتيلا وكفر قاسم واللد وعسقلان وغيرها، لكن ما يفعله المسلمون هو استجابة لله سبحانه وتعالى، واقتداءً بأبى الأنبياء إبراهيم وهى سنة عن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم).

لم يأتِ «يائير» فى تغريدته على ذكر كيف قضى الفلسطينيون يومهم الأول مع عيد الأضحى.. لم يذكر اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع المصلين التى وقعت فى حرم المسجد الأقصى صباح أول أيام العيد وأثناء «صلاة العيد» ووقوع العديد من الجرحى، لم يذكر الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة فى القدس والممارسات القمعية والاستفزازية لمنع المصلين وحرمانهم من الوصول لأقصاهم، فلا تحترم حرمة المسجد ولا مشاعر المصلين، وهو مشهد متكرر تَعوَّد عليه الفلسطينيون وأصبح جزءاً من نسيج حياتهم اليومية، مثلما استيقظ أهالى غزة على استشهاد شاب إثر إطلاق نار وقصف إسرائيلى على شمال القطاع، وهذا العام قضى الفلسطينيون العيد على قدر حاجتهم الملحة وقدراتهم الاقتصادية المتدنية، إذ عانى سوق الأضاحى الفلسطينى فى الضفة الغربية من ركود شديد قدر الخبراء بأنه الأسوأ منذ عشرين عاماً.

ويرجع سبب ذلك وفق مراقبين إلى عدم قدرة السلطة الفلسطينية على دفع رواتب موظفى القطاع العام كاملة بسبب الأزمة المالية على خلفية اقتطاع إسرائيل لمستحقات الأسرى الفلسطينيين من أموال الضرائب الفلسطينية، بينما قطاع غزة هو الذى يعانى الأصعب والأسوأ نظراً للحصار السياسى والاقتصادى المفروض عليه منذ سنوات وامتناع سلطة رام الله عن دفع رواتب الموظفين فى غزة واقتطاع جزء منها رغم شح الدخول والموارد.

هكذا يقضى الفلسطينيون أعيادهم منذ سنوات طويلة ما بين الاحتفال الممزوج بالقتل والالتزام بالشعائر والطقوس الدينية والعادات المجتمعية، يتحايلون على أوجاعهم وهمومهم وقهرهم كى يتعايشوا مع ظروفهم البائسة. صحيح أن العيد فى العالم العربى والإسلامى له مذاق خاص وطقوس من حيث التزاور والتراحم والذهاب إلى الشواطئ والمتنزهات وذبح الأضاحى، لكن تلك الطقوس تكاد تختفى فى غزة بسبب أزمتها المالية الطاحنة منذ سنوات طويلة، ولولا التكبيرات والصلاة فى المساجد والساحات وبعض ممن ضحوا وسالت دماء الأضاحى فى الشوارع، لكان يوماً عادياً مثله مثل كل يوم يمر ببطء على المواطنين، فالناس لا تريد فتح مواضيع موجعة لهم حين لا يجدون ما يسدون به رمق أطفالهم أو تلبية مطالبهم فى مثل تلك المناسبات أو مصاريف لا يستطيعون توفيرها فى ظل الوضع الاقتصادى الكارثى الذى يعيشونه بسبب الحصار من جهة، والديون المتراكمة عليهم للبنوك من جهة أخرى، فآثر أغلبهم تضييق نطاق الاحتفال بالمناسبة واقتصارها على الشعائر الدينية والاجتماعية فى أضيق الحدود ومنهم من اختصر الطريق وانزوى فى بيته خجلاً وقهراً من ظروف عصفت بحياته وعاداته فى مثل هذه المناسبات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأضاحى عندما تصبح مجزرة الأضاحى عندما تصبح مجزرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon